وسط الغارات الإسرائيلية.. يحتشد 1,3 مليون فلسطيني في رفح
شنت إسرائيل سلسلة غارات على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، في الوقت الذي قالت فيه وكالة الأنباء الفلسطينية إن القصف الإسرائيلي تسبب في مقتل وإصابة عدد من المواطنين.
وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية، ارتفاع حصيلة الغارات الإسرائيلية على رفح إلى 100 قتيل، ومئات الجرحى، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي تنفيذ “موجة من الهجمات على أهداف نوعية” جنوبي قطاع غزة.
وسُمع دويّ سلسلة من الغارات الجوّية الإسرائيليّة ليل الأحد الاثنين، في مدينة رفح، حسبما أفاد صحافيّون وشهود عيان. وطالت الغارات 14 منزلًا وثلاثة مساجد في مناطق مختلفة برفح، حسب حكومة حماس.
عشرات الغارات على رفح
واستُهدف محيط المدينة بعشرات الغارات التي كانت أكثر كثافة ممّا كانت عليه في الأيّام الأخيرة، وهو ما أدّى إلى تصاعد سحب من الدخان، حسب المصادر نفسها. وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أمر جيشه بالإعداد لهجوم على رفح.
وكانت قد حذّرت حماس الأحد، من أنّ عمليّة عسكريّة إسرائيليّة في مدينة رفح في أقصى جنوب غزّة حيث لجأ مئات آلاف المدنيّين، ستُقوّض احتمال إطلاق الرهائن المحتجزين في القطاع.
وحضّ الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على عدم شنّ عمليّة عسكريّة برّية في رفح “من دون خطّة ذات صدقيّة وقابلة للتنفيذ” لحماية المدنيّين، في حين تحذّر دول عدّة من “كارثة إنسانيّة” إذا شُنّ الهجوم على المدينة المكتظّة.
وتشكّل رفح، الواقعة على حدود مصر، الملاذ الأخير للفلسطينيّين الفارّين من القصف الإسرائيلي المستمرّ في أماكن أخرى من قطاع غزّة خلال حرب إسرائيل المستمرّة منذ أربعة أشهر ضدّ حماس.
وتعهّد نتنياهو توفير “ممر آمن” للمدنيّين قبل شنّ عمليّة عسكريّة في رفح، وسط تحذيرات دوليّة من “كارثة إنسانيّة” في حال شنّ هجوم على المدينة.
وحذّر مصدر قيادي في حماس الأحد، إسرائيل من أنّ أي عمليّة عسكريّة ستؤدّي إلى “نسف مفاوضات” تبادل الرهائن الإسرائيليّين والمعتقلين الفلسطينيّين.
ويحتشد 1,3 مليون فلسطيني، أي أكثر من نصف سكّان القطاع المحاصر، في رفح. وهم في غالبيّتهم العظمى فرّوا من العنف في شمال القطاع ووسطه عقب اندلاع الحرب قبل أكثر من أربعة أشهر.
وبعدما أمر الجيش بالإعداد لهجوم على المدينة، قال نتنياهو في مقابلة مع قناة “إيه بي سي نيوز” إنّ “النصر في متناول اليد. سنفعل ذلك. سنُسيطر على آخر كتائب حماس الإرهابيّة، وعلى رفح، وهي المعقل الأخير” للحركة.
وأضاف “سنفعل ذلك مع ضمان المرور الآمن للسكّان المدنيّين حتّى يتمكّنوا من المغادرة. نحن نعمل على وضع خطّة مفصّلة لتحقيق ذلك”، متحدّثا عن وجود مناطق في شمال رفح “طُهّرت ويمكن استخدامها كمناطق آمنة للمدنيّين”.
ولدى تفقّده مساءً قاعدة عسكريّة جنوبي البلاد، قال نتنياهو إنّه يريد أن يكون قطاع غزة “منزوع السلاح”، موضحا “يقتضي هذا الأمر بسط سيطرتنا (…) على صعيد الأمن على كامل المنطقة الواقعة غربي الأردن، بما في ذلك قطاع غزّة”.
اندلعت الحرب في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر عقب هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل أكثر من 1160 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.
وردّت إسرائيل بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28176 شخصًا، غالبيّتهم نساء وأطفال، حسب أحدث حصيلة لوزارة الصحّة التابعة لحماس.
واحتجزت حماس نحو 250 رهينة تقول إسرائيل إنّ 132 بينهم ما زالوا محتجزين في غزّة، و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنّهم قُتلوا، حسب أرقام صادرة عن مكتب نتنياهو.