الأمن الصومالي ينفذ عملية أمنية تسفر عن اعتقال مساعد أمير جماعة الشباب الإرهابية
ألقت وكالة المخابرات والأمن القومي (NISA) القبض على القيادي في جماعة الشباب، محي الدين عبدالسلام محمود، الشهير بـ “محي الدين دقري”، في عملية أمنية في العاصمة، مقديشو، كشفت عنها اليوم السبت، الثالث من فبراير الجاري.
بحسب بيان الوكالة، عمل “دقري” كأحد مساعدي أمير الجماعة أحمد ديري الشهير بـ”أبو عبيدة”، وهو مسؤول عن العديد من العمليات الإرهابية في محافظات باي وجلجدود ومدغ وشبيلي السفلى.
كان دقري في زيارة سرية إلى العاصمة، وأقام خلالها في منزل مملوك لوالده، وهو المكان الذي ألقت الأجهزة الأمنية القبض عليه فيه، دون أن تفصح عن معلومات أخرى حول كيفية اكتشاف وتتبع وجود مساعد ديري.
وانضم دقري إلى جماعة الشباب قبل 15 عاماً، في المنطقة التي ولد بها في منطقة “حرر طيري”، في محافظة مدغ ولاية غلمدغ، في وسط البلاد. وكان معروفاً في المناطق الجنوبية من البلاد، خاصة تلك التي تسيطر عليها جماعة الشباب، وهي المناطق التي يملك أمير الجماعة “ديري” فيها نفوذاً أكبر، بينما يمتلك نائبه ومنافسه أبو عبد الرحمن مهاد كاراتي الشهير بـ”مهاد كاراتي” نفوذ أكبر في وسط البلاد.
ينتمي دقري إلى الفخذ القبلي سعد الذي يقطن محافظة مدغ، وتنسب إلى “هبرجدر” من عشيرة “هوية” الكبيرة، وهي إحدى العشائر التي تدعم القوات الحكومية في حربها ضد الشباب، من خلال اللواء (27) في الجيش الوطني الملقب بـ “أبو دجانة”، والذي يقاتل مع الجيش الوطني في جنوب محافظة مدغ. ويتشارك دقري النسب القبلي مع كاراتي، مع اختلاف حيث ينتمي دقري إلى “سعد” وكاراتي إلى “عير”، إلا أنّ الأول محسوب على جناح الأمير ديري، وغير مستبعد أنّ يكون للصراع الداخلي في جماعة الشباب دور في الإيقاع بدقري في العاصمة.
وحصلت “أخبار الآن” على معلومات من أحد الشيوخ القبليين في “هبرجدر”، والذي قال إنّ القوات الإثيوبية قبضت على محي الدين دقري قبل ذلك، ونقلته إلى إثيوبيا، لكنه نجح في الهروب وتحرير سجناء آخرين من جماعة الشباب. وأضاف أنّ دقري تعرض لعدد من محاولات اعتقاله وتصفيته، لكنه نجا من ذلك، وتضاءلت حظوظه في النجاة لأنّ عشيرته تخلت عنه، ولم يتسن الحصول على مصادر أخرى للتأكد من صحة المعلومات.
وكان وزير الداخلية والشؤون الفيدرالية والمصالحة، أحمد معلم فقي، تعهد في تصريحات سابقة باستهداف كل من ينتمي إلى عشريته “سعد” من أعضاء جماعة الشباب، واختص “دقري” بالاسم، كأحد القادة المطلوبين والمحسوبين على العشيرة.
بدوره علق وزير الداخلية السابق في ولاية غلمدغ، ومبعوث الرئيس لمحادثات الصومال وصوماليلاند، عبد العزيز حسين غوليد، قائلاً إنّ اعتقال القيادي محي الدين دقري يدل على مستوى العمل الأمني والاستخباراتي الذي تقوم به مختلف الأجهزة الأمنية في البلاد، مضيفاً “نهنئ الأجهزة الأمنية وخاصة جهاز المخابرات الوطني على هذا الإنجاز الأمني”.