جماعة الشباب تهاجم فندقا في العاصمة الصومالية مقديشو
قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب 27 بجروح في حصار فرضه عناصر جماعة الشباب لساعات على فندق معروف في مقديشو، وفق ما أعلنت الشرطة.
كما قتلت قوات الأمن خمسة مسلّحين اقتحموا فندق “إس واي إل” (SYL) في وقت متأخر الخميس، وفق ما أفاد الناطق باسم الشرطة الكولونيل قاسم أحمد روبلي في مؤتمر صحافي.
هذا وهاجم عناصر من جماعة الشباب الخميس فندقا قريبا من القصر الرئاسي في العاصمة الصومالية مقديشو، وفق ما أفادت مصادر أمنية وشهود.
وبدأ الهجوم الذي أعلنت جماعة الشباب مسؤوليتها عنه، حوالى الساعة 21,45 (18,45 ت غ) عندما اقتحم مسلحون فندق “إس واي إل” (SYL) تحت وابل من الرصاص.
وقال ضابط الأمن أحمد ضاهر لوكالة فرانس برس إن “عدة مسلحين اقتحموا المبنى بعد أن دمروا السور المحيط بتفجير قوي”.
وتحدث شهود عيان عن سماعهم إطلاق النار بشكل عشوائي، لكن لم يتضح على الفور ما إذا كان هناك ضحايا.
وقال حسن نور الذي نجا من الهجوم “لا أعرف عدد الضحايا لكن كان هناك الكثير من الناس بالداخل عندما بدأ الهجوم”.
تخوض الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة تمردا ضد الحكومة الفيدرالية المدعومة دوليا منذ أكثر من 16 عاما، وكثيرا ما تستهدف الفنادق التي يقصدها المسؤولون الصوماليون والأجانب.
ورغم أن قوات الاتحاد الإفريقي دحرت المسلحين عن العاصمة، إلا أن لهم وجودا قويا في ريف الصومال وينفذون بانتظام هجمات ضد أهداف سياسية ومدنية.
وأطلقت الحكومة المركزية هجوما كبيرا ضد الجماعة في آب/أغسطس 2022، شاركت فيه جماعات مسلحة عشائرية محلية.
لكن الهجوم شهد انتكاسات رغم المكاسب المبكرة.
“حرب شاملة”
بعد انتخابه في أيار/مايو 2022، تعهد الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود شن “حرب شاملة” على جماعة الشباب الإرهابية.
وتخوض الجماعة المرتبطة بتنظيم القاعدة تمرداً منذ أكثر من 16 عاماً ضد الحكومة المدعومة دولياً، بهدف إطاحتها، وكثيرا ما تستهدف الحركة فنادق يقصدها مسؤولون صوماليون وأجانب.
ورغم التمكن من دحر مسلحيها عن العاصمة ومن المدن الرئيسية في 2011-2012، ما زالت جماعة الشباب التي تصنفها واشنطن منظمة إرهابية، تحتفظ بوجود قوي في مناطق ريفية شاسعة في وسط البلاد وجنوبها، من حيث تنفذ بانتظام هجمات على أهداف أمنية وسياسية ومدنية.
وأطلقت الحكومة المركزية هجوما واسعا ضد الجماعة في صيف عام 2022، شاركت فيه عشائر محلية مسلحة. لكنه شهد انتكاسات رغم تحقيقه مكاسب في الفترات الأولى.
وتمكّن الجيش الصومالي والفصائل المتحالفة معه، من استعادة السيطرة على مناطق واسعة في وسط البلاد بدعم من قوة الاتحاد الإفريقي وضربات جوية نفّذتها الولايات المتحدة.
الا أن جماعة الشباب تمكنت من استعادة بعض ما خسرته، وأعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع السيطرة على أنحاء عدة في وسط الصومال.
وأفادت وكالة الأنباء الصومالية الرسمية أن الرئيس حسن شيخ محمود عقد “اجتماعا استراتيجيا” الخميس مع مسؤولي الأمن للبحث في سبل استعادة المناطق التي سيطرت عليها الجماعة.
هجمات معقّدة
في كانون الثاني/يناير، احتجز مسلحو جماعة الشباب عددا من الأشخاص رهائن بعدما قامت مروحية تابعة للأمم المتحدة على متنها تسعة ركاب، بهبوط اضطراري في مناطق يسيطرون عليها.
وتستهدف الجماعة أيضًا مراكز عسكرية، على غرار ما حدث في 26 أيار/مايو 2023 عندما أدى هجوم كبير على قاعدة يسيطر عليها جنود أوغنديون من قوة الاتحاد الإفريقي في بولو مارير (جنوب) إلى مقتل 54 جنديًا على الأقل، وفقًا للسلطات الأوغندية.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2022، قتل 100 شخص وأصيب أكثر من 300 في تفجير سيارتين مفخختين في مقديشو، في هجوم كان الأكثر دموية منذ تولى شيخ محمود الرئاسة في أيار/مايو من العام ذاته.
وفي آب/أغسطس 2022، قتل 21 شخصا وأصيب أكثر من مئة بجروح في هجوم على فندق في العاصمة استمر نحو 30 ساعة.
ويأتي هجوم الخميس بعد أيام من إعلان الحكومة الأمريكية فرض عقوبات على 16 شخصا ومنظمة تجارية بتهمة الانتماء إلى “شبكة واسعة” لتمويل وغسل الأموال لصالح جماعة الشباب.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية الإثنين إن “شبكة الأفراد والكيانات المذكورة ومقارها في القرن الإفريقي والشرق الأوسط، متورطة في جمع وغسل ملايين الدولارات عبر شركات عدة، بتوجيه من الشباب ولصالحهم”.
كما أتى هجوم الخميس غداة توصل الصومال إلى اتفاق مع دائنين دوليين لشطب أكثر من مليارَي دولار من ديونها، على ما أعلن نادي باريس، وهو مجموعة غير رسمية من الدول الدائنة.
ويأتي الاتفاق الذي أُعلن الأربعاء بعدما وافق صندوق النقد الدولي والبنك الدولي في كانون الأول/ديسمبر على تخفيف ديون الدولة الواقعة في القرن الإفريقي والتي تعدّ من أفقر دول العالم بمقدار 4,5 مليارات دولار.