السعودية تتخذ إجراءات حديثة خلال موسم الحج
تتجه أنظار العالم إلى مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، حيث يبدأ الحجاج مناسك الحج، الجمعة، بالتوجه إلى مشعر منى، لقضاء يوم التروية، ومن هناك يستعدون لتصعيدهم يوم التاسع إلى صعيد عرفات فى التاسع من ذى الحجة، اقتداء بسنة المصطفى “صلى الله عليه وسلم”، وسط منظومة خدمات وإجراءات متكاملة سخرتها السعودية على المستويات كافة، الأمنية والصحية والخدمية، والتوسع فى خال التقنيات الحديثة لتحسين تجربة الحجاج، من خلال توفير الوقت المستغرق في التنقل والتوجيه والتسجيل، وتحسين سلامة الحجاج عن طريق مراقبة الحالة الصحية ومنع التكدس، بجانب توفير راحة أكبر للحجاج، من الخدمات الإرشادية والطبية المتقدمة، ما يتيح لهم التركيز على أداء مناسك وشعائر الحج بطمأنينة وسهولة.
وبالتوازى مع منظومة الخدمات تشدد السلطات السعودية قبضتها الأمنية وتعمل على إلزام الجميع بالإجراءات والتعليمات التى تم الإعلان عنها من أجل سلامة الحجاج، ويعمل أفراد الامن على التحقق من التزام الجميع بقرار عدم السماح بالدخول إلى المشاعر المقدسة لغير المسجلين بطريقة شرعية وهم الذين يحملون بطاقة نسك والتي تعد بمثابة وثيقة تعريفية للحاج، تحمل بياناته وتسمح له بالإقامة في مكة المكرمة والتنقل في المشاعر المقدسة طوال الموسم.
طوق أمني
وفى سياق إجراءات تأمين الموسم الحالي، قد فرضت قوات الأمن والأجهزة المعاونة أطواقا أمنية واسعة لضمان الأمن وتيسير التفويج والتنقل في مناطق المشاعر وفق التوقيتات المحددة، وضبط المخالفين للأنظمة والتعليمات وتطبيق العقوبات بحق المخالفين وقد تم ضبط أكثر من 300 ألف مخالف وممن لا تتوفر لديهم تصاريح خلال الفترة الأخيرة، منهم 153 ألفا و998 أجنبيا جاؤوا بتأشيرات سياحية.
وفى هذا الصدد أشارت وزارة الحج والعمرة السعودية إلى ضرورة حمل كل حاج لبطاقة نسك الخاصة به طوال الرحلة ، لكونها الإثبات الرسمي الوحيد المعتمد للحاج النظامي في المشاعر المقدسة، لافتة إلى أن البطاقة تعد مستندا تعريفيا للحاج ووسيلة تسهل عليه طلب الخدمات والوصول إليها.
وتكتسب بطاقة نسك التي أطلقتها الوزارة هذا الموسم، أهمية حيث تعد الوثيقة الوحيدة للدخول إلى المشاعر المقدسة، ولا يحصل عليها إلا من لديه تصريح أو تأشيرة، ومن لا يحملها لا يمكنه الدخول إليها أو التنقل، ولا توجد استثناءات ومن يخالف هذا الإجراء يعرض نفسه لعقوبات مخالفة أنظمة وتعليمات الحج.
الخدمات الصحية
وعلى صعيد الصحة، توفر وزارة الحج بالتعاون مع وزارة الصحة السعودية كاقة الخدمات الصحية اللازمة للحجاج، و فى هذا السياق انطلقت قافلة “الصحة” التي تقل 18 حاجاً من 12 جنسية، من مستشفيات المدينة المنورة، لإيصالهم إلى المشاعر المقدسة، ويتولى مستشفى جبل الرحمة في مشعر عرفات رعايتهم؛ لتمكينهم من استكمال الخطة العلاجية لهم، وأداء مناسك هذه الفريضة المقدسة.
وأوضحت وزارة الصحة السعودية أن القافلة تضم أسطولاً متكاملاً مكونًا من (31) سيارة إسعاف، مزودة بجميع التجهيزات الطبية المتكاملة، مع وجود فريق طبي متخصص مكون من 133 ممارساً متخصصاً (أطباء وتمريض ومسعفون)، تتضمن (6) سيارات إسعاف متمركزة على طريق الهجرة بين المدينة المنوّرة ومكة المكرمة، وسيارتَي إسعافات للعناية المركزة، إضافةً إلى 4 وحدات إسعاف مسانِدة، وكابينة أوكسجين متكاملة، وورشة إسعافات متنقلة، وحافلة لنقل مرافقي المرضى.
الذكاء الاصطناعى لخدمة الحجيج
يعد الموسم الحالي من أكثر المواسم التي شهدت تطوراً كبيراً في استخدام التكنولوجيا الحديثة، خاصة الذكاء الاصطناعي، وذلك بهدف تحسين تجربة الحجاج وضمان سلامتهم وسهولة أداء المناسك.
ونجحت الوزارة في توظيف مجموعة كبيرة من التقنيات والبرامج المبتكرة لتسهيل أداء المناسك، من بين تلك الأدوات الروبوتات الذكية التى تستخد كـ “مرشدين آليين” في الحرم المكي والمناطق المحيطة لتوجيه الحجاج، والإجابة عن استفساراتهم، وتقديم الإرشادات اللازمة بالعديد من اللغات المختلفة، ما يسهل الحركة والانتقال للجنسيات المختلفة في الحرم وحوله.
ومن وسائل الذكاء الاصطناعي المميزة أيضاً في حج هذا العام “الروبوتات الطبية”، والتي توفر الخدمات الطبية الأساسية للحجاج، كما تساعد في نقل الحالات الطارئة إلى المستشفيات، وفقاً للهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي.
إضافة إلى تطبيقات الهاتف المحمول المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، ومن أهم هذه البرامج “تطبيقات التوجيه والملاحة”، وتستخدم هذه التطبيقات الذكاء الاصطناعي لتوفير مسارات مثلى للحجاج لتجنب الزحام، في ظل الأعداد الكبيرة في الحج أو في أوقات التزاحم المختلفة لأداء مناسك الحج.
ويمكن من خلال “التطبيقات الصحية”، متابعة الحالة الصحية للحجاج وتنبيههم لأي مؤشرات صحية مقلقة، كما توفر هذه التطبيقات إرشادات للحفاظ على الصحة في ظل درجات الحرارة المرتفعة.
إلى جانب الاستشارات الطبية والاطمئنان على الحالة الصحية عن بعد.
كما تعد “إدارة الحشود” من أكثر المزايا والخدمات التي استفادت بها السعودية من الذكاء الاصطناعي، حيث يتم تحليل بيانات الحشود عبر الذكاء الاصطناعي لتوجيه حركة الحجاج ومنع التكدس في نقاط معينة، ما يسهم في تقليل المخاطر، وفقاً لوزارة الحج والعمرة السعودية.
وأيضاً “التنبؤ بالازدحام”، فالذكاء الاصطناعي يسهل خطط السير بشكل كبير، فعبر استخدام البيانات التاريخية والنماذج التنبؤية والإرشادية، يمكن توقع أوقات وأماكن الازدحام واتخاذ إجراءات استباقية، لمنع المشكلات المرورية والزحام.
وتتميز هذه الأنظمة في “الأمن والمراقبة”، إذ تم تركيب كاميرات ذكية تعتمد على تقنيات التعرف على الوجوه لتعزيز الأمن ومراقبة الأماكن العامة ومنع أي نشاطات مشبوهة، إضافة إلى “تسجيل الدخول”، فهذه التقنية تستخدم حالياً لتسجيل دخول الحجاج إلى الفنادق والأماكن المقدسة، ما يسهم في تسريع هذه العمليات وتوفير الوقت، ومنع المشكلات.