أسوان سجلت الجمعة درجة حرارة قياسية وتاريخية بواقع 50.9 درجة مئوية
في ظل التغيرات المناخية الحادة التي يشهدها العالم، تابع اللواء أشرف عطية، محافظ أسوان، في جنوب صعيد مصر، جهود الأجهزة والجهات المعنية لتنفيذ توجيهاته بشأن رفع درجة الاستعداد بالمراكز الطبية والوحدات الصحية والمستشفيات وفرق الإسعاف والحماية المدنية والمحليات.
وكانت قد سجلت أسوان درجة حرارة بلغت 49.6 درجة مئوية في الظل يوم الخميس، وهي واحدة من أعلى درجات الحرارة المسجلة على الإطلاق في المنطقة، وفقاً لما ذكرته هيئة الأرصاد الجوية المصرية.
وجاءت بعد أسوان كأعلى درجات الحرارة في العالم، بيلما في النيجر وسجلت 48.1 درجة مئوية، ثم الكويت في المركز الثالث وسجلت 47.7 درجة مئوية، وفقا لموقع eldoradoweather.
وكشف الموقع أن درجة الحرارة في الأقصر، الأحد، وصلت إلى 48 درجة، في حين سجلت الكويت 49 درجة.
أكثر المدن سخونة
وتقع أسوان في أقصى جنوب مصر، وتُعرف بمناخها الصحراوي الحار، حيث تتجاوز درجات الحرارة خلال فصل الصيف 40 درجة مئوية بانتظام، وتظل أعلى من 25 درجة مئوية في الليل.
وهذا النوع من الحرارة الشديدة معتاد في أسوان، التي تُعتبر واحدة من أكثر المدن سخونة وجفافاً في العالم، مع عدم وجود أمطار تقريباً طوال العام، وأعلى درجة حرارة مسجلة في أسوان على الإطلاق كانت 51 درجة مئوية في يوليو 1918.
ويذكر أن شهرَي يونيو ويوليو في أسوان يُعتبران من أكثر الشهور إشراقاً، حيث يبلغ متوسط ساعات سطوع الشمس نحو 12.1 ساعة يومياً، ما يزيد من شدة الحرارة ويجعل من الضروري اتخاذ احتياطات صحّية مثل البقاء في الظل واستخدام واقي الشمس.
وسجلت مدينتا دراو والخارجة المجاورتان لأسوان درجات الحرارة نفسها في 6 يونيو 2006 و31 يوليو 2007 على التوالي، إذ أوضحت الهيئة في بيان لها، يوم الجمعة، أن هذه ليست المرة الأولى التي تسجل فيها إحدى محطات الهيئة العامة للأرصاد الجوية درجة الحرارة السابقة، حيث سجلت محطة دراو في 6 يونيو 2006 درجة الحرارة نفسها (49.6 درجة)، وسجلت محطة الخارجة، في 31 يوليو 2007، 49.6 درجة وفقاً للبيانات المناخية الصادرة من الهيئة العامة للأرصاد الجوية.
تسلط هذه الحالات من درجات الحرارة القصوى، التي أثرت على جزء كبير من البلاد في الأيام الأخيرة، الضوء على اتجاه مثير للقلق لتصاعد موجات الحر التي تؤثر على المنطقة مع استمرار درجات الحرارة في الارتفاع على مستوى العالم.
ويرجع الخبراء ذلك إلى مزيج من تغير المناخ العالمي والعوامل البيئية المحلية، والتي تخلق معاً ظروفاً مناسبة لمثل هذه الحرارة القياسية، ويحذرون أيضاً من أن مثل هذه الأحداث الحرارية الشديدة قد تصبح أكثر تكراراً وشدة.
وتشكل الجهود المبذولة لمكافحة تغير المناخ على نطاق عالمي، إلى جانب تدابير التكيف المحلية، أهمية بالغة في إدارة المخاطر التي تفرضها مثل هذه الظروف الجوية القاسية.
أسوان.. وخطة تخفيف الأحمال
وتهدف جهود محافظ أسوان، إلى مواجهة موجات ارتفاع درجات الحرارة العالية التي تسجلها المحافظة، حيث سجلت درجات حرارة مرتفعة، وذلك بهدف التعامل والتدخل الفوري مع أي حالات طارئة ضمن دواعٍ لإنقاذ الحياة.
وأوضح محافظ أسوان، أنه يجري التنسيق مع وزارة الكهرباء لاستثناء المحافظة من خطة تخفيف الأحمال، خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة وغير المسبوقة، مما يعكس أهمية ترشيد استهلاك الكهرباء في إنارة الشوارع والمنشآت العامة والمباني الحكومية والمولات التجارية، دون التأثير على المواطنين في المنازل والمواقع الخدمية الحيوية.
وأكد اللواء أشرف عطية، خلال الاجتماع التنسيقي الذي ترأسه، على ضرورة تكثيف الجهود ورفع درجة الاستعداد القصوى لمواجهة تداعيات فصل الصيف. هذا يتضمن مراعاة انتظام المرافق العامة من تدفق مياه الشرب للمناطق السكنية المختلفة، وخاصة الواقعة على مرتفعات جبلية والنقاط الساخنة، وتحسين ضغوط مياه الشرب بمختلف المناطق والقضاء على ضعفها وانقطاعها لضمان انتظامها بشكل مستمر لتخفيف معاناة المواطنين.
وأشار إلى أنه بالتوازي تم تكليف فرق مكافحة الملاريا التابعة لمديرية الصحة بزيادة معدلات رش المبيدات لمكافحة الناموس والحشرات الطارئة والزاحفة أيضاً.
وناشد أشرف عطية المواطنين في مختلف أنحاء المحافظة بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، خاصة خلال فترة الظهيرة من الساعة الثانية عشر وحتى الساعة الخامسة مساءً، لتجنب الإصابة بالإجهاد الحراري وحالات الإغماء وغيرها من أمراض الصيف.