محاولات لنشر الفوضى داخل الأردن
منذ منتصف الأسبوع الماضي، يشهد الأردن احتجاجات في محيط السفارة الإسرائيلية في منطقة الرابية،
هذه الوقفات الاحتجاجية تتصدرها شعارات مؤيدة لحماس وكتائب القسام، وتستعيد تسجيلات لقياداتها التي تطالب المدنيين بالتحرك، وذلك بخلاف الاحتجاجات التي خرجت في الأيام الأولى من الحرب، وذلك رغم أن الملك عبد الله الثاني ضاعف جهوده الضاغطة تجاه الوقف الفوري لإطلاق النار، وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية.
وتسعى أطراف خارجية إلى إقحام عمّان في معركة غزة، وتوسيع نطاق توتر جوار فلسطين، إضافة إلى الدعوات التي تدفع الشارع نحو التصعيد ضد حكومته.
للاردن جاذبية عند الفصائل الفلسطينية منذ الستينات،وتصاب بانحراف البوصلة امام شهوة السيطرة على الحكم في الاردن،وللاردن اكثر من تجربة منذ ان كان شعار الثوار "كل السلطة للمقاومة" ومحاولات اغتيال الحسين رحمه الله والى مايجري اليوم.
عمان مهمةفحكمها هو الوطن البديل الذي تسعى له اسرائيل— سميح المعايطه (@AlmaitahSamih) April 1, 2024
حزب الله في الأردن
في خطوة جديدة نحو التصعيد وعقب استهداف إسرائيل للقنصلية الإيرانية في دمشق والتي أسفرت عن مقتل 11 شخصا بينهم قياديان بارزان في الحرس الثوري الإيراني.
بدأت أذرع إيران في التحرك لاستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة، وكان اللافت للنظر بيان كتائب حزب الله العراقي:
حيث أكدت هذه الميليشيا المدعومة من إيران أنها ستجهز “مقاتلين اردنيين” بأسلحة وقاذفات ضد الدروع وصواريخ تكتيكية.
وقال المسؤول الأمني للكتائب أبو علي العسكري في منشور على قناته في تطبيق “تلغرام”، إن “المقاومة الإسلامية في العراق أعدت عدتها لتجهيز المقاومة الإسلامية في الأردن بما يسد حاجة 12 ألف مقاتل من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقاذفات ضد الدروع والصواريخ التكتيكية وملايين الذخائر وأطنان من المتفجرات، لنكون يداً واحدة للدفاع عن إخوتنا الفلسطينيين”.
وأضاف، “جاهزون للشروع في التجهيز ويكفي في ذلك من حركة حماس أو الجهاد الإسلامي، لنبدأ أولا بقطع الطريق البري الذي يصل إلى إسرائيل”.
الأردن في وجه التطرف
قال الدكتور طلال الشرفات عضو مجلس الأعيان الأردني في تصريح خاص لأخبار الآن: إن التصريحات التي تصدر من قبل بعض الأطراف والتي تعمل على التحريض لتقويض الأمن الوطني ستبوء بالفشل، لأن الأردن دولة قوية يحكمها القانون ولن تخضع للمتطرفين.
وأضاف أن الإدارة السياسية تستطيع الرد على التحريض وهذه الدعوات سواء الصادرة من فصائل فلسطينية أو فصائل أخرى خارج البلد.
مبينا أن ما يحدث هو نتاج لبعض هذه المحاولات وخروج ممنهج عن الحراك السلمي الإيجابي،
وأكد الدكتور الشرفات أن الأردن متيقظ لمثل هذه الأمور وسيعمل على تطبيق سيادة القانون، كما أن الأجهزة الأمنية مستعدة لمعالجة كل الاشكاليات، والأردن كان سباقا في دعم المدنيين في غزة سياسيا وإنسانيا وعلى جميع السبل.
إيران.. إعادة الفوضى
إن ما تشهده الأردن هذه الأيام من تصاعد لأعمال الفوضى والعنف يشكل مقدمة لمؤامرة يقودها تنظيم الإخوان المسلمين بأهداف إيرانية واضحة لإعادة خلق الفوضى في المنطقة، كما أن الطرفين يستغلان هذه المرة قضية الحرب في غزة مدخلاً لتجييش الشارع ضد الملك والجيش والحكومة.
ورأى مراقبون أن من يعملون على تجييش الشارع الأردني اليوم هم ذاتهم من أضرّوا بأمن الأردن واستقراره قبل 54 عاماً مع تغيير الأدوات.
حماس تنشر الفوضى
تقول الحكومة الأردنية، إن “حماس تحاول تأجيج الشارع الأردني، رغم ما يقدمه الأردن من خطوات سياسية وإغاثية دفاعاً عن غزة”.
وقال وزير الاتصال الحكومي مهند مبيضين في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن “هناك أيديولوجيات بائسة وشعبويات تريد تأليب الرأي العام باستغلال المشاعر والعواطف”، مطالباً حماس “بتوفير نصائحها ودعواتها للأردن إلى أن تلتفت لحفظ السلم والصمود لأهالي قطاع غزة”.
ويأتي حديث الوزير مبيضين بعد حديث لرئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، دعا فيه إلى نزول الملايين للشارع بشكل وصفه بالمستدام، وذلك خلال خطاب عبر تقنية الفيديو لفعالية نسائية في العاصمة عمّان.
وقال الوزير ، إن “عمليات الضرب والتضييق لا تمارس بحق من يخرج من أجل التضامن مع غزة، بل نحن نمارس القانون بحق من يريدون الاحتكاك بالأمن العام وممارسة عملية ابتزاز واستنفار للأعصاب وإثارة الفتنة”.
وأشار إلى أن قوات الأمن العام تقوم بواجبها، “لكن عندما يأتي متظاهرون ومتظاهرات ويبدأون بالحديث بلغة غير محترمة مع الأمن العام ويستفزونهم بشعارات وبخطابات مثل القول لهم: أنت تأخذ راتبك من أجل حماية هذه السفارة”، فهذا أمر لا يعبر عن المدنيين.