الفلسطينيون الفارون من شرق خان يونس لا يجدون مكانا يأوون إليه
أفادت مصادر طبية بارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي المكثف على المناطق الشرقية من خان يونس جنوب قطاع غزة، إلى 71 شهيدا، ونحو 200 مصاب، بالتزامن مع نزوح قسري في ظل أوضاع إنسانية وطبية كارثية.
وشنت قوات الجيش الإسرائيلي اليوم الاثنين، غارات كثيفة على المناطق الشرقية من مدينة خان يونس، ما أسفر عن استشهاد عشرات المواطنين، وإصابة نحو 200 آخرين.
وشهدت المناطق الشرقية من خان يونس حركة نزوح واسعة للمواطنين الذين فروا تحت غارات الاحتلال الإسرائيلي إلى أماكن أخرى بعيدة عن مناطق الاستهداف، مشيا أو باستخدام وسائل نقل بدائية.
وكانت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني قد أعلنت في وقت سابق من مساء اليوم خروج عيادتي معن وبني سهيلا التابعتين لها، عن الخدمة، بسبب وقوعهما في مناطق شرق خان يونس التي أخطرها الاحتلال بالإخلاء.
وفر مئات الفلسطينيين المذعورين صباح الإثنين بعدما طلب الجيش الإسرائيلي إخلاء الجزء الشرقي من خان يونس قبل شن عملية “كبيرة” فيه، لكن المنطقة التي طلب منهم التوجه إليها مكتظة ولا تتسع للنازحين الجدد.
قبل هجومها على رفح في أيار/مايو، أجبرت القوات الإسرائيلية مليون شخص على النزوح شمالا إلى المواصي التي أعلنت أنها أقامت فيها “منطقة إنسانية”.
لكنها عادت وأمرت السكان الإثنين بإخلاء جزء من المنطقة في شرق خان يونس، بعد أن قالت إن صواريخ أطلقت منها باتجاه إسرائيل.
عملية كبيرة
وقال الجيش في بيان “بسبب النشاط الكبير وإطلاق الصواريخ في اتجاه دولة إسرائيل من الجزء الشرقي من المنطقة الإنسانية في قطاع غزة، أصبح البقاء في هذه المنطقة خطرا”.
وأضاف أنه يعد “لعملية كبيرة”، داعيا السكان المتبقين في الأحياء الشرقية لمدينة خان يونس “بإخلائها مؤقتا إلى المنطقة الإنسانية المستحدثة في المواصي”.
شهدت الأشهر القليلة الماضية، عمليات مكثفة للجيش الإسرائيلي في عدة مناطق في غزة بعد إعلانها خالية من مقاتلي حماس.
ونفذ الجيش عملية واسعة في خان يونس استمرت عدة أشهر، حولت مساحات واسعة من المدينة إلى أنقاض وتسببت بنزوح عشرات الآلاف.
وقال الجيش “سيتم تحديث المنطقة الإنسانية … وفقا لمعلومات استخباراتية دقيقة تشير إلى أن حماس أقامت منشآت في المنطقة المصنفة على أنها منطقة إنسانية”.
تعرضت المواصي مؤخرا لعدة غارات كان بينها غارة دامية استهدفت إسرائيل من خلالها قائد كتائب عز الدين القسام محمد الضيف ونائبه.
وأعرب الكثير عن ترددهم في التوجه للمواصي خاصة بعد هذه الغارة التي أوقعت في 13 تموز/يوليو 92 قتيلا على الأقل وأصابت أكثر من 300، بحسب أرقام صادرة عن وزارة الصحة التابعة لحماس.
وتحدث سكان شرق خان يونس والمناطق المجاورة لفرانس برس عن مشاهد الذعر صباح الاثنين.
توجه يوسف أبو طعيمة (27 عاما) من القرارة في خان يونس مع عائلته إلى المواصي لكن المنطقة كانت تعج بالنازحين.
وقال “لا يوجد مكان. المنطقة مزدحمة بالناس لا مكان لإقامة خيمة ولا يوجد بيوت ننزل فيها، سنبقى في الشارع. حتى الأرصفة عليها ناس وخيم. مللنا. يكفي تشريد وهجرة”.
وأضاف “خرجنا وهناك قصف من الطيران والدبابات ومسيرات”، موضحا أنه رأى “شهداء نقلوا بعربة توكتوك وعربة يجرها حمار إلى مستشفى ناصر، قصفوا البيوت والناس موجودة في البيوت”.