وضع كارثي في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الشباب الصومالية

قال ضابط في قوات الشرطة العسكرية الصومالية، إنّه استمع إلى شهادات من الجنود المتمركزين في المناطق التي حررتها القوات الحكومية في بلدة “جلب مركا” السبت، والتي أكدت أنّ السكان في البلدة والمناطق المجاورة يواجهون وضعًا إنسانيًا كارثيًا مع تفشي الجوع، دفع بالجنود إلى تقاسم حصصهم الغذائية معهم، وذلك وفق تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن”.

محافظة شبيلى السفلى في ولاية جنوب غرب الصومال

واستهدفت القوات، صباح السبت، تجمعات مقاتلي جماعة الشباب المصنفة إرهابيًا في بلدة جلب مركا (Jilib Marka) الواقعة في محافظة شبيلى السفلى في ولاية جنوب غرب الصومال، وتمكنت من السيطرة على البلدة بشكلٍ كاملٍ.

ووفقًا لوسائل الإعلام الحكومية، أسفرت العملية عن مقتل أكثر من 30 عنصرًا من الجماعة، ومصادرة كميات من الأسلحة والمركبات.

وقال الضابط، الذي طلب حجب هويته، إنّ فرقة مشتركة من الشرطة العسكرية وجهاز المخابرات والشرطة المحلية نفذت العملية الناجحة، في الولاية التي ستنطلق فيها عمليات عسكرية واسعة ضد جماعة الشباب ضمن المرحلة الثانية من الحرب الحاسمة على الإرهاب.

مقتل 30 من "الشباب الصومالية".. وضابط: الجوع ينتشر في مناطق سيطرة الجماعة

وأضاف أن القوات الحكومية تتقدم في المناطق المجاورة للبلدة، في بلدات (لمبر-50، ولمبر-60، وعيل وريقو) لتطهيرها من عناصر الجماعة، وفتح الطرق بين البلدات المُحررة.

ومن المتوقع أن تنطلق قريبًا المرحلة الثانية من العملية العسكرية الشاملة ضد جماعة الشباب في ولايتي جنوب غرب الصومال وجوبالاند، جنوب البلاد، التي تسيطر الجماعة على مساحات واسعة فيهما.

استهداف معسكرات الجماعة

وفي الأيام الماضية، شنّت القوات الحكومية الصومالية المدعومة بمقاتلي العشائر “معويسلي” هجومًا على قواعد جماعة الشباب الإرهابية في منطقة علي يبال (Cali Yabaal) في مقاطعة عيل طيري (Xarardheere) بمحافظة جلجدود، وسط البلاد.

وصرح ضباط في الجيش، لوكالة الأنباء الصومالية “صونا”، أنّ “قوات الجيش والمقاومة الشعبية شنت هجمات من عدة اتجاهات على قواعد الميليشيات الإرهابية في المنطقة، حيث نجحت في تحرير منطقة (علي يبال) من فلول الإرهابيين وتدمير قواعدهم بالكامل”.

وفي تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” ذكر ضابط في الجيش الصومالي، قريب من موقع الهجوم، أنّ القوات الحكومية ومقاتلي العشائر شنّوا هجوما استباقيا استهدف مناطق تجمع لمقاتلي الجماعة، الذين كانوا يحضرون لشنّ هجوم واسع ضد قواعد الجيش الوطني في مقاطعة عيل ديري.

وأضاف الضابط الذي طلب عدم ذكر اسمه، أنّ الهجوم ألحق خسائر فادحة بالجماعة في الأفراد والآليات، وصادر الجيش كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر والآليات، التي خلفها الإرهابيون بعد فرارهم، لافتًا إلى أنّ الهجوم استمر لمدة ست ساعات، وانتهى بفرار مقاتلي الجماعة.

وتابع أنّ الهجوم نجح في تعطيل القدرات العسكرية لجماعة الشباب في مديرية عيل طيرى، التي حررها الجيش في المرحلة الأولى من الحرب الحاسمة ضد الإرهاب، وأضاف أنّ خطة الجيش تهدف إلى بسط السيطرة في المناطق المحررة، لحرمان الجماعة من إيجاد ملاذات آمنة، يستهدفون من خلالها القوات الحكومية المتمركزة في المنطقة.