بسبب النزاع في السودان.. المجاعة مستمرة في مخيم زمزم
دفعت الحرب المستمرة في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع بمخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور إلى المجاعة، وفق ما أفاد تقرير مدعوم من الأمم المتحدة.
وخلصت مراجعة التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي التي تستخدمها وكالات الأمم المتحدة، إلى أن “المجاعة لا تزال مستمرة في تموز/يوليو 2024 في مخيم زمزم”.
خريطة توضح موقع مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور.
وأشارت إلى أن “العوامل الرئيسية للمجاعة في مخيم زمزم هي النزاع وعدم القدرة على إيصال المساعدات الإنسانية”.
وذكرت منظمة “بلان إنترناشونال” أن “أحدث تقرير للتصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي يؤكد ما كنا نخشاه نحن وزملاؤنا العاملون في المجال الإنساني منذ شهور: أن الأطفال في السودان، بعد أن تحملوا أكثر من عام من النزاع المروع، يموتون الآن جوعا”.
وقال محمد قزلباش المدير القطري للمنظمة إن مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور الذي استضاف نحو 300 ألف شخص “تضخم حتى بات يؤوي نصف مليون شخص في أسابيع قليلة” بسبب القتال في الفاشر القريبة.
وفر العديد من السكان من القتال العنيف في الفاشر، المدينة الرئيسية الوحيدة في منطقة دارفور الشاسعة غرب السودان التي لا تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع.
اشتباكات السودان
واندلعت المعارك في السودان في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. وفي حين لم تتّضح الحصيلة الفعلية للنزاع، تفيد تقديرات بأنها تصل إلى “150 ألفا” وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان توم بيرييلو.
ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة. وتسببت المعارك بدمار واسع في البنية التحتية للبلاد، وخرج أكثر من ثلاثة أرباع المرافق الصحية عن الخدمة.
وبينما انزلقت البلاد إلى ما وصفته الأمم المتحدة بـ”واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في الذاكرة الحديثة”، تم تعليق غالبية عمليات الإغاثة بسبب العنف.
وأشار التقرير إلى أن مطار الفاشر “غير صالح لإيصال المساعدات الإنسانية بسبب انعدام الأمن”، مشيرا إلى أن “آخر شحنة من المساعدات الغذائية إلى مخيم زمزم كانت في نيسان/أبريل”.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود” الشهر الماضي إن 63 ألف طفل في مخيم زمزم “يصنفون على أنهم يعانون سوء تغذية”، و10% منهم “يعانون سوء تغذية حادًا”.
وحذرت منظمة “سايف ذا تشيلدرن” الخميس من أن “الوقت ينفد في السودان لإبقاء الأطفال على قيد الحياة”.