العملية الإسرائيلية في حي الشجاعية استمرت أسبوعين وخلفت دمارا هائلا
أعلن الجيش الإسرائيلي مساء الأربعاء أنه أنهى “عملياته” في حي الشجاعية شرق مدينة غزة الذي شهد معارك عنيفة خلال الأسبوعين الماضيين.
وقال الجيش في بيان أن عملياته أفضت إلى تدمير “ثمانية أنفاق” و”القضاء على العشرات من الإرهابيين وتدمير مجمعات قتالية ومبان مفخّخة”.
وتوسّع الهجوم في الشجاعية الذي شاركت فيه وحدات إسرائيلية خاصة الإثنين إلى وسط مدينة غزة.
مدينة أشباح
وتحدث الناطق باسم الدفاع المدني في غزة محمود بصل عن “تدمير هائل للبنية التحية والمربعات السكنية في حي الشجاعية” الذي تحول إلى “مدينة أشباح”.
وأوضح في بيان “نقول للعالم للمرة المليون أنّ الحقيقة في قطاع غزة مأساوية”، مناشداً “المؤسسات الدولية ومنظمات حقوق الانسان التحرّك”.
وأضاف: “نكاد نجزم بأن المنطقة التي تواجد بها الاحتلال لا يوجد فيها بيت يصلح للحياة، بمعنى أنها أصبحت غير صالحة للسكن بعد تدمير كل شيء”.
وتابع: “وصلتنا مناشدات منذ دخول قوات الاحتلال إلى حي الشجاعية، لكننا لم نستطع الوصول جراء كثافة النيران الإسرائيلية”.
ودمر الجيش الإسرائيلي مربعات سكنية بالكامل وجرف شوارع، واستهدف البنية التحتية في تلك المنطقة الجغرافية الشرقية بمدينة غزة.
وكان حي الشجاعية مزارا لسكان مدينة غزة، حيث يضم أكبر أسواق القطاع، وهو “سوق الشجاعية” الذي كان يجذب جميع السكان لشراء مشترياتهم وتلبية احتياجاتهم اليومية.
لكن، وبعد العملية العسكرية الإسرائيلية، يخيم الخراب بحسب صور في جميع مناطق الشجاعية، إلى جانب دمار في المساجد التي كانت مركزا للروحانية والتجمع بين الفلسطينيين.
منشورات تدعو للإخلاء
وألقى الجيش الإسرائيلي الأربعاء آلاف المناشير باللغة العربية على مدينة غزة موجّهة إلى “كل الموجودين في مدينة غزة” تحدّد “طرقا آمنة” رسمت عليها أسهم تشير إلى ممرات الخروج من المدينة نحو الجنوب. وحذّر الجيش من أنّ “مدينة غزة سوف تبقى منطقة قتال خطيرة”.
وأفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أنه وفقا لتقديراتهم، ما يصل إلى 350 ألف شخص لا يزالون داخل مدينة غزة.
وشنت القوات الإسرائيلية هجوما بريا في بداية أيار/مايو على رفح، عند الحدود مع مصر، والتي قدمتها إسرائيل آنذاك على أنها آخر معقل لحماس. لكن منذ ذلك الحين تزايدت الاشتباكات بين الجنود الإسرائيليين والمقاتلين الفلسطينيين في شمال قطاع غزة ووسطه.
والأحد دخلت الحرب في غزة شهرها العاشر.
واندلعت الحرب في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن 1195 قتيلاً معظمهم مدنيّون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.
ومن بين 251 شخصاً خُطفوا خلال الهجوم، ما زال 116 محتجزين رهائن في غزّة، بينهم 42 لقوا حتفهم، حسب الجيش الإسرائيلي.
وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة في قطاع غزّة تسبّبت بمقتل 38295 شخصًا على الأقلّ غالبيتهم مدنيون، بحسب وزارة الصحة في حكومة حماس.