هل أعلن الرئيس المصري حالة الطوارئ؟
تزامناً مع التهديدات الإسرائيليّة بشنّ هجوم على مدينة رفح في قطاع غزّة المحاذية للحدود مع مصر، انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو زعم ناشروه أنّه للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي معلناً حالة الطوارئ في الأيام الأخيرة.
إلا أن الادعاء مضلّل والفيديو مصوّر قبل ست سنوات.
يظهر في الفيديو الرئيس المصريّ وهو يُلقي خطاباً يُعلن فيه عن حالة الطوارئ في البلاد بغرض حمايتها.
وأوحى الناشرون أن الإعلان جاء على رداً على التهديدات الإسرائيليّة بشنّ هجوم على مدينة رفح الواقعة في جنوب قطاع غزة على الحدود مع مصر.
ويأتي انتشار هذا الفيديو حاصداً مئات المشاركات فيما يستمر الوضع الإنساني في التدهور في قطاع غزة حيث بات حوالى 2,2 مليون شخص، هم الغالبيّة العظمى من سكّانه، مهدّدين بخطر “مجاعة جماعيّة”، وفق الأمم المتحدة.
ويخضع إدخال المساعدات إلى غزّة لموافقة إسرائيل، ويصل الدّعم الإنسانيّ الشحيح إلى القطاع بشكل أساسيّ عبر معبر رفح مع مصر، لكنّ نقله إلى الشمال صعب بسبب الدمار والقتال.
واعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد أن العملية العسكرية التي أمر بالتجهيز لتنفيذها في مدينة رفح، ستجعل إسرائيل “على بعد أسابيع” من تحقيق “نصر كامل”.
يأتي ذلك فيما ذكرت وسائل إعلام مصرية مرتبطة بالدولة أن المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في غزة استؤنفت في الدوحة، لكنّ نتانياهو قال إن أي اتفاق لن يمنع هجوم رفح.
حقيقة الفيديو
الفيديو لا شأن له بالتطورات الأخيرة في قطاع غزّة.
فما يثير الشك في صحة الادعاء المرافق له هو ظهور رئيس مجلس النواب السابق علي عبد العال الذي انتهت ولايته عام 2021، كما أن خبراً مشابهاً من شأنه أن يحظى بتغطية إعلامية واسعة.
على ضوء ذلك، يرشد التفتيش عن الفيديو على محركات البحث إليه منشوراً على وسائل إعلامية سنة 2017.
وحينها، أعلن الرئيس المصري حالة الطوارئ على خلفية هجوم استهدف كنيستين في مدينتي طنطا والاسكندرية.
ومذاك، استمرّت حالة الطوارئ في البلاد لأربع سنوات قبل أن يُعلن الرئيس المصري رفعها سنة 2021.