اليمن.. 4.5 ملايين طفل خارج المدرسة
حذّرت منظمة “أنقذوا الأطفال” من أن اثنين من كل خمسة أطفال في اليمن لا يرتادون المدارس، رغم تراجع حدّة القتال في العامين الماضيين في البلد الغارق في نزاع منذ قرابة عقد.
وقالت المنظمة في بيان لها حول تقرير جديد أعدّته، إن “بعد تسع سنوات من النزاع في اليمن، هناك اثنان من كل خمسة أطفال، أو 4,5 مليون طفل، خارج المدرسة”.
وأشارت إلى أن “ثلث الأسر التي شملها الاستطلاع في اليمن لديها طفل واحد على الأقل خارج المدرسة في العامين الماضيين على الرغم من الهدنة”
ونبّهت المنظمة إلى أن “احتمال أن يترك الأطفال النازحون المدارس أكبر مرّتين مقارنة بأقرانهم”.
وبحسب المنظمة، فقد دفع العنف المستمر والأزمة الاقتصادية الحادة الناجمة عن النزاع، 4,5 مليون شخص من أصل 33 مليون يمني (14%)، إلى “النزوح، بعضهم عدة مرات”.
وأفادت 14% من الأُسر التي شاركت في الاستطلاع أن العنف “سبب رئيسي” للتخلي عن التعليم، فيما أشارت 20% من الأسر إلى أنها “لا تستطيع تحمّل” الرسوم المدرسية الشهرية وأسعار الكتب.
وأكد أكثر من 44% من مقدّمي الرعاية والأطفال الذين شملهم الاستطلاع أن الحاجة للمساهمة في تأمين دخل لعائلاتهم “كانت السبب الرئيسي” للحرمان من التعليم.
ونقل البيان أن “تأثير أزمة التعليم على أطفال اليمن ومستقبلهم عميق”، محذّرًا من أنه “في غياب التدخل الفوري، فإن جيلاً كاملاً قد يبقى متروكا خلف الركب، مع ما يترتب عن ذلك من عواقب طويلة الأمد على تعافي البلاد ونموها”.
أطفال يصارعون للحياة
في ظل النزاع القائم، يعيش أطفال اليمن حياةً يطغى عليها الفقر وسوء التغذية والأمراض، محرومون من طفولة هادئة. تشير التقديرات إلى أن 5 ملايين طفل في البلاد يعانون من سوء التغذية الحاد.
وبحسب البنك الدولي وراء هذا الرقم، توجد قصص عديدة لأطفال يواجهون سوء التغذية، أُسرٌ تكافح لتوفير العلاج، ورحلاتٍ تقوم بها هذه الأُسر للبحث عن المساعدة.
ولا يكافح الشعب اليمني فقط من أجل الحفاظ على سلامة أطفالهم وحمايتهم من ويلات الحرب، بل أيضاً من الموت جوعاً ومرضاً نتيجة للفقر الذي تفاقم بسبب الأزمة المستمرة. وفي الوقت نفسه، نظام صحي ينهار تحت وطأة الصراع.
يوقل البنك الدولي في تقرير حديث، “لقد أدت الأزمة الاقتصادية والإنسانية الناجمة عن الصراع في اليمن إلى تدمير النظام الصحي في البلاد، مما أدى إلى تعطيل الخدمات الأساسية في المرافق الصحية في جميع أنحاء البلاد”. ومع عجز النظام عن معالجة تزايد ظهور الأمراض، تكافح الأسر للحصول على الرعاية الطبية الأساسية.