في خاصرة العاصمة السورية.. جرمانا تخرج في احتجاجات على تردي الأوضاع الخدمية

خرج عشرات من أهالي جرمانا بريف دمشق باحتجاجات شعبية، وسط المدينة، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية وتفاقم أزمة المياه والكهرباء.

وتجمع المتظاهرون في ساحة الرئيس، ثم أكملوا في الشوارع الفرعية، قاطعين الطرقات الرئيسية في المدينة.

وبحسب المصادر المحلية فقد تمت إعادة التيار الكهربائي بعد الاحتجاجات في ريف دمشق.

لكن هناك العديد من المؤشرات بعد هذه الاحتجاجات في ريف دمشق، منها اقتراب رقعة الاحتجاجات في محيط العاصمة.

تحدثت أخبار الآن مع الكاتب السياسي السوري حافظ قرقوط حيث قال “النظام الذي اعتاد على الاستثمار في الأزمات ليحاصر الناس في سوريا، الآن أصبح غير قادر على تطويع الأزمات لصالحه بسبب تأزم الوضع الاقتصادي بشكل رئيسي، وكان النظام سابقاً يتعمد هذه الأساليب لكي يجعل الناس تلجأ إليه، لكن بسبب الفساد يبدو أن خزائن الدولة فارغة”.

وأكمل “احتجاجات جرمانا خرجت لمطالب خدمية، ولم يحصل أي إشكال حقيقي للمتظاهرين، لكن استدعى النظام وجهاء المدينة يحاولوا التواصل مع الناس الذي نزلوا في الحراك المدني”.

احتجاجات في العاصمة السورية على تردي الوضع المعيشي.. كيف تعامل معها النظام؟

الأحداث في مدينة جرمانا (الراصد)

امتصاص الغضب

حول هذا الموضوع قال قرقوط ” الغالبية العظمى من مدينة جرمانا هم من الدروز، والجميع يدرك أن التظاهرات في السويداء اليومية هم من الدروز، لذلك يتجنب النظام الصدام بشكل مباشر مع المحتجين واتجه بشكل مباشر لمحافظ ريف دمشق وأعاد التيار الكهربائي بشكل فوري”.

احتجاجات في العاصمة السورية على تردي الوضع المعيشي.. كيف تعامل معها النظام؟

وأكمل ” هنالك بعض الأصوات من المقربين من النظام من مدينة جرمانا تعطي السكان وعود أن النظام يعمل على خلق مشاريع صغيرة لأهل المدينة لكي تكتفي كل أسرة معيشياً وأنه سيتم تشكيل لجان لحل مشكلة المياه والكهرباء لحلها، وهذا نوع من امتصاص نقمة السكان، وأعتقد أن النظام لن يتجه لصدام حقيقي لكن يضل احتمالاً كبيراً مع تهالك الدولة وعجزها عن تقديم أبسط الخدمات للمواطنين، إضافة للفلتان الأمني الكبير الذي يعاني منه المواطنين، ما سيشكل مستقبلاً احتمالاً كبيراً في ارتفاع وتيرة الاحتجاجات، لكن سيتعامل معها النظام بدقة وحذر كونها تشكل خاصرة رخوة على طريق المطار وخلفها مدينة الغوطة”.

امتداد الحراك

في هذا الصدد قال قرقوط ” بسبب تردي الوضع المعيشي في سوريا قد تكون أي احتجاجات قريبة من العاصمة لها أثر أكبر من السويداء، لأنها قد تشجع الأحياء القريبة من الجنوب والشمال وهذه الحركات مغرية لأن كل الناس تعاني من أزمة اقتصادية حادة فالرواتب لا تكفي حتى لوسائل النقل”.

وأكمل “أرى أن استمرار الاحتجاجات في جرمانا بشكلها الخدمي وليس السياسي ستكون هي الأفضل وستكون منتشرة على الأغلب في العاصمة لأنها تمس العديد من الناس وهي مهمة في هذه المرحلة”.