أزمة اللاجئين وعلى رأسهم اللاجئين السودانيين تشكّل تحدياً لمصر واقتصادها
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي فيديوهات تظهر أعداداً كبيرة من السودانيين في مناطق مصرية عدّة أبرزها الكوربة وفيصل وغيرهما. وانقسمت الآراء في الشارع المصري بين مرحّب بـ”الضيوف” ومعارض لوجودهم باعتبار أنهم يشكلون عبئاً إضافياً على الاقتصاد المصري المضطرب.
وفي الأيام الأخيرة، تم التداول بفيديو لشاب سوداني يزور مصر ويتحدّث عما لاحظه من تزايد لأعداد السودانيين في البلاد، وقال: “مشهد السودانيين في فيصل والدقي، يجعلك تعتقد أنك في السودان”.
@bhelmakki #السودان_مشاهير_تيك_توك #السعودية_الكويت_مصر_العراق_لبنان #سوريه_العراق_سعوديه_اردن_خليج_جزائر #ترند_تيك_توك #فرنسا🇨🇵_بلجيكا🇧🇪_المانيا🇩🇪_اسبانيا🇪🇸
هذه المنشورات سلّطت الضوء على أزمة اللجوء التي تعاني منها مصر، والتي كانت محور اهتمام الحكومة المصرية والسلطات المعنية.
في التفاصيل، أشار رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي إلى أن أعداد الضيوف تصل، طبقاً لبعض التقديرات الدولية إلى أكثر من 9 ملايين ضيف ولاجئ يعيشون في مصر من نحو 133 دولة، بنسبة 50.4% ذكور، و49.6% إناث، وبمتوسط عمري يصل إلى 35 سنة، وبالتالي يمثلون 8.7% من حجم سكان مصر.
ووفقا لمفوضية شؤون اللاجئية التابعة للأمم المتحدة، وحتى نهاية أكتوبر 2023، أصبحت الجنسية السودانية هي الأكثر عدداً يليها الجنسية السورية، تليها أعداد أقل من جنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا، واليمن، والصومال، والعراق.
وذكرت المفوضية أنه منذ أبريل 2023، تضاعف عدد اللاجئين السودانيين المسجلين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر خمسة أضعاف ليصل إلى 300 ألف شخص، وهو ما يمثل أكثر من 52٪ من إجمالي عدد اللاجئين المسجلين في البلاد.
في المقابل، ينتظر 250 ألف سوداني آخرين التسجيل لدى المفوضية في مصر. ومن المتوقع أن يزداد الطلب على التسجيل بشكل مستمر في الأشهر الستة المقبلة بسبب الوضع المضطرب في السودان، مع عدم وجود آفاق فورية لسلام مستدام في الأفق.
وتحدثت المفوضية عن مواجهة اللاجئين للعديد من التحديات خلال طريقهم للبحث عن الحماية، مؤكدةً أن هذا ما يضعهم في كثير من الأحيان في مواقف محفوفة بالمخاطر. وقالت: العديد من الأطفال والأسر ينفصلون عن ذويهم خلال رحلة اللجوء ويصلون في أمس الحاجة إلى الدعم الطبي والنفسي، فضلا عن استنفاد مدخراتهم القليل التي استطاعوا الهروب بها في مصر سريعاً.
وجددت الأمم المتحدة في مصر وشركاؤها ندائهم للحصول على 175,1 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الأكثر إلحاحاً للاجئين السودانيين الذين فروا إلى مصر منذ منتصف أبريل 2023.
وذكرت المفوضية أن الحكومة المصرية تعمل على ضمان حصول الأفراد الذين أجبروا على الفرار على خدمات الرعاية الصحية الأساسية والتعليم على قدم المساواة مع المواطنين المصريين، وأضافت: مع ذلك، فإن بناء القدرة على الصمود على المدى الطويل وتعزيز سبل كسب رزق للمجتمعات المضيفة والمجتمع السوداني في مصر أمر بالغ الأهمية.
وقالت: تدعم الميزانية المطلوبة 27 شريكاً يستهدفون ما يقرب من 500 ألف لاجئ ومهاجر وأفراد من المجتمع المضيف لتلبية احتياجاتهم في مجالات الحماية والتعليم والأمن الغذائي والاحتياجات الأساسية والصحة العامة والتغذية وسبل كسب الرزق والإدماج الاقتصادي والمياه والصرف الصحي والنظافة والإسكان.
أكبر أزمة نزوح داخلي في العالم
يضطر 20,000 شخص إلى الفرار من منازلهم في السودان كل يوم، نصفهم من الأطفال، وفقًا لتقرير جديد صادر عن مصفوفة تتبع النزوح التابعة للمنظمة الدولية للهجرة.
ويظهر التقرير أن 53% ممن ينزحون هم من الأطفال دون سن 18 عامًا، مما يوضح مدى صعوبة الموقف والتحديات الهائلة التي يواجهها الأجيال الأصغر سنًا التي غالبًا ما تتحمل الوطأة الأكبر من الصراعات والنزوح.
ومع توسع نطاق القتال في البلاد، أُجبر أكثر من 8.6 مليون شخص على الفرار من منازلهم خلال العام الماضي، العديد منهم نزحوا سابقًا عدة مرات.
ويفاقم الوضع في السودان، الذي يمثل بالفعل أكبر أزمة نزوح داخلي يشهدها العالم، النقص الحاد في تمويل الاستجابة الإنسانية؛ فلم يتم تأمين سوى 5 في المائة من خطة الاستجابة الإنسانية البالغة قيمتها 2.7 مليار دولار والتي تهدف إلى الوصول إلى 14.7 مليون شخص، ويهدد هذا النقص بمزيد من التدهور في الوضع الإنساني.
ومنذ اندلاع الحرب، نزح 6.6 مليون شخص قسرًا داخل السودان. كما عطلت الحرب النشاط الاقتصادي وقطعت خطوط الإمداد والمساعدات، مما أدى إلى تفشي انعدام الأمن الغذائي على نطاق واسع؛ حيث أصبح حوالي 5 ملايين شخص على شفا المجاعة.
ومع دخول الحرب في السودان عامها الثاني، تحث المنظمة الدولية للهجرة على اتخاذ إجراءات دولية أقوى لإنهاء القتال وتعزيز تمويل الحراك الإنساني بشكل كبير للاستجابة للاحتياجات المتزايدة.