استمرار القتال في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة

تدور معارك عنيفة بين الجيش الإسرائيلي ومقاتلين من حماس، السبت، في شمال قطاع غزة حيث الظروف المعيشية للسكان “لا تطاق”، بحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

على جبهة أخرى، تتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب على خلفية التصعيد الحاصل بين إسرائيل وحزب الله على الحدود اللبنانية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي السبت، أن عملياته مستمرة في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة حيث أسفر القتال “فوق وتحت الأرض” عن مقتل “عدد كبير” من المسلحين.

وبحسب بيان عسكري، “قضت القوات على عدد كبير من الإرهابيين وعثرت على منشأة لتخزين الأسلحة داخل مجمع مدرسي في المنطقة”.

وينفّذ الجيش منذ الخميس عملية في  الشجاعية حيث يقول إن هناك “بنية تحتية إرهابية”.

وافاد  مراسل لوكالة فرانس برس عن دوي انفجارات متواصلة في منطقة الشجاعية. وأشار أحد السكان الى جثث موجودة في الشارع.

وكانت إسرائيل أعلنت في بداية كانون الثاني/يناير أنها قامت بتفكيك “البنية العسكرية” لحركة حماس في شمال قطاع غزة الذي شهد قتالا عنيفا في الأشهر الأولى من الحرب.

وفرّ محمد حرارة (30 عاما) مع أفراد عائلته من حي الشجاعية بسبب “القصف” الإسرائيلي. وقال لفرانس برس “لم نحمل معنا شيئا من البيت. تركنا الأكل والطحين والمعلبات والفراش والأغطية ونجونا بأعجوبة عندما خرجنا”.

وأضاف “الناس يجرون ولا يعرفون الى أين يذهبون. الكل خائف لأن الناس يموتون في الشوارع وفي البيوت من القصف”.

في وسط قطاع غزة، أعلن الجيش الإسرائيلي القضاء على “العديد” من المقاتلين الفلسطينيين.

وأعلن الدفاع المدني في قطاع غزة عن انتشال “أربع شهداء وست إصابات من استهداف إسرائيلي لشقة سكنية” في وسط القطاع.

في رفح في أقصى جنوب القطاع، قال مسعفون إنهم انتشلوا “خمسة شهداء” بعد استهداف منطقة الشاكوش شمال المواصي.

بينما أشار مصدر طبي في مستشفى خان يونس في الجنوب الى ارتفاع عدد القتلى في المنطقة منذ الجمعة الى 13.

واندلعت الحرب بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، بدأ على أثرها الجيش الإسرائيلي حملة قصف مركّز ألحقها بهجوم بري واسع النطاق على قطاع غزة.

ظروف “لا تطاق”

وأسفر الهجوم عن مقتل 1195 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة لفرانس برس تستند إلى أرقام رسميّة إسرائيليّة.

واحتجز المهاجمون 251 رهينة، ما زال 116 منهم في غزة، بينهم 42 يقول الجيش إنّهم لقوا حتفهم.

وقتل ما لا يقلّ عن 37834 شخصا في قطاع غزة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس.

ويشهد القطاع المحاصر من إسرائيل والذي أقفل تماما المنفذ الوحيد له الى الخارج، معبر رفح، منذ دخول القوات الإسرائيلية الى المدينة الحدودية مع مصر في أيار/مايو، أزمة إنسانية كبيرة.

قتال عنيف في غزة.. وتزايد المخاوف من اتساع رقعة الحرب إلى لبنان

وقالت منظمة الصحة العالمية الجمعة إن 32 مستشفى من اصل 36 في القطاع تضرّرت منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وعشرين منها أصبحت خارج الخدمة.

وقالت متحدثة باسم الأمم المتحدة الجمعة إن المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة مجبرون على العيش في مبان أو مخيمات دمّرها القصف بجوار أكوام ضخمة من القمامة. وندّدت بظروف “لا تطاق” في القطاع.

وعرضت لويز ووتريدج من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الظروف المعيشية “القاسية للغاية” في قطاع غزة.

على الجبهة الشمالية مع لبنان، حذّرت إيران السبت إسرائيل من “حرب إبادة” بـ”مشاركة كاملة لمحور المقاومة” الذي يضم طهران وحلفاءها الإقليميين، في حال شنّت الدولة العبرية هجوماً “واسع النطاق” على حزب الله في لبنان.

وذكرت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة على منصة “إكس”، أن ايران تعتبر “دعاية الكيان الصهيوني حول عزمه مهاجمة لبنان حرباً نفسية”.

ويتبادل حزب الله وإسرائيل القصف عبر حدود لبنان الجنوبية بشكل شبه يومي منذ بدء الحرب في قطاع غزة.

وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الأربعاء أنّ الدولة العبرية “لا تريد حرباً” في لبنان لكن في إمكانها أن تعيد البلد إلى “العصر الحجري” في حال اندلعت حرب.

وحذّرت الولايات المتحدة والأمم المتحدة وفرنسا بشكل خاص من مغبة اندلاع حرب في لبنان.