بلينكن يصل إلى السعودية لإجراء مباحثات جديدة بشأن غزة
للمرة السادسة منذ نشوب حرب غزة، حطت طائرة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن مجددا في منطقة الشرق الأوسط، حيث وصل بلينكن إلى مدينة جدة الأربعاء لإجراء مزيد من المناقشات مع القيادة السعودية حيال الحرب في قطاع غزة، في إطار جولة إقليمية ستشمل إسرائيل، لمناقشة جهود لتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وبحسب “فرانس برس” من المرتقب أن يُجري بلينكن، القادم من العاصمة الفيليبينية مانيلا، محادثات مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي التقاه مرات عدة منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس.
وتأتي الزيارة في وقت يتصاعد فيه القلق العالمي بشأن الحرب التي تدخل الآن شهرها السادس، حيث يتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتدمير حركة حماس رداً على هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول.
هل تختلف هذه الزيارة عن سابقاتها
من المقرر أن يزور بلينكن الخميس مصر التي تقود، مع الولايات المتحدة وقطر، جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة حماس لإرساء هدنة في غزة.
والجمعة، يتجه إلى إسرائيل التي لم تكن في البداية على جدول أعمال جولته الإقليمية التي تتزامن مع توتر في العلاقة بين الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
وأعلن المتحدث باسم الخارجية ماثيو ميلر أن إسرائيل ستكون محطة في هذه الزيارة، فيما كانت طائرة بلينكن تصل إلى جدة.
وقال إنّ الوزير الأمريكي سيزور الدولة العبرية لإجراء محادثات مع مسؤولين إسرائيليين حول “المفاوضات الجارية لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن” و”الجهود لزيادة إيصال المساعدات إلى غزة”.
والولايات المتحدة هي أكبر داعم سياسي وعسكري لإسرائيل في الحرب التي اندلعت إثر هجوم شنّته حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، لكن المسؤولين الأمريكيين يعربون بشكل متزايد في الآونة الأخيرة عن تباين مع نتانياهو في ظل ارتفاع حصيلة القتلى من المدنيين والقيود المشددة التي تفرضها إسرائيل على دخول المساعدات الإنسانية الى القطاع المحاصر.
كما يضغط بايدن على نتانياهو للعدول من عملية برية واسعة النطاق على رفح في أقصى جنوب قطاع غزة، من دون توفير بديل آمن لأكثر من 1,5 مليون فلسطيني باتت الملاذ الأخير بالنسبة إليهم.
التأكيد على هزيمة حماس
وفي إسرائيل، سيناقش بلينكن مع قيادة الحكومة الإسرائيلية “ضرورة ضمان هزيمة حماس، بما في ذلك في رفح، بطريقة تحمي السكان المدنيين، ولا تعيق إيصال المساعدات الإنسانية، وتعزز أمن إسرائيل”، بحسب ميلر.
وفي جدة والقاهرة، سيناقش بلينكن جهود التوصل “لاتفاق إطلاق نار فوري يضمن إطلاق سراح كافة الرهائن”، على ما كان أفاد ميلر الثلاثاء.
وسيتناول بلينكن أيضاً مسألة “المسار السياسي للشعب الفلسطيني مع ضمانات أمنية لإسرائيل، وبنية للسلام والأمن الدائمين في المنطقة”.
بعد مرور أكثر من خمسة أشهر على الحرب، دعت الولايات المتحدة، الداعم الرئيسي لإسرائيل، حليفتها مراراً للسماح بدخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة المحاصرة.
وقال بلينكن الثلاثاء إن الجميع في غزة يعانون الآن من “مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد”.
وقال خلال زيارة للفيليبين “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تصنيف شعب بأكمله على هذا النحو”.
ومن بين المجالات الرئيسية الأخرى التي تثير قلق الولايات المتحدة والأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة مصير رفح.
ومنذ اندلاع الحرب، ارتفع عدد سكان هذه المدينة في أقصى جنوب القطاع إلى حوالي 1,5 مليون نسمة مع وصول مئات الآلاف من النازحين من أماكن أخرى في غزة. وتسعى الولايات المتحدة أيضًا إلى التوسط في اتفاق تطبيع بين السعودية وإسرائيل، وهو أمر من شأنه أن يستلزم ضمانات أمنية أمريكية للمملكة، وفقًا لمقربين من قيادتها.