اغتيال إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران

أعلن الحرس الثوري الإيراني أن الزعيم السياسي لحماس إسماعيل هنية قُتل في طهران مع أحد حراسه الشخصيين، فيما قالت حماس إنه قضى في غارة إسرائيلية.

وجاء في بيان صادر عن الحرس الثوري الإيراني نشره موقعه الإلكتروني أن “مقر إقامة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، تعرض للقصف في طهران، ونتيجة لذلك “استشهد” هو وأحد حراسه الشخصيين”.

وقال الحرس الثوري إنه “يجري التحقيق في الواقعة”.

من هو إسماعيل هنية؟

ترأس إسماعيل هنية، رئيس حماس السياسي، حكومة السلطة الفلسطينية بعد فوز حماس بتشريعيات 2006، إلى أن أقاله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في يونيو 2007. وانتخب رئيسا للمكتب السياسي لحماس في مايو 2017.

النشأة

ولد إسماعيل عبد السلام أحمد هنية يوم 23 يناير 1962 في غزة بمخيم الشاطئ للاجئين، كانت أسرته قد لجأت إليه من قرية الجورة قضاء مدينة عسقلان.

الدراسة

درس الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وحصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر، ثم التحق بالجامعة الإسلامية في غزة عام 1987، وتخرج فيها مُجازا في الأدب العربي.

برز هنية خلال مرحلة الدراسة الجامعية عضوا نشطا في مجلس اتحاد الطلبة، إلى جانب اهتمامه بالأنشطة الرياضية.

شغل إسماعيل هنية عدة وظائف في الجامعة الإسلامية بغزة قبل أن يصبح عميدا لها عام 1992، كما تولى عام 1997 رئاسة مكتب الشيخ أحمد ياسين بعد إفراج إسرائيل عنه.

من هو إسماعيل هنية الذي استهدفته إسرائيل؟

التجربة السياسية

اعتقلت السلطات الإسرائيلية إسماعيل هنية للمرة الأولى عام 1987 بُعيد اندلاع الانتفاضة الفلسطينية، ولبث في السجن 18 يوما، ثم اعتقل للمرة الثانية عام 1988 لمدة ستة أشهر.

دخل هنية السجن الإسرائيلي مجددا عام 1989 بتهمة الانتماء إلى حماس، حيث أمضى ثلاث سنوات معتقلا، وبعدها نفي إلى منطقة مرج الزهور في جنوبي لبنان، لكنه عاد إلى قطاع غزة بعد قضائه عاما في المنفى إثر توقيع اتفاق أوسلو، وأصبح رئيس الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة.

ترأس هنية قائمة التغيير والإصلاح التي حصدت أغلبية مقاعد المجلس التشريعي الفلسطيني في الانتخابات التشريعية المنظمة مطلع يناير 2006، وأصبح رئيسا للحكومة الفلسطينية التي شكلتها حماس في فبراير 2006.

تعرض لمحاولات اغتيال، حيث جُرحت يده يوم 6 سبتمبر 2003 إثر غارة إسرائيلية استهدفت بعض قياديي حماس من بينهم الشيخ أحمد ياسين، ومنع من دخول غزة بعد عودته من جولة دولية يوم 14 أكتوبر 2006.

كما تعرض موكبه لإطلاق نار في غزة يوم 20 أكتوبر 2006 أثناء صدام مسلح بين حركتي فتح وحماس، واستهدفت إسرائيل منزله في غزة بالقصف في حروبها على غزة سعيا لاغتياله.

أقاله رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس يوم 14 يونيو 2007 بعد سيطرة كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس) على مراكز الأجهزة الأمنية في قطاع غزة حسما لانفلات أمني دام شهورا في القطاع، وقد رفض هنية هذا القرار وواصل رئاسة ما أصبح يسمى “الحكومة المقالة” التي تتخذ من غزة مقرا لها.

رئاسة حماس

اختاره مجلس شورى حماس رئيسا لمكتبها السياسي يوم 6 مايو 2017 بعد انتخابات متزامنة أجريت في العاصمة القطرية الدوحة وغزة عبر نظام الربط التلفزيوني (الفيديو كونفرنس).

وكان يُفترض أن يسافر عدد من قادة حماس من غزة إلى قطر -وعلى رأسهم هنية- للمشاركة في الانتخابات، إلا أن إغلاق معبر رفح خلال الأيام السابقة على عملية الانتخاب حال دون ذلك.

وجرت الانتخابات بين ثلاثة من القادة، وهم إسماعيل هنية وموسى أبو مرزوق نائبا خالد مشعل، والعضو السابق في المكتب السياسي محمد نزال.

على قوائم “الإرهاب”

أدرجت وزارة الخارجية الأمريكية يوم 31 يناير 2018 اسم إسماعيل هنية على “قوائم الإرهاب”، جاء هذا القرار في فترة توتر الأوضاع بين واشنطن والفلسطينيين بسبب قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وهو القرار الذي أصدره الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب.

ووصفت حماس القرار بأنه “مثير للسخرية”، وأضافت “كأننا كفلسطينيين نبحث عن شهادة حسن سلوك عند أمريكا”.

طوفان الأقصى

أعلن محمد الضيف، قائد كتائب عز الدين القسام، عن عملية “طوفان الأقصى” يوم 7 أكتوبر 2023، والتي شملت هجوماً برياً وبحرياً وجوياً وتسللاً لعدة مستوطنات في غلاف غزة، ورد الجيش الإسرائيلي على هذه العملية بإطلاق عملية عسكرية ضد قطاع غزة سماها عملية “السيوف الحديدية”، وبدأها بقصف جوي مكثف على القطاع، وإجلاء لكامل المستوطنين من الغلاف.

وشنت طائرات الاحتلال غارات عنيفة على عدة أهداف في قطاع غزة صباح اليوم التالي من المعركة. واستهدفت منازل قيادات حماس.

وقصفت الطائرات الإسرائيلية يوم 10 نوفمبر 2023، حفيدة هنية أثناء تواجدها في مدرسة تؤوي النازحين، وبعد نحو 10 أيام قُتل الحفيد الأكبر لهنية بعد تنفيذ ضربة جوية إسرائيلية على منزله.

واعتقلت الشرطة الإسرائيلية يوم 1 أبريل 2024 إحدى شقيقات هنية قرب مدينة بئر السبع في النقب بتهم تشمل التواصل مع أعضاء في حماس.

كما قتلت القوات الإسرائيلية 3 من أبناء إسماعيل هنية يوم 10 أبريل 2024 كانوا على متن سيارة مع 5 من أبنائهم في عيد الفطر.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن قتل أبناء هنية كان عملية اغتيال بالتخطيط مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).

مذكرة اعتقال

أعلن كريم خان، المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، يوم 20 مايو 2024 تقديمه طلبا للمحكمة لاستصدار أمر اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع في حكومته يوآف غالانت، وكذا في حق إسماعيل هنية والضيف ورئيس حماس في غزة يحيى السنوار بتهم ارتكابهم جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية عقب أحداث أكتوبر 2023.

وقال خان إن هناك أسبابا معقولة للاعتقاد أن كلا من السنوار والضيف وهنية مسؤولون عن ارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية في إسرائيل، حسب تعبيره.

وتعليقا على هذا القرار، قال سامي أبو زهري القيادي في حماس لرويترز، إن قرار الجنائية الدولية طلب إصدار مذكرة اعتقال بحق 3 من قادة حماس الفلسطينية “مساواة بين الضحية والجلاد”.