مصر تدين العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية
دخلت إلى رفح الثلاثاء دبابات الجيش الإسرائيلي الذي سيطر على هذا المعبر الحدودي مع مصر بجنوب قطاع غزة ما أدى الى توقف وصول المساعدة الانسانية الى القطاع الفلسطيني المحاصر.
وبعد سبعة أشهر على بدء الحرب مع حماس، نشر الجيش صورا تظهر دبابات ترفع العلم الاسرائيلي تنتشر في رفح من الجانب الفلسطيني للمنطقة الحدودية مؤكدا أنه يشن عملية وصفها أنها لـ “مكافحة إرهاب” في “مناطق محددة” في شرق رفح.
#عاجل قوات جيش الدفاع من الفرقة 162 باشرت عملية مباغتة لتحييد أهداف إرهابية تابعة لمنظمة حماس الإرهابية شرقي رفح وتحقق السيطرة العملياتية على الجانب الغزي من معبر رفح بعد ورود معلومات استخباراتية تفيد باستخدام المعبر لأغراض إرهابية على يد مخربين
⭕️قوات جيش الدفاع بقيادة الفرقة… pic.twitter.com/TsMijgBbUl
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) May 7, 2024
العملية الإسرائيلية خلفت ردود فعل واسعة، لاسيما من الجانب المصري الذي أدان العمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة، وما نتج عنها من إعلان الجيش الإسرائيلي سيطرته علي الجانب الفلسطيني من معبر رفح.
تصعيد خطير
في هذا الصدد قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي في تصريحات لـ”أخبار الآن” إن ما جرى تصعيد خطير، مضيفا أن التطورات الحالية متلاحقة والأحداث متسارعة للغاية، لأن لا أحد يعرف ما هي الأهداف النهائية لإسرائيل من اجتياح شرق رفح وهل تتوقف عند هذا الحد أم لا.
وعن الموقف المصري، أكد هريدي ان مصر سبق وحذرت من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح، لما لهذا العمل التصعيدي من مخاطر إنسانية بالغة تهدد أكثر من مليون فلسطيني يتواجدون في تلك المنطقة.
وتابع مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير حسين هريدي أن الولايات المتحدة وكذلك الأمم المتحدة طلبتا من إسرائيل وقف العملية العسكرية في رفح والتي كان يجري الإعداد لها منذ فترة.
وفيما يتعلق بتأثير هذه التطورات على مسار المفاوضات، التي شهدت اختراقا إلى حد ما بالأمس عندما أعلنت حماس موافقتها على المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار، قال هريدي إن الاحتمالات كلها واردة حاليا، و التي من بينها أننا قد نشهد ربما تراجعا من قبل حماس عن قرارها على خلفية عملية إسرائيل.
أول تعليق مصري
وفي أول تعليق من الجانب المصري، أدانت وزارة الخارجية العمليات العسكرية الإسرائيلية فى مدينة رفح الفلسطينية جنوب قطاع غزة.
وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان نشرته عبر صفحتها الرسمية على “فيسبوك”، أن “مصر اعتبرت أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتمادا أساسيا على هذا المعبر، باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقي العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة”.
وأضافت وزارة الخارجية المصرية أن “مصر دعت الجانب الإسرائيلي إلى الابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، والتي تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة بقطاع غزة”، بحسب بيان الوزارة.
كما طالبت وزارة الخارجية المصرية “جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة”.
البرلمان المصري يعلق
في السياق ذاته، ألقى رئيس مجلس النواب المصري حنفي جبالي، بيانا خلال الجلسة العامة اليوم الثلاثاء، حول الأوضاع الأخيرة في مدينة رفح الفلسطينية، محملا الحكومة الإسرائيلية المسؤولية، حول أي إجراءات تؤدي لتصعيد الأحداث.
وبحسب وسائل إعلام مصرية، قال «جبالي» خلال الجلسة: “تابعنا جميعًا بكلّ اهتمامٍ، تطور الأحداث المرتبطة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، خلال الأربع وعشرين ساعةٍ المنصرمة، والتي سلكت مساراتٍ متباينةً، حيث أعلنت حماس قبولها للهدنة بقطاع غزة استجابةً للجهد المصريّ الكبير، والوساطة المصرية القطرية، تمهيدًا لإنهاء الكابوس الإنسانيّ الذي يصارعه أهالي قطاع غزة منذ ما يزيد على مائتي يومٍ”.
أضاف: “إلا أنّ الحكومة الإسرائيلية، قامت بإنذار سكان الأحياء الشرقية بمدينة رفح الفلسطينية، بالإخلاء الفوريّ، والتوجه نحو وسط قطاع غزة، في تلويحٍ متغطرسٍ بهجومٍ بريٍّ على المدينة، أعقبه شنّ غاراتٍ جويةً شرق المدينة وقصفها بأحزمةٍ نارية”.
وتابع: : “اتصالًا بذلك، فإن مجلس النواب المصريّ يحمل كلّ الأطراف المعنية، وخاصةً الحكومة الإسرائيلية، المسؤولية كاملةً عن أيّ عملٍ يؤدي إلى التصعيد الخطير للأحداث، وتقويض مسيرة المفاوضات للوصول إلى حلٍّ سلمىٍّ يحقن دماء المدنيين”
إسرائيل تسيطر على معبر رفح
والثلاثاء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه سيطر على معبر رفح جنوب قطاع غزة بشكل كامل ويقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة، بعد ليلة من القصف العنيف استهدفت محيط المعبر ومناطق شرق المدينة المكتظة بالنازحين، وذلك رغم مساعي الوسطاء للتوصل إلى هدنة.
واقتحمت دبابات الاحتلال المعبر صباح اليوم، وقد تداولت منصات التواصل مشاهد توثق اقتحام إحدى هذه الدبابات المعبر من الجهة الفلسطينية ووصولها إلى مبنى قاعة الوصول.
وتوقفت حركة المسافرين ودخول المساعدات بشكل كامل إلى قطاع غزة من خلال معبري رفح وكرم أبو سالم.
ويعيش حوالي 1.2 مليون شخص حاليا في مدينة رفح، وقد فر معظمهم إليها من أماكن أخرى في قطاع غزة خلال الحرب المتواصلة منذ سبعة أشهر بين إسرائيل وحركة حماس.