مصادر تكشف محاولة إيران تهريب أسلحة إلى الأردن
في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي، والتصعيد في المنطقة كشف مسؤولان في الأردن عن احباط “مؤامرة إيرانية” لتهريب أسلحة إلى داخل الأراضي الأردنية من أجل تنفيذ أعمال تخريبية، وفق ما كشف المصدران لوكالة رويترز.
وأوضحا أن الأسلحة أرسلتها فصائل مدعومة من إيران في سوريا إلى خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن لها صلات بالجناح العسكري لحماس.
كما أضافا أنه تم الاستيلاء على المخبأ عندما ألقي القبض على أعضاء الخلية، وهم أردنيون من أصل فلسطيني، في أواخر مارس/آذار الماضي، حسب ما نقلت وكالة رويترز.
وأكدا أن الهدف من المؤامرة هو زعزعة استقرار الأردن، الدولة التي يمكن أن تصبح نقطة اشتعال إقليمية في أزمة غزة لأنها تستضيف قاعدة عسكرية أمريكية وتشترك في الحدود مع إسرائيل وكذلك سوريا والعراق، وكلاهما موطن لميليشيات مدعومة من إيران.
ولم تحدد المصادر الأسلحة التي تم الاستيلاء عليها، على الرغم من قولها إن الأجهزة الأمنية أحبطت في الأشهر الأخيرة محاولات عديدة من قبل إيران والجماعات المتحالفة معها لتهريب الأسلحة بما في ذلك ألغام كليمور ومتفجرات C4 وسيمتكس وبنادق كلاشنيكوف وكاتيوشا عيار 107 ملم. صواريخ.
ميليشيات العراق ترسل أسلحة إلى الأردن
وكان المسؤول الأمني لكتائب حزب الله العراق أبو علي العسكري قال يوم الإثنين 1 نيسان 2024، في منشور على قناته في تطبيق “تلغرام”، إن “المقاومة الإسلامية في العراق أعدت عدتها لتجهيز المقاومة الإسلامية في الأردن بما يسد حاجة 12 ألف مقاتل من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقاذفات ضد الدروع والصواريخ التكتيكية وملايين الذخائر وأطنان من المتفجرات، لنكون يداً واحدة للدفاع عن إخوتنا الفلسطينيين”.
وأضاف، “جاهزون للشروع في التجهيز ويكفي في ذلك من حركة حماس أو الجهاد الإسلامي، لنبدأ أولا بقطع الطريق البري الذي يصل إلى إسرائيل.
حدود الأردن مع إسرائيل
للأردن حدود طويلة مع إسرائيل وخط ساحلي صغير على البحر الأحمر بجوار مدينة إيلات، ومنذ بدء الحرب في غزة شهد عدة أحداث يقول مراقبون إنه لا يمكن فصلها عن تهديد “الهدف التالي”.
آخر الأحداث تمثلت بالتظاهرات التي خرجت بالقرب من السفارة الإسرائيلية في حي الرابية بالعاصمة عمّان، والتحذيرات والاتهامات التي تخللتها بوجود “تدخلات من جهات غير أردنية لتأجيج الوضع في المملكة”، في إشارة إلى جهات مرتبطة بإيران وحركات إسلامية.
إضافة إلى تصعيد الميليشيات التي تتبع لها في جنوب سوريا لعمليات تهريب المخدرات، لتصل بعد الحرب إلى حد تهريب الأسلحة والمتفجرات والذخائر.
ماذا تريد إيران؟
تتحدث الأوساط الأردنية منذ سنوات عن “محاولات إيرانية لاختراق ساحة المملكة”، كما أوضح وزير الإعلام الأسبق، سميح معايطة.
ويقول إنه ورغم فشل تلك المحاولات إلا أنها ما تزال قائمة حتى الآن، وكان آخرها التهديد الذي أطلقه الإيرانيون ساعة تنفيذ “ردهم على إسرائيل”.
معايطة أشار إلى أن ما تعمل عليه إيران لم ولا يقتصر على تأسيس الميليشيات وعصابات المخدرات والسلاح على الأرض فحسب، بل وصل إلى “محاولات الاختراق السياسية عن طريق الأتباع والمخالب”.
ويعتبر أن “الأردن يشكّل عقدة واضحة بالنسبة لإيران، وهو واضح منذ سنوات”.
ليس مفاجئا ما نقلته رويترز اليوم عن مصدر اردني عن ضبط اسلحة حاولت ميليشيات ايران تهريبها من سوريا الى خلايا داخل تنظيم الاخوان في الاردن تتبع للجناح العسكري لحماس.
هذه الخلايا الاخوانيةكانت معلومة وانشاتها قيادات عسكرية لحماس مقيمة في لبنان والهدف بناء تنظيم عسكري في الاردن ،،— سميح المعايطه (@AlmaitahSamih) May 15, 2024
تأثير حرب غزة
سبق أن استشعر الأردن الخطر الذي انعكست البعض من تبعاته منذ بدء حرب غزة وكان قد طلب من واشنطن في 30 من أكتوبر 2023 أي بعد 23 يوما من بدء الحرب في غزة تزويده بمنظومة الدفاع “باتريوت” ومنظومات أخرى لمواجهة الطائرات المسيرة.
وفي ذات الشهر تحدثت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية أن “إيران تمكنت عبر شبكة الميليشيات الموالية لها، من إنشاء ممر بري عبر العراق وسوريا إلى لبنان، ومن خلال الأردن إلى الضفة الغربية، مما سمح لها بنقل المسلحين والمعدات والأسلحة إلى حلفائها في المنطقة”.
فيما يتعلق بالضفة الغربية، أشار تقرير الصحيفة، حينها، إلى أن الأسلحة التي وفرتها إيران كانت تدخل إلى الأردن بشكل غير شرعي ومن ثم تصل إلى الضفة الغربية.
ونقلت عن مسؤول أمني أردني كبير قوله إن “شبكات من المهربين آخذة في النمو بمساعدة من الحكومة السورية والميليشيات المدعومة من إيران مثل حزب الله اللبناني”.