الخلاف بين حماس وإسرائيل يوقف المفاوضات بشأن ملفات عدة
قال 3 مصادر، لشبكة CNN، إن المفاوضات حول صفقة الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة بين إسرائيل وحماس وصلت إلى طريق مسدود آخر، لكنها لم تنته بعد.
ووصف أحد الدبلوماسيين المفاوضات بأنها “عالقة ولكنها مستمرة”، قائلا إنه لا تزال هناك “مقترحات تتأرجح ذهابا وإيابا”، وأكد مصدر ثان أن الأطراف ما زالت منخرطة في المفاوضات لكنها “متوقفة مؤقتا”.
ولم يتم تحقيق أي تقدم بعد أن سافر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى الدوحة أواخر الأسبوع الماضي للقاء نظرائه الإسرائيليين والمصريين والقطريين وطرح بيرنز اقتراحا قبلته إسرائيل وأعاده إلى حماس، حسبما قال المصدر الثاني ومسؤول إسرائيلي لـ CNN.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن إسرائيل أُبلغت، بأن حماس رفضت الاقتراح، وقررت إسرائيل سحب فريق المفاوضين الذي بقي في الدوحة بعد مغادرة بيرنز ورئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد بارنياع قطر.
وقال القيادي الكبير في حماس باسم نعيم: “المفاوضات لا تتمحور فقط حول صفقة تبادل الأسرى، إسرائيل لم توافق على أي من طلبات حماس المتعلقة بوقف كامل لإطلاق النار، وانسحاب جميع القوات من قطاع غزة ولو على مراحل، وعودة جميع النازحين إلى منازلهم”.
وقال المسؤول الإسرائيلي والمصدر المطلع على المفاوضات إن إسرائيل وافقت في المفاوضات الأخيرة على إطلاق سراح نحو 700 فلسطيني من سجون إسرائيل، بينهم كثيرون محكوم عليهم بالسجن المؤبد، مقابل 40 رهينة إسرائيلية محتجزة في غزة.
ومن المقرر أن تتم عمليات التبادل خلال المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار الذي من المتوقع أن يستمر حوالي 6 أسابيع ولكن هناك نقاط رئيسية أخرى تتعلق بالمرحلة الأولى فقط ـ ما زالت موضع نقاش حاد: مثل قدرة سكان غزة في الجنوب على العودة إلى ديارهم في الشمال، وزيادة المساعدات الإنسانية لغزة، ومواقع القوات الإسرائيلية.
واتخذت حماس بانتظام نهجا أكثر تشددا تجاه ما يتوقع أن يكون اتفاقا من 3 مراحل، حيث تطالب بإجراء مناقشات نهائية حول إنهاء الحرب والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من غزة.
ومن جانبها، رفضت إسرائيل الانخراط في أي من النقطتين، وأصرت على ضرورة مواصلة الجهود لتفكيك حماس.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن حماس لم ترد على الاقتراح الأخير بالسماح لحوالي 2000 فلسطيني بالعودة إلى الشمال يوميا، وبدلا من ذلك قالت إنه يجب السماح لجميع النازحين من غزة بالعودة.
وطالبت حماس مرة أخرى جميع القوات الإسرائيلية بمغادرة غزة، بما في ذلك من الطريق الجديد الذي بنته إسرائيل والذي يمر عبر وسط القطاع.
ماذا قال الأمريكيون؟
وقال مسؤولون أمريكيون هذا الأسبوع إنه تم إحراز تقدم خلال مفاوضات نهاية الأسبوع في الدوحة.
وذكر مسؤول أمريكي أن العملية “معقدة وبطيئة”، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن مفاوضي حماس يحتاجون إلى الحصول على ردود من زعيم حماس في غزة، يحيى السنوار، الذي يعتقد أنه موجود في مكان ما في الأنفاق تحت الأرض.
والثلاثاء، انتقد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر حجة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن حماس رفضت اقتراح وقف إطلاق النار الأمريكي في ضوء تمرير مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لقرار يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار، والذي لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده.
وقال ميلر: “هذا البيان غير دقيق في جميع النواحي تقريبا، وهو غير عادل للرهائن وعائلاتهم”.
ويمكن أن يؤدي عدم التوصل إلى وقف لإطلاق النار إلى تسريع خطط إسرائيل لشن هجوم بري واسع النطاق على مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
وحذرت الولايات المتحدة إسرائيل مرارا وتكرارا من القيام بعملية بدون خطة لتأمين سلامة 1.4 مليون فلسطيني لجأوا هناك، وهو ما تقول إدارة بايدن إنها لم تتطلع عليها بعد.
وزار وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت واشنطن هذا الأسبوع لعقد سلسلة من الاجتماعات مع كبار مسؤولي الأمن القومي، بما في ذلك اجتماع غير معلن مع مدير وكالة الاستخبارت المركزية مساء الثلاثاء.
وقال مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون، لشبكة CNN، إن كبار المسؤولين الأمريكيين ووزير الدفاع الإسرائيلي لم يتوصلوا إلى أي اتفاقات حول كيفية المضي قدما في عملية إسرائيل في رفح بجنوب غزة، وقيل لغالانت إن إسرائيل بحاجة إلى إيجاد “بديل” للهجوم على رفح.
وذكر مسؤولون إسرائيليون أن غالانت كان منفتحا على توصيات الولايات المتحدة حول كيفية المضي قدما في الهجوم على حماس في رفح، لكن المسؤولين الإسرائيليين قالوا في النهاية إنهم سينفذون الخطة التي يعتقدون أنها ضرورية للقضاء على كتائب حماس الخمس المتبقية في رفح.
مروان عيسى.. أبرز قيادي لدى حماس يُقتل منذ بداية حرب غزة فمن هو؟
بعد غارة نُفذت قبل أسبوعين، أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الثلاثاء عن مقتل القيادي لدى حماس مروان عيسى، واصفًا إياه بكونه “الشخص رقم 3 في حماس”.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري”يمكننا التأكيد، أنه “تم القضاء على مروان عيسى قبل أسبوعين في ضربة نفذناها”.
وأضاف الناطق أن “الجيش قام أيضًا بتصفية غازي طعمة مساعد عيسى بحسب معلومات دقيقة وغير عادية لجهاز الأمن الداخلي”.
وتابع هاغاري “نحن نقوم بحملة مركزة ومستمرة على مستشفى الشفاء، وقمنا باعتقال ثلاثة من قادة حماس”.
من هو مروان عيسى؟
ويُعد عيسى – الذي ولد في العام 1965 – مساعد محمد الضيف قائد كتائب القسام.
وقد تم إدراجه في ديسمبر على القائمة السوداء للأفراد والمنظمات الضالعة في أعمال “إرهابية”.
ووصفت إسرائيل عيسى بأنه أحد منظمي هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وأبرز عضو في حماس يقتل منذ بدء الحرب في غزة قبل نحو ستة أشهر.
وفي المقابل، علق عضو المكتب السياسي لحماس عزت الرشق على إعلان الجيش قائلا “لا ثقة برواية الجيش الإسرائيلي عن اغتيال مروان عيسى، والقول الفصل هو اختصاص قيادة كتائب القسام”.
واعتبر الرشق أن توقيت إعلان قتل عيسى يهدف إلى”التغطية على الأزمات التي تواجه (بنيامين) نتانياهو، وفشل الجيش الإسرائيلي في تحقيق أهدافه”.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد توعّد في وقتٍ سابق، بـ “النّيل” من جميع قادة حماس الكبار.
وأعلن هاغاري في 11 آذار/مارس أن “مقاتلات إسرائيلية هاجمت قاعدة تحت الأرض لقادة في حماس بوسط قطاع غزة قرب النصيرات، (…) كان يستخدمها مسؤولان كبيران في المنظمة أحدهما مروان عيسى”.