الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية يقول إن تصريحاته عن حزب الله أُخرجت عن سياقها
بعد أن أعلن الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية حسام زكي، عقب زيارته إلى العاصمة اللبنانية بيروت، أن “الجامعة لم تعد تصنف حزب الله منظمة إرهابية”، تراجع المسؤول عن هذا التصريح.
وأوضح السفير حسام زكي في تصريح صحافي، أن تصريحات له في الموضوع قد فسرت في غير سياقها الصحيح، مشيراً إلى أن “هذا لا يعني بأي حال زوال التحفظات والاعتراضات العديدة على سلوك وسياسات وأفعال ومواقف الحزب ليس فقط داخليا وإنما إقليمياً أيضاً”.
ولفت إلى أن “قرارات الجامعة العربية ذات الصلة وأهمها القرار الخاص بصيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب الذي ينص في إحدى فقراته على الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني إلى الكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية بما في ذلك إلى أي ميليشيات أو مجموعات مسلحة غير نظامية، وهو قرار معتمد بإجماع الدول الأعضاء”.
وكان زكي قد قال السبت، في تصريحات لقناة “القاهرة الإخبارية”، إن الدول الأعضاء “توافقت” على إلغاء تسمية حزب الله ككيان إرهابي.
وأضاف: “كان هناك تسمية لحزب الله بأنه إرهابي في قرارات جامعة الدول العربية ولذلك كان التواصل معه منقطع.. عندما توافقت الدول الأعضاء بالجامعة بعدم استخدام هذه الصيغة فإن الطريق فتح أمامنا للتواصل” مع حزب الله.
وتابع أن جامعة الدول العربية “لا تملك قائمة بالمنظمات الإرهابية.. وليس هناك جهد لكي يتم تسمية كيانات معينة في هذا الاتجاه”.
من جانبه، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبوالغيط أن الأمانة العامة “تلتزم دومًا بالتنفيذ الكامل لقرارات الدول الأعضاء في كافة الموضوعات”، موضحاً أن التكليف الصادر لزكي بزيارة لبنان موفدًا شخصياً من جانبي للتواصل مع القوي السياسية اللبنانية “هو تنفيذ لقرارات مجلس الجامعة بشأن التضامن مع لبنان وتكليفها للامين العام في هذا الخصوص”.
في هذا السياق، رأت بعض الصحف اللبنانية أن خطوة الجامعة العربية من شأنها أن تساهم في إعادة مدّ جسور الحوار وتنظيم الخلاف مع الحزب، في حين رأى خبراء أن هذا التطور قد يساهم في ردع إسرائيل وقطع الطريق أمام إعطائها ذريعة لشن حرب على لبنان، خصوصاً وسط تصاعد التوتر بين حزب الله وإسرائيل على جانبي الحدود في الفترة الأخيرة.
وأفادت تقارير أن إعلان الأمين العام المساعد حسام زكي من بيروت عن إلغاء توصيف حزب الله بأنّه إرهابي، لا يمكن أن يتمّ من دون مباركة القاهرة وتغطيتها، وربطت هذه المسألة بما قيل إنه تحسّن للعلاقة بين القاهرة وحزب الله وأن ما عكس ذلك كان زيارة السفير المصري في بيروت علاء موسى لرئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد ضمن إطار التشاور الرئاسي.
ما من قرار؟
في مارس/آذار عام 2016، صنف وزراء الداخلية العرب ومجلس التعاون الخليجي حزب الله منظمة إرهابية، متهمين الحزب بزعزعة الاستقرار في المنطقة، في خطوة تحفظ عليها لبنان والعراق.
وقال محمد بن مبارك سيار، وكيل وزارة الخارجية البحرينية، الذي كانت تترأس بلاده دورة الجامعة العربية في ذلك الوقت: “يوجد عندنا قرار صادر من مجلس الجامعة يتضمن تسمية حزب الله إرهابي… مع تحفظ لبنان والعراق وملاحظة من الجزائر”.
رغم ذلك، قال زكي أنه “لم يكن هناك قرار أصلاً” يحمل رقماً معيناً أو صيغة معينة ضمن قرارات الجامعة العربية” بشكل قانوني كما هو معتاد في القرارات الرسمية للجامعة. وأوضح أن الوصف جاء “في إطار قرار بشأن التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية للدول العربية”، مضيفاً أن ذلك حدث “بدون أن يكون هناك قرار أو تصنيف أو قائمة منظمات إرهابية”.
الولايات المتحدة تعلّق
وسط هذه التطورات، كان للولايات المتحدة تعليق، إذ أكد نائب المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل، أن واشنطن ستواصل حث الحكومات في جميع أنحاء العالم على حظر حزب الله، أو تقييده.
وقال باتيل تعليقًا على قرار الجامعة العربية عدم اعتبار حزب الله منظمة إرهابية، “نعتقد أنه لا يوجد سبب لاتخاذ خطوات لإزالة هذا التصنيف، وليس هناك شك في أن حزب الله يظل منظمة إرهابية خطيرة، وقوة مزعزعة للاستقرار في الشرق الأوسط”.
وأشار في بيان، إلى أن 16 حكومة من جميع أنحاء العالم استجابت لدعوة حظر حزب الله أو تقييده منذ عام 2019.