إسرائيل تقول إن القصف استهدف مجمعًا تابعًا لحماس في رفح
قُتل 35 شخصاً على الأقل وأُصيب عشرات آخرين، معظمهم من الأطفال والنساء، في قصف إسرائيلي استهدف مركزاً للنازحين قرب مدينة رفح في أقصى جنوب غزة، بحسب ما أعلنت وزارة الصحة التي تديرها حماس.
من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل قياديين في حماس في قصف استهدف مجمعًا تابعًا لحماس في المدينة، لافتًا إلى أنه على عِلم بتقارير تفيد بتضرر مدنيين، وأن الحادثة قيد المراجعة.
وبحسب الجيش الإسرائيلي فإن القصف أسفر عن مقتل ياسين ربيع وخالد النجار، وكلاهما من كبار المسؤولين في حماس في الضفة الغربية المحتلة.
وأكد الجيش أن ربيع والنجار كانا مسؤولين عن أنشطة حماس في الضفة الغربية، بما في ذلك التخطيط لهجمات وتحويل أموال، في حين كان النجار يدير أيضا أموالا مخصصة لعمليات الحركة في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي: “الضربة نُفّذت ضد أهداف مشروعة بموجب القانون الدولي، من خلال استخدام ذخائر دقيقة التصويب وعلى أساس معلومات استخبارية دقيقة تشير إلى استخدام حماس للمنطقة”.
من جهته، قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة في بيان “ارتكب الاحتلال الإسرائيلي مجزرة مروّعة من خلال قصف مُركّز ومقصود لمركز نزوح بركسات الوكالة (الأونروا) شمال غرب محافظة رفح”.
ربِّ أقِمِ الساعة!
اللهم العن اليهود، وكل من أيدهم، جنود ملاعين شرذمة ..
كل من خذل #غزة اللهم العنه لعنًا كبيراً ..
اللهم لا حول لنا ولا قوة إلا بك! اللهم انتقم .. #مجزره_رفح pic.twitter.com/GlcXSGujpB
— أحمَـد 𓂆 (@ahmad_e_b) May 26, 2024
أما الدفاع المدني في غزة فقال إن القصف الإسرائيلي أدى إلى سقوط 50 شخصا على الأقل بين قتيل وجريح في المنطقة التي نزح إليها وفقا له 100 ألف شخص.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن أحد مستشفياتها الميدانية يستقبل “تدفقا من المصابين الذين يبحثون عن رعاية للإصابات والحروق”، مشيرة إلى أن مستشفيات أخرى تستقبل أيضا عددا كبيرا من المصابين وأضافت اللجنة في بيان “فرقنا تبذل قصارى جهدها لإنقاذ الأرواح”.
وشن الجيش الإسرائيلي غارات في مناطق مختلفة من رفح ليل الأحد حسبما قال شهود لوكالة فرانس برس.
وذكر مستشفى الكويت التخصصي أنه استقبل جثث ثلاثة أشخاص، بينهم حامل.
ودعت حماس مساء الأحد الفلسطينيين إلى “الانتفاض والخروج بمسيرات غاضبة” ضد “المجزرة” التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح بأقصى جنوب قطاع غزة.”
من جهتها قالت الرئاسة الفلسطينية في بيان إن “ارتكاب قوات الاحتلال الإسرائيلي لهذه المجزرة البشعة هو تحدٍ لجميع قرارات الشرعية الدولية”، متهمة القوات الإسرائيلية بـ”استهداف… خيام النازحين في رفح بشكل متعمد”.
أطلقت إسرائيل عملية برية في رفح في أوائل أيار/مايو رغم معارضة دولية واسعة النطاق في ظل مخاوف بشأن المدنيين الذين يحتمون في المحافظة.
منطقة آمنة
أكّد المتحدث باسم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في غزة، الدكتور عدنان أبو حسنة، أن أعداد القتلى والجرحى في رفح جراء القصف الإسرائيلي قد يتجاوز 100 شخص.
وذكر في حديث صحافي أن إسرائيل قصفت منطقة مصنفة على أنها “آمنة”، مشيراً إلى أن المنطقة التي قصفت كانت تضم أعدادا كبيرة من الخيام البلاستيكية، الأمر الذي تسبب بحرائق كبيرة.
ورأى أن حديث إسرائيل عن وجود مطلوبين من حماس في المنطقة التي قصفتها لا يبرر مقتل مثل هذا العدد الكبير من النازحين الفلسطينيين.
جرائم حرب
دعمت منظمة العفو الدولية المحكمة الجنائية الدولية إلى فتح تحقيق في “جرائم حرب” قائلة إن الغارات في وسط قطاع غزة وجنوبه أدت إلى مقتل 44 مدنيا فلسطينيا بينهم 32 طفلا في نيسان/أبريل.
وذكرت المنظمة أن تلك الغارات حصلت في 16 نيسان/أبريل في مخيم المغازي للاجئين وسط قطاع غزة، وفي 19 و20 نيسان/أبريل في رفح جنوبي القطاع.
وقالت المسؤولة في منظمة العفو الدولية إريكا غيفارا روساس في بيان إن “هذه الضربات المدمرة أهلكت عائلات وأودت بحياة 32 طفلا”، مؤكدة أن تحقيق المنظمة يوفر “أدلة أساسية تشير إلى هجمات غير قانونية منسوبة إلى الجيش الإسرائيلي”.
وأجرت منظمة العفو الدولية مقابلات مع 17 ناجيا وشاهدا وزارت مستشفى يعالج فيه الجرحى والتقطت صور شظايا. وأضافت أنه في الحالات الثلاث “لم تجد المنظمة أي دليل على وجود أهداف عسكرية في المواقع التي استهدفها الجيش الإسرائيلي أو في محيطها”، مشيرة إلى أنها لم تتلق حتى الآن ردودا على أسئلتها من الجيش الإسرائيلي.
وفقا لمنظمة العفو الدولية، فإن غارة 16 نيسان/أبريل على المغازي طالت شارعا كان فيه أطفال يلعبون كرة قدم الطاولة، ما أسفر عن مقتل 10 منهم تراوح أعمارهم بين 4 إلى 15 عاما وخمسة رجال.
وفي رفح، أصابت قنبلة جوية في 19 نيسان/أبريل منزل أبو رضوان وهو موظف متقاعد، ما أدى إلى مقتل تسعة من أفراد الأسرة، بينهم ستة أطفال، وفق المنظمة.
وفي 20 نيسان/أبريل، دمرت غارة منزل عائلة عبد العال في شرق رفح، مسفرة عن مقتل 20 شخصا هم 16 طفلا وأربع نساء وعن إصابة طفلين آخرين.