رئيس وفد السودان: المشاورات مع الولايات المتحدة انتهت دون اتفاق
عاد وفد السودان الأحد من جدة إلى بورت سودان، من دون إحراز أي تقدم في المفاوضات التي أجراها مع الجانب الأمريكي.
وقال رئيس الوفد السوداني، محمد بشير أبو نمو، إن المشاورات مع الولايات المتحدة انتهت دون التوصل لاتفاق بشأن ما إذا كان وفدًا يمثل الجيش أم الحكومة، سيشارك في محادثات السلام المقررة في جنيف يوم 14 أغسطس آب.
وكان وفدًا سودانيًا وصل الجمعة إلى جدة، ليناقش مع الوسطاء الأمريكيين، شروط مشاركة الحكومة السودانية في مفاوضات وقف إطلاق النار المقررة في 14 آب/اغسطس في جنيف، وفق ما أعلنت السلطات السودانية ودبلوماسي سوداني.
وإلى ذلك، لم يتفق الجانبان على بعض القضايا، وتمسك الوفد الحكومي بعدم مشاركة منظمة الإيغاد في مفاوضات جنيف، والمقرر في الأربعاء المقبل، الـ14 من أغسطس.
ونهاية تموز/يوليو، دعت واشنطن الجيش وقوات الدعم السريع إلى هذه المفاوضات من أجل التوصل الى وقف لإطلاق النار.
وسبق أن أطلقت جهود وساطة لإنهاء الصراع في السودان من دون إحراز أي تقدم.
وصمة عار
وعلى الصعيدِ الإنساني، وصفت الأمم المتحدة تفشي المجاعة في مخيم للنازحين في السودان بأنه “وصمة عار” على ضمير المجتمع الدولي الذي فشل في منعها على الرغم من تحذيرات عدة.
في الأسبوع الماضي أعلنت هيئة دولية مكلّفة تقييم الأمن الغذائي أن مخيم زمزم القريب من مدينة الفاشر المحاصرة في دارفور يشهد مجاعة.
خريطة توضح موقع مدينة الفاشر السودانية
وكانت تلك المرة الأولى التي تؤكد فيها الهيئة وقوع مجاعة منذ أكثر من 7 سنوات، والثالثة فقط منذ إطلاق نظامها الرصدي قبل عقدين، وفق تصريحات لستيفن أومولو، مساعد المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، أدلى بها خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
وقال أومولو “أشرنا بوضوح إلى أن خطر وقوع مجاعة حقيقي وكبير.. لكن تحذيراتنا لم تلق آذانا صاغية”.
ولفت إلى أن “هذه الأزمة الإنسانية لم تحظ بالاهتمام السياسي والدبلوماسي الذي تتطلبه بشدة”، آملا أن يكون إعلان المجاعة “بمثابة جرس إنذار للمجتمع الدولي”.
من جهتها، قالت مديرة العمليات والمناصرة في مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إيديم وسورنو “عندما تحدث المجاعة، فهذا يعني أننا تأخرنا كثيرا. وهذا يعني أننا لم نفعل ما يكفي. وهذا يعني أننا، المجتمع الدولي، فشلنا”.
وأضافت “هذه أزمة من صنع الإنسان بالكامل، ووصمة عار على ضميرنا الجماعي”.
حرب السودان
ويشهد السودان حربا اندلعت في نيسان/أبريل 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو.
وأسفرت الحرب عن عشرات آلاف القتلى. ونزح أكثر من عشرة ملايين شخص داخل السودان أو لجأوا إلى البلدان المجاورة منذ اندلاع المعارك، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.
وشدّد أومولو على أن وقف إطلاق النار يبقى “الحل الوحيد المستدام الذي يمنع تفشيا أكبر للمجاعة”.
وحضّ مجلس الأمن على المساعدة في “ضمان قدرتنا على القيام بعملنا بشكل فعال، ومن دون تدخل”.
وندّد المسؤولان بعراقيل يضعها طرفا النزاع أمام إيصال المساعدات الإنسانية، ودعوا إلى فتح معبر أدري بين تشاد ودارفور المغلق منذ أشهر.
وأجبرت الحرب أكثر من 11 مليون شخص على النزوح داخل السودان وعبر الحدود، وفقا للأمم المتحدة، ودمرت البنية التحتية ودفعت البلاد إلى حافة المجاعة.
ويواجه نحو 25,6 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان، مستويات مرتفعة من “انعدام الأمن الغذائي الحاد”، وفق ما كشف في حزيران/يونيو تقرير تدعمه الأمم المتحدة.
والمعسكران متّهمان بارتكاب جرائم حرب، لا سيما باستهداف المدنيين والقصف العشوائي للمناطق السكنية ونهب المساعدات الإنسانية الحيوية أو عرقلة وصولها إلى من يحتاجون إليها.