السويداء تعيش هدوء حذر بعد “نزع فتيل الأزمة”

هدوء حذر مدينة السويداء، بعد ليلة من التوتر شهدت اشتباكات عنيفة بين الفصائل المحلية من جهة، وقوى الأمن والجيش من جهة أخرى، أدت لإصابات من الجانبين، فضلاً عن خسائر مادية في ممتلكات المدنيين.

وتخلل المواجهات إطلاق رصاص وقذائف من وباتجاه الأفرع الأمنية ومقار “حزب البعث”، وجاء اندلاعها في أعقاب اتجاه جيش النظام السوري لإقامة حاجز أمني على مدخل السويداء الشمالي، مما أثار غضب سكان وناشطين معارضين، وعناصر تشكيلات محلية مسلحة.

فيما طلب وسطاء من أهالي المحافظة هدنة مؤقتة من الفصائل المحلية، لاستئناف المفاوضات مع الأجهزة الأمنية، وسط وعود من الوسطاء بالسعي لاتفاق يضمن انسحاب الحاجز الأمني الجديد من جانب دوار العنقود، وهو المطلب الذي تصرّ عليه الفصائل.

وبحسب موقع السويداء 24، أعلنت فصائل محلية عن توصلها لاتفاق يهدف لإنهاء التوتر الأخير في مدينة السويداء، بعد “مساعٍ قامت بها جهات دينية وأهلية”، على حد وصف البيان.

وتركزت الاشتباكات في محيط الحاجز الجديد، والمراكز الأمنية القريبة منه، قسم المخابرات الجوية، ومبنى قيادة فرع حزب البعث، كما امتدت المواجهات إلى بلدة قنوات، وتعرض فرع أمن الدولة على طريق قنوات لعدة ضربات بالقذائف الصاروخية.

وحول هذا الموضوع، قال الناشط السياسي الحقوقي سليمان الكفيري أن ” الوضع في السويداء هادئ وفي حالة استقرار وهذا إثر المفاوضات التي أعقبت إطلاق النار على المدخل الشمالي لمدينة السويداء بعد وضع حاجز عسكري هناك، ولكن رجال الفكر ومشايخ العقل استطاعوا أن يسيطروا على هذا الوضع بشكل عام ومنعوا أن تأخذ الفتنة دورها”.

وأكمل ” الجميع في السويداء حريصون على مبدأ أن الدم السوري على السوري حرام، وأبناء الجيش هم أولادنا أي كانت مواقعهم، لذلك منعوا اتقاد الفتنة وهذا مبدأنا من زمن بعيد”.

بعد الليلة العصيبة.. هل ينجر الحراك في السويداء إلى السلاح؟

وبالنسبة للحراك في السويداء فقد أكد الكفيري أن الحراك مستمر ويزداد نسبياً وأنه مستمر من ناحية الثبات على سلميته والأهداف التي يعتمدها ومنها أن سوريا موحدة أرضاً وشعباً والانتقال السياسي السلمي ذات الطابع الديمقراطي ودولة العدالة والدستور والمواطنة”.

الوضع الأمني ليس مستقراً، فحالات الخطف والسرقة منتشرة، وخاصة في الآونة الأخيرة، حيث تم رصد حالات خطف وسرقة في مناطق عديدة في المدينة، حيث قال الكفيري ” الأمور بشكل عام مرتبطة ببعضها، والفلتان الأمني موجود وعصابات الخطف والممنوعات موجودة بسبب تشجيع بعض الأفرع الأمنية الذي أدى إلى انتشار الجريمة، والعمل الآن قائم على أن نعيد إلى السويداء والمجتمع المدني العادات الأخلاقية التي تعودناها”.

الاشتباكات أسفرت عن إصابة عنصر من الفصائل بطلق ناري استقر بالفخذ، إضافة إلى إصابة عدة عناصر أمن في مبنى قيادة فرع الحزب، بشظايا ناجمة القذائف. فيما أكدت مصادر طبية عديدة أكدت عدم صحة الشائعات التي انتشرت عن مقتل سبعة عناصر من الجيش السوري في في الاشتباكات.