مخاوف في لبنان من عودة زمن الفوضى والتفلت الأمني.. ماذا قال مروان شربل لـ”أخبار الآن”؟
فيما يتركّز الاهتمام على الجنوب اللبناني الذي يشهد مناوشات ساخنة بين إسرائيل وحزب الله منذ أكتوبر الماضي، تظهّرت تطوّرات أمنية جديدة في الساعات الأخيرة عنوانها الأساسي: التفلت الأمني.
وبين علنية استعراض السلاح من قبل الجماعة الإسلامية في بيروت وعكار، وسرية وجود 20 ألف مسلح في المخيمات السورية، ارتفع منسوب القلق إلى أعلى الدرجات في الداخل اللبناني. فماذا حصل تحديداً، وإلى أي مدى يؤثر التفلت الأمني على المشهد اللبناني؟.
استعراض قوة وتسلّح خفي
كانت منطقة عكار الشمالية مسرحاً لظهور مسلّح للجماعة الإسلامية في تكرار لمشهد حصل أيضاً في العاصمة بيروت، وتحديداً في منطقة طريق الجديدة للجماعة نفسها، في إشارة إلى عودة التفلت الأمني مجددا إلى الواجهة.
وفي التفاصيل، أقام عناصر من قوات الفجر- الجناح العسكري للجماعة الإسلامية، ما بدا أنه عرض عسكري في عكار، خلال تشييع عنصرين تابعين لها قضيا بغارة إسرائيلية.
وخلال استقبال الجثمانين، شهدت مناطق المنية العبدة والمحمرة وصولاً حتى بلدة ببنين العكارية إطلاق نار كثيفا ومن أسلحة متوسطة وثقيلة بالتزامن مع مرور الموكب. كما تخلل التشييع انتشار عشرات المسلحين المقنعين.
الظهور المسلّح في #عكار خلال تشييع الجماعة الإسلامية لعناصرها، يضرب مبدأ الدولة والشرعية والسيادة.
العراضات العسكرية لأي ميليشيا مرفوضة في أي منطقة بلبنان.
📌 لا أمان ولا أمن إلا بوحدة السلاح تحت ظل وقرار الدولة والمؤسسات الشرعية حصراً ! pic.twitter.com/pzNuEkQAMC— Mark B. Daou 🅱️➕ (@DaouMark) April 29, 2024
وقد أدى الرصاص الطائش وإطلاق النار الكثيف الذي رافق التشييع إلى سقوط جريح في بلدة ببنين.
تطورات التفلت الأمني هذه، تزامنت مع تصريحات لوزير المهجرين في حكومة تصريف الأعمال عصام شرف الدين، قال فيها إن هناك فعلاً مسلّحين داخل مخيّمات النزوح السوري.
وأضاف: “هناك أكثر من 20 ألفاً لديهم قدرة على القتال ومشبعين بأفكار تسمّى جهادية”. وهؤلاء بحسب تصريح إعلامي لشرف الدين قيد التحضير لأنّ “هناك تحالفاً بين زعيم هيئة تحرير الشام الجولاني والجيش الحرّ في شمال شرق سوريا.
ما يحصل خطير
ما جرى في عكار وضعه البعض في سياق استعراض القوّة، في حين تخوّف البعض الآخر من أن يكون مقدمة للعودة إلى زمن الفوضى والتفلت الأمني في لبنان، علماً أن بيان للجماعة الإسلامية، الصادر عن رئيس المكتب السياسي في لبنان علي أبو ياسين، قال إن “الجماعة حريصة على أمن الوطن وسلامته واستقراره”. فيما برّر أبو ياسين الظهور المسلّح بوجود خطر محدق بلبنان، واضعاً إياه في خانة مواجهة إسرائيل.
تعليقاً على هذه التطوّرات، اعتبر وزير الداخلية اللبناني السابق العميد مروان شربل، في حديث خاص لـ”أخبار الآن”، أن ما حصل خطير جداً و”كأن الدولة اللبنانية غير موجودة”.
وأكّد أن هذا الموضوع يمكن أن يتأثر فيه الجو اللبناني ككل.
ورأى وزير الداخلية اللبناني السابق أن المسألة كان يجب أن تُعالج في بيروت مع الجماعة الإسلامية قبل أن تنتقل إلى عكار، كاشفاً أن طفلاً أصيب في رأسه جراء إطلاق النار.
وشدد على ضرورة معالجة هذا الموضوع بحزم، كي لا يتكرر مع فئات أخرى وتستباح الأرض اللبنانية ويبدأ موضوع الأمن الذاتي، وذلك عبر تحرّك القضاء اللبناني والأجهزة الأمنية.
وقال شربل لـ”أخبار الآن”: لو هناك دولة لما تجرأ أحد على حمل السلاح، لا في بيروت ولا في عكار ولا في البقاع، ولا في جبل لبنان ولا في أي منطقة لبنانية.
ولفت إلى أن المظاهر المسلحة هي مؤشرات لإسرائيل مفادها أن الدولة غير موجودة، الأمر الذي يجعل إسرائيل تستقوي أكثر.
وبحسب شربل، المشكلة لن تتمدد أو تتطوّر إذا تم ضبطها بشكل مناسب، مشدداً على أن القضاء هو “ملح الأرض” أولاً، تليه الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني، في إشارة إلى ضرورة تحركها على هذا الخط.
أما في ما يخص المسلحين في مخيمات النزوح، أشار شربل إلى أنه قد يكون هناك سلاح مع السوريين في أماكن معينة قائلاً: هناك خيم قد يكون فيها سلاح، وهناك خيم خالية من السلاح. وأضاف: لا نريد أن نظلم كل السوريين.
وقال: يفترض معالجة موضوع السلاح بيد النازحين السوريين، والجيش يداهم المخيمات خصوصًا في مناطق بعلبك الهرمل، وتتم مصادرة كل ما هو ممنوع.
ورأى أن النموذج الأردني والتركي في التعامل مع النازحين ناجح، ويجب الاحتذاء به، مؤكداً أن إعادة النازحين إلى سوريا هو قرار أكبر من لبنان وأكبر من سوريا نفسها.