كيف مرّت ساعات الليل على لبنان .. وكيف علّق الشارع اللبناني على الرد الإيراني؟
عاش الشرق الأوسط ومعه العالم ليلة ساخنة إثر الرد الإيراني على الهجوم الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق والذي شمل إطلاق نحو 330 مسيرة وصاروخاً، بحسب وسائل إعلام أمريكية، دون أن يحقق الأهداف المرجوّة منه.
لبنان الذي يقف على صفيح بركان منذ بداية الحرب في غزة، والذي اتخذت منه إيران منصة لمواجهة إسرائيل من خلال حزب الله، كان في صلب التوتر بين إيران وإسرائيل في ليل السبت – الأحد.
وكانت وزارة الأشغال العامة والنقل اللبناني قد أعلنت أن الأجواء اللبنانية أُغلقت أمام جميع الطائرات القادمة والمغادرة والعابرة للأجواء اللبنانية، وذلك بشكل موقت واحترازي، اعتباراً من الساعة الواحدة من فجر الأحد لغاية الساعة السابعة صباحاً.
وقد استأنف مطار رفيق الحريري الدولي نشاطه في ساعات الصباح بُعيد انتهاء الهجوم الإيراني، وسط حالة من الإرباك وطوابير الانتظار الطويلة، خصوصاً أنه تم إلغاء رحلات كانت مقررة الليلة الماضية من بيروت إلى العاصمة الأردنيّة عمّان ودبي وشرم الشيخ، كما أن طائرة كانت أقلعت من مطار بيروت باتجاه الرياض عادت إلى مطار بيروت بعد دقائق من إقلاعها. كذلك أعلنت شركة طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية تأجيل جميع رحلاتها التي كانت ستنطلق صباح الأحد.
في سياق هذه التوترات، كشف الدكتور عبدالله بارودي، الخبير في القانون الدستوري ورئيس تحرير منصة “ديمقراطيا نيوز” اللبنانية، لـ”أخبار الآن” أن “الحكومة اللبنانية تحاول التشاور والتناقش مع حزب الله، الطرف المعني المباشر في هذا الملف، لمحاولة ضبط النفس قدر الإمكان وحصر الأمور بما يحصل اليوم في الساحة الجنوبية ضمن قواعد معينة لا يتم تجاوزها”.
وفي حين أعلنت حكومة تصريف الأعمال اللبنانية أنها ستعقد اجتماعاً طارئاً الاثنين من أجل مناقشة التطورات، قال بارودي: “أعتقد أن الأمور بحاجة إلى اتفاق كامل، والجميع يعلم أننا مقبلون على اتفاق أو هدنة طويلة الأمد تنهي ما يحصل في غزة وقد يكون لها تأثيرها على الواقع اللبناني الداخلي، ونحن بانتظار هذا الأمر”.
وأكّد أن معظم اللبنانين لا يريد هذه الحرب ولا يريد تدخل حزب الله فيها وتوسعتها، وأضاف: خلال ساعات الهجوم الإيراني، عموم الشعب اللبناني كان خائفاً على مستقبله ومستقبل أولاده ويتساءل ماذا سيحصل في اليوم التالي ويمانع إدخال البلاد في آتون أي حرب جديدة.
وتعليقاً على شكل الهجوم الإيراني، اعتبر بارودي أن “من تابع العملية الإيرانية، لاحظ ومنذ الدقائق الأولى، أنها مسرحية هزلية، لأن طهران أبلغت الجميع بأنها سترد، وأبلغت خصومها بتوقيت هذا الرد ونوعيته وكميته،” مشدداً على أن عنصر المفاجئة لم يكن موجوداً بل على العكس.
كما رأى أن ما حصل ليل السبت – الأحد يؤكد أن العملية كانت محدودة ومضبوطة في الوقت وفي النوعية وفي طريقة البداية والانتهاء. وتابع: يقال إن الحرب يُعرف كيف تبدأ ولكن لا يمكن أن يُعرف كيف تنتهي، ولكن لأول مرة شعرنا بأن هناك حرباً نعرف كيف تبدأ وتنتهي.
غارات على جنوب لبنان وتعليقات المغردين
في ظل التطورات الأخيرة، شن الجيش الإسرائيلي غارات على الجنوب اللبناني وتحديداً على جبل صافي وإقليم التفاح، كما رصد لبنانيون، في منطقة عكار الشمالية، لحظة إسقاط المسيرات الإيرانية ووثقوا ذلك بلقطات مصورة.
غارة إسرائيلية على موقع لحزب الله في إقليم التفاح جنوب لبنان pic.twitter.com/67yPhN7ERH
— Mohammad (@Mohamaddsyrien) April 14, 2024
كما شهدت قرى وبلدات القطاع الشرقي من الجنوب، ليلة عنيفة من نتيجة الغارات الإسرائيلية التي استمرت حتى ساعات الصباح الأولى.
ففي قضاء مرجعيون شن الجيش الاسرائيلي غارات عنيفة على الخيام وكفركلا والعديسة، واستهدف كلاً من حولا ووادي السلوقي والخيام ومحيط دير ميما في دير ميماس ومجرى نهر الليطاني بقصف مدفعي عنيف.
وسجل وقوع عدد من الإصابات والقتلى على الخيام.
ونظراً لكون اللبنانيين “معتادون” على الأزمات الداخلية والخارجية التي قد تطرأ، فغالباً ما يلجأون إلى تأمين المواد الأولية الضرورية لحياتهم اليومية تحسباً لحصول الأسوأ، وأول ما يطرأ ببالهم: الوقود.
فقد شهدت محطات توزيع النفط تهافتاً على تعبئة البنزين، خوفاً من انقطاع هذه المادة نتيجة الوضع الأمني المستجد، علماً أنه سبق للبنانيين أن عانوا في السنوات السابقة من انقطاع ونفاد هذه المادة، ما اضطرهم للوقوف ساعات وأيام في طوابير أمام محطات التوزيع. لذا كانت خطوتهم ليل السبت – الأحد وقائية واستباقية.
المستفيد الأول من لي صاير الليلة لحد الأن #كارتيل_النفط في لبنان ح يبيعوا سوق سوداء الليلة pic.twitter.com/ii4BvCmecz
— AToufayli (@TfayliAbbass) April 13, 2024
لكن مسؤول في قطاع توزيع المحروقات، طمئن عبر وسائل إعلام لبنانية إلى أن هذه المواد النفطية متوفّرة وبكميات كافية للجميع، داعياً إلى عدم التوافد إلى محطات التعبئة وأن “لا داعي للهلع”.
أما بالنسبة لردود فعل الشارع على ما جرى، فقد علّق المغرّدون، عبر منصة إكس، على طريقة رد إيران على هجوم إسرائيل السابق، فقد اعتبر كثر أن الرد الإيراني كان بمثابة مسرحية، وشبهه البعض بفيلم الأكشن الهوليوودي.
الرد المسرحي الإيراني
سقط قسم من الصواريخ و المسيرات في #العراق #سوريا #الاردن #لبنان البحر الأحمر و المتوسط
وما يصل إلى إسرائيل سيسقط في مناطق مفتوحة و فارغة
قسم منها طبعا لن ينفجر
يعني اكشن سينمائي هليودي فيلم هندي استعراضي اسمه #إيران ترد على #إسرائيل .— منشق عن حزب الله (@N0_hizbollah) April 13, 2024
أما البعض الآخر فقد أطلق الصلوات من أجل تجنيب بلاد الأرز آتون حرب موسّعة لا يقوى على تحمّلها.
اللهم إننا نستودعك #لبنان أمنه ، وأمانه ،اللهم أحرس بلدنا الحبيب بعينك التي لا تنام 🙏🏼🇱🇧#الحرب_العالمية_الثالثة …. pic.twitter.com/cNjTLLZydr
— Alaa Arakji علاء عرقجي (@alaa_arakji) April 13, 2024
كما انتقد البعض الآخر الشق المتعلق بالأضرار البشرية والمادية الذي نجم عن الهجوم الإيراني، بحيث لم تُسجل خسائر أو ضحايا في إسرائيل، باستثناء الإبلاغ عن إصابة طفلة بجروح خطرة فضلاً عن تضرر قاعدة عسكرية بشكل طفيف بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية، مما يشير إلى عدم جدوى هذا الهجوم الذي توّعدت وهددت به طهران على مدى أيام.