خارطة الطريق من أجل هدنة في غزة.. ما موقف حماس وإسرائيل؟

تحاول قطر ومصر إقناع طرفي النزاع إسرائيل وحماس بالدخول في مفاوضات حول خطة لإنهاء الحرب المستمرة بينهما منذ عشرة أشهر مخلفة عشرات آلاف القتلى معظمهم من الفلسطينيين.

في أيار/مايو، حدد الرئيس الأمريكي جو بايدن لأول مرة ما قال إنها مبادرة إسرائيلية.

ويجري الوسطاء الآن اتصالات سرية مع طرفي النزاع اللذين أطلقا انتقادات دبلوماسية قبل محادثات هذا الأسبوع.

 

وفي ما يلي ما هو معلن عن تلك الجهود:

لماذا الآن؟

بعد عدة محاولات فاشلة لإنهاء الحرب، تزايدت المطالبة الدولية بوقف إطلاق النار.

وتسببت الحرب المستمرة منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر بتحول جزء كبير من قطاع غزة حيث يعيش 2,4 مليون شخص إلى أنقاض.

وتقول الأمم المتحدة إن الأطفال في قطاع غزة يموتون من سوء التغذية والجوع.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن لا شيء سيوقف السعي إلى القضاء على حماس وإعادة الرهائن.

ويواجه نتنياهو معارضة داخلية وضغوط دولية حتى من حليفته الرئيسية الولايات المتحدة.

واندلعت الحرب في 7 تشرين الأول/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق شنته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن 1195 قتيلا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

ومن بين 251 شخصا خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزة، بينهم 42 قضوا، بحسب الجيش الإسرائيلـي.

وردّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو متعهّدا القضاء على حماس وأدّى الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزّة حتّى الآن إلى مقتل 83243 شخصًا على الأقلّ غالبيّتهم مدنيّون بحسب وزارة الصحة في حكومة حماس.

ثلاث مراحل

في 31 أيار/مايو الماضي، قال بايدن إن إسرائيل تقترح “خارطة طريق” من ثلاث مراحل لوقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن في قطاع غزة.

وبحسب الخطة فإن المرحلة الأولى تستمر لستة أسابيع تتضمن وقفا كاملا ودائما لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة.

كما تتضمن إطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنين والجرحى مقابل “إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين” لدى إسرائيل وفق ما قاله الرئيس الأمريكي.

أما المرحلة الثانية، فقال بايدن إنه وفي حال اتفق الجانبان فسيتم التفاوض على “وقت دائم للأعمال العدائية”، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وانسحاب القوت الإسرائيلية من غزة.

وبحسب بايدن، يستمر العمل بوقف إطلاق النار طالما المفاوضات مستمرة.

وقال مسؤولون إن الوسطاء القطريين ركزوا على الدفع بوقف دائم للأعمال العدائية بينما شاركت مصر بشكل أكبر في ملف تبادل الرهائن وإدخال المساعدات إلى غزة.

في المرحلة الثالثة وعد بايدن أن يكون هناك “خطة إعادة إعمار كبرى لغزة” وإعادة رفات الرهائن القتلى.

إنجاز

ينظر إلى بدء المحادثات على أنه إنجاز، وقال دبلوماسي مطلع على جهود الوساطة “بالنظر إلى الكراهية وانعدام الثقة بين الطرفين فإن التحدي الأكبر سيكون حملهم على المشاركة في المحادثات”.

وتابع “لا يوجد ضمانات”.

الأسبوع الماضي زار رئيس الاستخبارات الخارجية الإسرائيلية (الموساد) ديفيد برنيع الدوحة، وأكد مكتب نتنياهو أنه لا تزال هناك “ثغرات”.

هذا الأسبوع، سينضم برنيع إلى رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك) المتواجد في القاهرة برفقة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز.

أما نتنياهو فيتمسك بمطالبه.

وقال مكتبه في بيان إن “أي اتفاق سيسمح لإسرائيل باستئناف القتال حتى تحقيق جميع أهداف الحرب”.

وأضاف البيان أن على الاتفاق أن يضمن “عدم تهريب الأسلحة إلى حماس من مصر” و”عدم عودة آلاف المسلحين إلى شمال قطاع غزة”.

وفيما يتعلق بحماس، فخففت من مطالبها بأن تلتزم إسرائيل بوقف دائم لإطلاق النار وتتهم حماس نتنياهو بالسعي إلى نسف جهود اتفاق الهدنة.

وحذر رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية من أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة غزة ورفح يهدد بإعادة “عملية التفاوض إلى المربع الأول”.

رهانات

إذا استمرت الحرب سيخسر الطرفان الكثير.

وحذر الرئيس الأمريكي حليفه بأن “الحرب إلى أجل غير مسمى سعيا وراء مفهوم غير محدد للنصر الكامل لن تؤدي إلا إلى تعثر إسرائيل في غزة واستنزاف الموارد الاقتصادية والعسكرية والبشرية وزيادة عزلة إسرائيل في العالم”.

لدى كلا الجانبين الكثير ليخسره إذا استمر الصراع.

وقال خبراء إن حماس تقاتل من أجل وجودها وأنها قادرة على البقاء.

ورأى المتخصص في شؤون الشرق الاوسط في مركز أبحاث المجلس الأطلسي أحمد فؤاد الخطيب إن إسرائيل لا تستطيع القضاء على حماس.

وأضاف “لا توجد بدائل فورية قابلة للتطبيق لتحدي الجماعة بسبب فشل التخطيط الإسرائيلي للحرب وترسخ حماس العميق في المجتمع الفلسطيني”.