غوتيريش: ينبغي تنفيذ الوقف الفوري لإطلاق النار في غزة لأسباب إنسانية
حثّ الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأحد إسرائيل على “إزالة ما تبقى من عقبات” أمام دخول المساعدات إلى قطاع غزة وعلى وقف إطلاق النار، بعد أكثر من خمسة أشهر على بدء الحرب في القطاع.
ورغم الضغوط المتزايدة من الولايات المتحدة في ظلّ محادثات لا تُظهر أيّ تقدّم من أجل التوصّل إلى هدنة، يستمر القتال العنيف في غزة حيث تعهّدت إسرائيل مواصلة عمليتها البرية في أقصى جنوب القطاع الذي بات على شفا مجاعة تحذّر منها المنظمات الدولية وغالبية دول العالم.
تداعيات القصف
وأسفرت عمليات القصف في الساعات الـ24 الأخيرة عن مقتل 84 شخصاًَ، وفقاً لوزارة الصحة التابعة لحركة حماس، خصوصاً في مدينة غزة الواقعة في شمال القطاع وفي مدينتي خان يونس ورفح الواقعتين في الجنوب.
وغداة زيارته الجانب المصري للحدود مع قطاع غزة حيث دعا إلى وضع حدّ لـ”كابوس لا ينتهي” يعيشه الغزّيون، حثّ غوتيريش في مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، إسرائيل على “إزالة ما يتبقى من عقبات” أمام دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وقال “هذه المعاناة يجب أن تنتهي”، داعياً إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية” والإفراج الفوري عن “جميع الرهائن” المحتجزين في غزة منذ هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر وبدء الحرب بين إسرائيل والحركة في قطاع غزة.
“ضربات وصراخ”
وقال حسن زعنون أحد سكان رفح الذي نجا من غارة ليلية، لوكالة فرانس برس الأحد “كلّ شيء ينهار فوق رؤوسنا”.
وأضاف “كنت أنا وأطفالي نائمين هنا. لم نسمع صوت صاروخ، لكن فوجئنا بكلّ شيء ينهار فوق رؤوسنا وضربات وصراخ. خرجت من تحت الأنقاض وأخرجت بناتي من تحت الأنقاض”.
على صعيد المساعي الدبلوماسية، غادر مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) بيل بيرنز ورئيس الموساد ديفيد برنيع الدوحة السبت، بعد جولة محادثات جديدة استمرت عدّة أيام في قطر من أجل التوصّل إلى هدنة، وفقاً لمصدر مطّلع على المفاوضات.
وقال المصدر إنّهما سيقومان بـ”إطلاع فريقيهما على تفاصيل الجولة الأخيرة من المحادثات… التي ركّزت على التفاصيل وتبادل الرهائن والأسرى”، مشيراً إلى أنّ “الفرق التقنية ما زالت في الدوحة”.
وفي اقتراح أرسلته حماس إلى الوسطاء في منتصف آذار/مارس، أعلنت أنها مستعدة لهدنة مدّتها ستة أسابيع وإطلاق سراح رهائن مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين.
المواقف متباعدة
غير أنّ مسؤولاً في حماس قال لوكالة فرانس برس السبت إنّ المواقف “متباعدة جداً” في مفاوضات الهدنة. وأوضح أنّ إسرائيل “ترفض التوافق على وقف إطلاق نار شامل، وترفض الانسحاب الكامل لقواتها من قطاع غزة… وتريد أن يبقى ملف الإغاثة والإيواء والمساعدات تحت سيطرتها الكاملة”.
وفي وقت تضاعف الولايات المتحدة ضغوطها على إسرائيل للتوصّل إلى وقف لإطلاق النار يرافقه إطلاق سراح رهائن ودخول المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، يُنتظر وصول وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى واشنطن الأحد.
وتحذّر الولايات المتحدة إسرائيل من شنّ هجوم على مدينة رفح، حيث يتكدّس حوالى 1,5 ملايين فلسطيني وفقاً للأمم المتحدة، غالبيتهم نازحون جراء الحرب.
غير أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يكرّر تأكيده أنّ هجوماً برياً على رفح أمر ضروري من أجل تحقيق “النصر” على حماس.
وبينما يواجه ضغوطاً متصاعدة من الرأي العام الإسرائيلي من أجل التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن إطلاق الرهائن المحتجزين في غزة، نُظمت تظاهرة جديدة أمام وزارة الدفاع في تل أبيب تطالب الحكومة الإسرائيلية ببذل المزيد من الجهود في هذا المجال. وشهد التحرّك الذي شارك فيه أهالي الرهائن اشتباكات مع الشرطة.