منظمات دولية تحذر من أزمة الغذاء في غزة
أزمة غذائية خانقة يعيشها سكان قطاع غزة بسبب الإجراءات التي تمارسها إسرائيل بحقهم حيث تمنع وتعرقل وصول المساعدات الإنسانية في وقت تواصل عدة دول في مقدمتها مصر والأردن والإمارات إسقاط المساعدات جوا.
وأكد المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، فيليب لازاريني، أن إسرائيل حولت غزة إلى منطقة “غير واضحة المعالم” خلال الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر.
وأضاف لازاريني، في كلمة أمام مجلس الأمن، أن إسرائيل تسعى إلى إنهاء أنشطة الوكالة، مضيفا أن طلبات الوكالة لإرسال المساعدات إلى شمال القطاع تقابل بالرفض.
كما أشار المفوض العام إلى مقتل 178 من موظفي الوكالة منذ السابع من أكتوبر تشرين الأول الماضي، وتدمير أكثر من 160 مقرا للوكالة كليا أو جزئيا.
تمويل معلق
وقال لازاريني إن عددا من الدول ما زالت تعلق تمويلها للوكالة، محذرا من أن هذا يقوض استقرارها المالي وأن “تفكيك الوكالة سيكون له تبعات على المدى القصير، وتشمل تعميق الأزمة الإنسانية وتسريع المجاعة”.
ودعا المفوض العام أعضاء مجلس الأمن إلى العمل على الحفاظ على دور الوكالة.
وكان جوزيب بوريل، منسق السياسات الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، قال في وقت سابق إن “سكان غزة بحاجة ماسة للإغاثة ولا يزال الوصول الآمن ومن دون عوائق للمساعدات أمرا بالغ الأهمية”.
وأضاف “نحن بحاجة إلى الأونروا أكثر من أي وقت مضى، ودور الوكالة لا يمكن الاستغناء عنه”.
انعدام الأمن الغذائي
أفاد تقريرٌ لمنظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، بأن استمرار الصراعات وتزايد حدتها يؤديان إلى تفاقم انعدام الأمن الغذائي، فيما تتعثر مساعي تخفيف أسعار السلع الغذائية الدولية جراء ضعف العملات في العديد من البلدان منخفضة الدخل.
وقالت المنظمة إن التقديرات تشير إلى أن أكثر من نصف سكان القطاع يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد منذ عام 2022. وعدّت المنظمة أن تصاعد الصراع هناك سيزيد من الحاجة إلى التدخلات الإنسانية والمساعدات الطارئة، فيما لا تزال كيفية الوصول إلى المناطق المتضررة تشكّل مصدر قلق كبير.
وأضافت المنظمة أن التداعيات غير المباشرة للصراع قد تفاقم انعدام الأمن الغذائي في لبنان.
مستويات كارثية
من جهته قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن إسرائيل تواصل عرقلة إدخال الإمدادات الإنسانية الأساسية إلى قطاع غزة، وتستهدف عمليات توزيعها، وتمنع وصولها، بما ينذر بتفاقم وتعميق حالة المجاعة المنتشرة في هاتين المحافظتين على وجه الخصوص، اللتين يتواجد فيهما ما لا يقل عن 300 ألف نسمة وفق تقديرات الأمم المتحدة.
وأكد الأورومتوسطي أن محدودية وصول المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة، وخاصة في مناطق شمال القطاع، ومنع التسليم العاجل للسلع الغذائية المنقذة للحياة، يفاقم على نحو سريع وخطير المستويات الكارثية لانعدام الأمن الغذائي التي يواجهها السكان الفلسطينيون هناك، والذين يواجهون خطر الموت من الجوع بالفعل، لا سيما ما يتعلق بزيادة عدد الأطفال الذين يعانون من الجوع وسوء التغذية الحاد والأمراض المقترنة بهما، حيث وصل عدد الأطفال الذين ماتوا بسبب الجوع وسوء التغذية إلى 28 طفلا.
لا تغير ملموس
أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) أنه “لم يطرأ أي تغيير ملموس” على حجم المساعدات الإنسانية التي تدخل القطاع .
وقالت الوكالة في بيان إن “181 شاحنة مساعدات تعبر إلى غزة يوميا” عبر المعابر البرية مع إسرائيل ومصر في نيسان/أبريل الجاري.
وأشار البيان أن هذه الشاحنات “لا تزال أقل بكثير من القدرة التشغيلية لكل من المعابر الحدودية والهدف المتمثل بـ 500 شاحنة يوميا”.
الأسبوع الماضي، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن إسرائيل تخطط لـ”إغراق غزة بالمساعدات” وزيادة المساعدات إلى 500 شاحنة يوميا.
ولطالما حثت مؤسسات الإغاثة والحكومات الأجنبية بما فيها الولايات المتحدة، إسرائيل على إعادة فتح المعابر الحدودية إلى شمال القطاع حيث تفيد التقارير أن الازمة الإنسانية هناك أشد خطورة.