رعب في رفح على وقع الحديث عن هدنة.. أما زالت قائمة؟
أعلن مسؤولو صحة في غزة أن الغارات الإسرائيلية التي ترافقت مع عملية تحرير رهينتين في رفح، أسفرت عن مقتل 67 فلسطينيا وإصابة العشرات في المدينة الواقعة بجنوب غزة والتي تعد الملاذ الأخير لنحو مليون مدني نازح.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الرهينتين كانا محتجزين في الطابق الثاني من مبنى تم تفجيره خلال الغارة التي شهدت تبادلا كثيفا لإطلاق النار مع المباني المحيطة.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن عدد القتلى قد يرتفع مع استمرار عمليات الإنقاذ.
وقال فلسطينيون في رفح إن مسجدين وعدة منازل أصيبت خلال أكثر من ساعة من الغارات التي شنتها الطائرات الحربية والدبابات والسفن الإسرائيلية، مما تسبب في حالة من الذعر على نطاق واسع بين الناس الذين كانوا نائمين.
وقال عماد وهو رجل أعمال من غزة وهو أب لستة أطفال لرويترز باستخدام تطبيق للدردشة “كانت أسوأ ليلة منذ وصولنا إلى رفح الشهر الماضي. كان الموت قريبا جدا حيث سقطت القذائف والصواريخ على بعد 200 متر من مخيمنا”.
ويخشى البعض أن تكون إسرائيل قد بدأت هجوما بريا على المدينة، حيث يعيش أكثر من مليون شخص نزحوا بسبب الحرب الإسرائيلية على حماس دون أي مكان آخر يذهبون إليه.
حل آخر غير الحرب.. ماذا عن الهدنة؟
يرى مراقبون أن الساعات المقبلة قد تكون الأكثر دموية بسبب إصرار إسرائيل على تنفيذ العملية البرية على مدينة رفح.
وفي هذا السياق، اعتبر مدير إدارة الشؤون المعنوية الأسبق في الجيش المصري اللواء سمير فرج لـ”أخبار الآن” أن العملية إذا تمت ستكون أكبر عملية تصفية جسدية حصلت في العصر الحديث، فهناك مليون نارح ونصف يتواجدون في رفح ضمن مساحة 64 كلم مربع.
وفي ما خص الهدنة، التي خفت الحديث عنها بعد تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة ودعوته للتحضير إلى حملة برية على رفح، قال فرج: الهدنة ما زالت قائمة، والرئيس الأمريكي جو بايدن سيرسل مدير المخابرات العامة الـ سي آي أي الى مصر الثلاثاء للاجتماع مع الجانب الاسرائيلي ورئيس وزراء قطر، وذلك من أجل محاولة خفض مستوى الشروط لكلي الطرفين.
وأوضح أن الشرط الذي تصر عليه حماس هو الإيقاف النهائي لإطلاق النار في غزة وخروج القوات الاسرائيلية. وأضاف: أعتقد أنه من الممكن أن تثمر المفاوضات الى وقف إطلاق النار لمدة 3 أو 4 أشهر ريثما ينقضي شهر رمضان المبارك.
وتابع: أنا متفاءل بأن الجميع يطالب بسرعة الوصول إلى هدنة، والتي إذا ما تحققت سيتوقف عندها قتل النساء والأطفال في غزة، وسيتوقف قيام الحوثيين بمهاجمة السفن في البحر الأحمر، وسيعود عمل قناة السويس، وبالتالي يعود الاستقرار الاقتصادي، ووهذا ما يريح الجميع.
ولفت فرج إلى أن التطورات الميدانية الأخيرة قد تغير من بنود الاتفاق الذي حُكي عنه بين إسرائيل وحماس، وقال: من الممكن أن تتغاضى حماس عن وقف كامل لاطلاق النار، وتقبل بأن تقتصر الهدنة على 45 يوماً تقريباً، ومن الممكن أن لا تبقى القوات الاسرائيلية داخل المدن في غزة، وإنما تبقى على الأطراف ومن ثم يتم التفاوض على أعداد الرهائن الذين سيتم إطلاقهم.