تجربة زبيده عنبتاوي مع TAP تكللت بفرصة عمل مع إحدى الشركات في سويسرا
في ظل الوضع الاجتماعي والمعيشي الصعب الذي تشهده معظم البلدان العربية، برزت شركة TAP الفلسطينية الهولندية، كمبادرة رائدة لمساعدة الشباب العرب على بدء رحلة الألف الميل المهنية، والمساهمة في توفير فرص عمل تتلاقى مع تطلعاتهم المستقبلية.
الفلسطينية زبيده عنبتاوي، كانت من الأشخاص الذين تكللت تجربتهم مع “TAP” بفرصة عمل لائقة.
تقول عنبتاوي لـ”أخبار الآن“، إن TAP “كانت فرصة من السماء خصوصاً أن فرص العمل في الضفة الغربية وفلسطين تعدّ محدودة”.
وأوضحت أن TAP تضع الفرد على الطريق الصحيح وتستثمر فيه، مشيرةً إلى أن الشركة أعطتها فرصة أمل لتجد وظيفة من دون الحاجة إلى الانتقال لمكان آخر، وبالتالي فتحت أمامها الأفق لفرص غير محدودة بالمكان والزمان.
وتعمل TAP على تمهيد الطريق أمام أي شخص يسعى لخوض تحوّل وظيفي، أي الانتقال إلى مجال جديد من العمل، وذلك عبر برامج تدريب، متنوّعة الاختصاصات، تصل مدتها إلى أربعة أشهر وتشمل ورش عمل ومحاضرات وتطبيقات عملية.
“لا يتطلب الأمر أي خبرة سابقة، فمن خلال TAP يتلقى الشخص تدريباً ليصبح مهيئاً للعمل في بيئة مختلفة ومحترفة”، بحسب ما تقوله عنبتاوي.
ما هو المسار المطلوب؟
إن طريقة التقديم لـ TAP هي سهلة جداً ولا تتطلب الكثير من المعلومات، تقول عنبتاوي لـ”أخبار الآن”، مختصرة المسار بالنقاط التالية:
- تقديم طلب أو application عبر الموقع الإلكتروني بما يتضمّن معلومات أساسية مثل الإسم ومكان الإقامة وتحديد التخصص المطلوب
- تلقّي بريد إلكتروني بالقبول المبدئي
- خوض امتحان باللغة الإنكليزية لتحديد مستوى الشخص، خصوصاً أن اللغة الإنكليزية أساسية في التدريب
- العمل على assignment له علاقة بالتخصص الذي تم اختياره
- مقابلة شخصية، عادية وغير رسمية حيث يتم التعرف على شخصية المتقدّم ومدى اطلاعه وتطلعه للالتزام
- اتفاقية يوقعها المشترك مع شركة TAP وذلك بعد قبوله للانضمام إلى البرنامج
ولفتت الشابة الفلسطينية إلى أن فترة التدريب تكون مكثّفة، ويُفضل أن يكون المشترك متفرغّاً تماماً لها. وهي تشمل ما يُعرف بالـself study، حيث يتم إعطاء المشترك مواد ليدرسها ويقرأها، وتكون أيضاً محور نقاش في محاضرات مع أشخاص متخصصين، وبعدها يُطلب من الفرد تنفيذ مشروع معيّن أو تقديم assignment ليتم تقييم حجم اكتسابه للمعومات.
وشددت عنبتاوي، في حديثها، على أن عملية البحث عن فرص عمل بعد التخرج من البرنامج التدريبي لا تكون محصورة بـTAP أو بفريقها، بل أن المجال يبقى مفتوحاً لكل مشترك ليبحث بشكل فردي ومنفصل عن وظيفة تناسبه، موضحة أنها عمدت على البحث عن عمل عبر LinkedIn وغيره من المواقع، لكنها في نهاية المطاف اقتنصت الفرصة التي قدّمتها لها TAP والتي فتحت لها باب التواصل مع إحدى الشركات الموجودة في سويسرا والتي تواصل العمل معها منذ أكثر من سنة.
الالتزام والاتفاقية
أكّدت عنبتاوي أن TAP تحرص على اختيار أشخاص ملتزمين لينضموا إلى برنامجها، وقالت: يختارون شخصاً ملتزماً، ويعرف حقاً ما يريد ويرغب بتطوير نفسه ومهاراته، وبالتالي واستكمال المسار المهني الذي اختاره.
وأضافت: إنهم مهتمون بالاستمثار في الشخص المناسب، يتمكن هو في المقابل من إيجاد الوظيفة التي تناسبه ويستمر فيها.
ورداً على سؤال حول أي بدلٍ مادي يدفع المشترك ببرامج التدريب، أجابت عبر “أخبار الآن”: لا يطلبون أي شيء بالمقابل في البداية، والالتزامات تأتي بعد انتهاء فترة التدريب وبعد الحصول على وظيفة تتلاءم مع قدراتك وشخصيتك، ولا يتم إجبار أحد على القبول بأي وظيفة، بل يحصرون على أن موافق عليها ومقتنع بها”.
القدرة والمهارة
تحدثّت عنبتاوي لـ”أخبار الآن” عن الصورة التي تعكسها مبادرات ومنصات مثل TAP وغيرها في العالم العربي والعالم، قائلةً إنها بدأت تلمس تأثير هذه الصورة في وظيفتها.
وقالت: شعوب الدول الأوروبية أو الأجنبية لا تملك الصورة الصحيحة عنا كعرب، لذا عندما نعمل معهم ونظهر مدى معرفتنا وعلمنا وخبراتنا واستعدادنا لتقديم الكثير والمزيد، يتفاجأون.
وأضافت: ينبهرون من أن هذا المكان الصغير الموجود على الخريطة، قادر على انتاج هذا الكم من المهارات، وقادر على المنافسة أيضاً على المتسوى العالمي.
وتابعت: في عملي كـ business development analyst، لا فرق بين وبين الأوروبيين الذي أعمل معهم.
View this post on Instagram
وشددت الشابة البالغة من العمر 28 عاماً، على أن هذا النجاح يثبت “أننا نملك القدرة والمهارة ولكن ما كان ينقصنا هو الوسيلة، والوسيلة بالنسبة لي كانت TAP.”
وتوجّهت عنبتاوي لكل شابة أو شاب يعاني من البطالة، ناصحة إياه بعدم الاستسلام وعدم الحد من طموحاته، خصوصاً أن الفرص متاحة وهناك الكثير من الشركات والمبادرات التي تساعد من عم بحاجة لعمل.
دعم الشباب العرب
تعكس رؤية مؤسسي TAP، جعفر شنار وكريستيان فيزياك، التزامهم بدعم الشباب العرب من خلال تزويدهم بالتدريب اللازم وربطهم بفرص عمل عالمية. وتشير الإحصائيات إلى أن 80% من المشاركين في برامج TAP يحصلون على وظائف في المجالات التقنية المتقدمة.
قال جعفر شنار، المؤسس المشارك للشركة، في حوار صحفي: “تهدف المنصة إلى تمكين الشّباب العربيّ عبر تقديم التّدريب اللّازم وربطهم بفرص عملٍ بعيدةٍ لدى شركاتٍ عالميّةٍ. فرسالتنا هي تعزيز استعداد الشباب العربي لهذه الفرص وتسهيل عمليّة التّواصل بينهم وبين الشّركات التي تسعى للتّوظيف. وهذا العام، نُدّرب 300 شخصٍ، ونتوقّع أن يتمكّن 80% منهم من الحصول على وظائف في المجالات التّقنية المتقدّمة. وحضورنا نشط حاليّاً في: غزة، الضّفة الغربيّة، والأردن، ونعتزم التّوسع قريباً إلى لبنان”.
وأوضح “شنار” دور الفريق قائلاً: “فريقنا مؤلّفٌ بغالبيته من النّساء، وهو دوليّ الطّابع، يضمّ 30 شخصاً موزّعين عبر منطقة الشّرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأفريقيا، وأوروبا. ونجحنا حتّى الآن في تحقيق نسبة نجاحٍ تتجاوز 70% في تأمين الوظائف، وهذه النّسبة في تزايدٍ مستمرٍّ نحو 80%”.