الولايات المتحدة تؤكد على دعمها للحكومة الصومالية في حربها ضد جماعة الشباب
أعلن التلفزيون الحكومي الصومالي مقتل 7 من قادة جماعة الشباب الإرهابية ومسلحين آخرين في عملية عسكرية في إقليم شبيلي السفلى بولاية جنوب الغرب. وجرت العملية التي استهدفت محكمة تابعة للجماعة، بالقرب من بلدة جنالي في إقليم شبيلي السفلى المجاور للعاصمة مقديشو.
في غضون ذلك، جددت الولايات المتحدة الأمريكية تأكيدها دعم الحكومة الفيدرالية الصومالية في الحرب ضد جماعة الشباب.
وقالت السفارة الأمريكية في مقديشو: “تدعم الولايات المتحدة جهود الصومال لإضعاف جماعة الشباب من خلال المساعدات الأمنية المختلفة، بما في ذلك توفير التدريب والمعدات للواء دنب التابع للجيش الوطني الصومالي”.
🇺🇸🤝🇸🇴 The United States supports Somalia in its efforts to degrade al-Shabaab through various security assistance, including by providing training and equipment to the Somali National Army’s Danab Brigade. @US2Somalia was pleased to discuss our support with Somali Chief of… pic.twitter.com/gs7vlEH5YH
— U.S. Embassy Mogadishu, Somalia (@US2SOMALIA) February 13, 2024
وجاء ذلك بعد محادثات جرت بين ممثلين من الولايات المتحدة الأمريكية، وقائد الجيش الوطني الصومالي، اللواء إبراهيم شيخ محيي الدين، عقدت في مقر السفارة الأمريكية في مقديشو.
إلى ذلك، أكد مسؤول صومالي، السبت، أن بلاده نجحت في تمكين الجيش الوطني من تعزيز الأمن والاستقرار والقضاء على الإرهابيين، مشدداً على أن قوات الجيش على أتم الاستعداد لتولي المهمة الأمنية بشكل كامل في الصومال، جاء ذلك في كلمة للقائم بأعمال وزير الخارجية والتعاون الدولي الصومالي علي عمر، في الاجتماع الذي نظمه مجلس الأمن والسلم الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا حول الإنجازات التي حققتها قوات حفظ السلام الأفريقية “أتميس” خلال وجودها في الصومال، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الوطنية الصومالية (صونا) أمس.
وأعرب عمر عن شكره وتقديره لجميع الدول الإفريقية العاملة ضمن بعثة قوات “أتميس” على جهودها ودعمها للصومال في الوصول إلى هذه المرحلة المهمة من التقدم الأمني.
كما بحث الاجتماع النتائج الفعالة لخطة الحكومة الصومالية حيال تولي الجيش الوطني للمهمة الأمنية في البلاد، وذلك بمشاركة ممثلين عن الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وخبراء أمنيين.
وفي وقت سابق، أعلنت بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال “أتميس”، بدء المرحلة الثانية من سحب قواتها لحفظ السلام في البلاد.
وقالت البعثة في بيان: “بدأنا المرحلة الثانية من الانسحاب، قواتنا بدأت بتسليم قاعدة إلى القوات المسلحة الوطنية الصومالية”.
وكانت القاعدة الواقعة في مقاطعة شبيلي الوسطى جنوب الصومال، تضم وحدة من قوات الدفاع الوطني البوروندية تعمل تحت قيادة “أتميس”.
تعاون أمريكي – صومالي لمكافحة الإرهاب
علمًا بأن الولايات المتحدة أبرمت مذكرة تفاهم مع حكومة الصومال تنصّ على زيادة الدعم المالي المقدم إلى القوات المسلحة الصومالية، وخاصة القوات المتخصصة في مكافحة الإرهاب المعروفة باسم “دنب”، والتي أسستها الولايات المتحدة عام 2014.
وبموجب المذكرة ستقدم واشنطن 100 مليون دولار لبناء وتجهيز القوات الصومالية، وإنشاء خمس قواعد عسكرية للتدريب في العاصمة مقديشو، ومدن بيدوا (Baidoa) في محافظة باي في ولاية جنوب الغرب، وكسمايو (Kismayo) في محافظة جوبا السفلى في ولاية جوبالاند، ودوسمريب (Dusamareb) في محافظة جلجدود في ولاية غلمدغ، وجوهر (Jowhar) في محافظة شبيلى الوسطى في ولاية هيرشبيلى.
وفي تصريح خاص لـ”أخبار الآن” ذكر ضابط في المخابرات الصومالية، طلب حجب اسمه، أن مذكرة التفاهم بين الولايات المتحدة والصومال تمثل خطوة حاسمة في مكافحة الإرهاب وتعزيز الأمن العالمي، وذلك من خلال تبادل المعلومات بين البلدين، مما يتيح جمع معلومات استخباراتية دقيقة تزيد من فعالية العمليات العسكرية ضد مقاتلي جماعة الشباب الإرهابية، واعتبرها بمثابة عهد جديد للتعاون مع الولايات المتحدة ضد الإرهاب.
وأكد أن التعاون العسكري المتزايد بموجب المذكرة قد يؤدي إلى تحسين العلاقات الدبلوماسية بين الجانبين في ظل التهديدات الإقليمية التي تهدد وحدة البلاد، والمخاطر الأمنية بسبب الإرهابيين. وذكر أنّ سبب اختيار هذه المدن كمواقع للقواعد العسكرية لكونها عواصم الولايات الفيدرالية التي تنشط فيها جماعة الشباب، مشيرًا إلى أنّها قد تكون نواة لتطوير جيش مؤهل بشكلٍ كاملٍ، لقتال جماعة الشباب في كافة الولايات الإقليمية، باستثناء بونتلاند وأرض الصومال، التي يقل فيها نشاط الجماعات الإرهابية.
ولفت الضابط الصومالي إلى أنّ قوات “دنب” المدربة أمريكيًا هي ركيزة أساسية في الحرب الشاملة التي أعلن عنها الرئيس، ولذلك فإن زيادة أعداد تلك القوات وتطوير قدراتها سيكون له بالغ الأثر في المرحلة الثاني من العمليات ضد جماعة الشباب المتوقع انطلاقها قريبًا.
ووقع المذكرة كل من وزير الدفاع عبد القادر نور جامع، والقائم بأعمال السفارة الأمريكية في مقديشو شين ديكسون، بحضور رئيس الجمهورية الصومالية، حسن شيخ محمود، اليوم الخميس في العاصمة مقديشو، ومساعدة وزير الخارجية الأمريكية للشئون الإفريقية مولي في.
وفي كلمته بهذه المناسبة، قدم رئيس الجمهورية حسن شيخ محمود، الشكر لحكومة الولايات المتحدة على دورها في تحسين كفاءة قوات “دنب” والأجهزة الأمنية الصومالية بشكل عام، وقال الرئيس إن هذه “المذكرة ستساعد الصومال وستسهم إيجابًا في تعزيز خطط إصلاح وتطوير الجيش الوطني، والنضال من أجل تحرير البلاد من الإرهاب وضمان الأمن”.
وبدورها علقت مساعدة وزير الخارجية للشؤون الإفريقية مولي في، قائلة إنّ الولايات المتحدة تسعى لتجهيز ثلاثة آلاف جندي من قوات “دنب” خلال الأشهر المقبلة، تماشيًا مع الخطة الموضوعة في عام 2017. مضيفة، أنه مع دعم الولايات المتحدة المتواصل لقوات “دنب” على نحو خاص، ستواصل كذلك دعم الصوماليين لتسلم المسؤوليات الأمنية للبلاد. وشددت على أن السلطات الصومالية سيكون لها السيطرة الكاملة على القواعد العسكرية المزمع تأسيسها، كما هو مبين في المذكرة بين البلدين.
يُذكر أنّ الولايات المتحدة لديها قاعدتين عسكريتين في الصومال، الأولي قاعدة بلدوغلى للقوات الجوية، وقاعدة أخرى في مطار كسمايو، وتُجرى داخلهما مهام التخطيط للعمليات العسكرية الإستراتيجية، وتوفير التدريب لقوات “دنب” التي تلعب دورًا بارزًا في مكافحة إرهاب جماعة الشباب وتنظيم داعش.