ما الشروط التي رفضتها حماس بمفاوضات الدوحة؟
رفضت حماس “شروطا جديدة” قالت إن إسرائيل وضعتها في الاتفاق المقترح في الدوحة خلال يومين من المفاوضات حول هدنة في قطاع غزة، وفق ما قال مسؤولان فيها لوكالة فرانس برس.
وقال مصدر قيادي إن الوفد الإسرائيلي “وضع شروطا جديدة في سياق نهجه للتعطيل مثل إصراره على إبقاء قوات عسكرية في منطقة الشريط الحدودي مع مصر – محور فيلادلفيا، وطلب أن يكون له الحق بوضع فيتو على أسماء أسرى وإبعاد أسرى آخرين خارج فلسطين”.
وشدّد على أن حماس “لن تقبل بأقل من وقف كامل للنار والانسحاب الكامل من القطاع وعودة طبيعية للنازحين، وصفقة تبادل بدون قيود وشروط”.
ولا تشارك حماس في مفاوضات الدوحة التي جمعت مسؤولين مصريين وقطريين ومدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إضافة إلى رئيسي جهازي الاستخبارات الخارجية (موساد) دافيد برنيع والداخلية (شين بيت) رونين بار الإسرائيليين.
لكنّ حماس على تواصل دائم مع الوسطاء الذين أرسلوا اليها نهاية الجمعة ما قدموه على أنه اقتراح تسوية “يسدّ الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بتنفيذ” وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث تتواصل الحرب منذ أكثر من عشرة أشهر.
وأضاف المصدر القيادي في حماس لوكالة فرانس برس أن هذا الاقتراح “لا يتضمن الالتزام بما تم الاتفاق عليه يوم 2 تموز/يوليو الماضي”.
وتقول حماس إنها وافقت في 2 تموز/يوليو على المقترح الذي قدّمه الرئيس الأمريكي جو بايدن في نهاية أيار/مايو والذي من شأنه أن يؤدي إلى “وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن” المحتجزين في غزة منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر.
من جهته، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في مكالمة هاتفية مع نظيره الأمريكي لويد أوستن إن التوصل إلى اتفاق هو “ضرورة أخلاقية” و”أولوية استراتيجية”، بحسب بيان صادر عن مكتبه.
من جانبه دعا رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الوسطاء إلى “الضغط” على حماس بهدف التوصل إلى اتفاق.
الدول الوسيطة تقدّم “مقترحا جديدا” لهدنة في قطاع غزة
أعلنت الولايات المتحدة وقطر ومصر تقديم مقترح جديد خلال محادثات الدوحة التي استمرت يومين “يقلّص الفجوات” بين إسرائيل وحماس التي أعلنت رفضه.
وقال بيان مشترك صدر عن الدول الثلاث إن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل في القاهرة، في وقت تتواصل الضغوط الدبلوماسية لتجنّب اتساع رقعة الحرب إقليميا بعد تصاعد التوتر خلال الأسابيع الماضية بين إيران وحزب الله مع إسرائيل.
وجاء في البيان “على مدى الـ 48 ساعة الماضية في الدوحة، انخرط كبار المسؤولين من حكوماتنا في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين.. كانت هذه المحادثات جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية”.
وتابع أن الولايات المتحدة الأمريكية قدّمت خلال الاجتماع بدعم من قطر ومصر “لكلا الطرفين اقتراحا يقلّص الفجوات بينهما ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس (الأمريكي جو) بايدن في 31 أيار/مايو، موضحا أن الاقتراح “يسدّ الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق”.
وأعلن أن المفاوضين سيجتمعون “مّرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل آملين التوصل إلى اتفاق وفقا للشروط المطروحة اليوم”.
“ممنوع مهاجمة إسرائيل”
ويأتي هذا البيان في ظلّ تكثيف المساعي الدبلوماسية في أعقاب تهديدات إيران وحزب الله بمهاجمة إسرائيل ردا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في ضربة نسبت الى إسرائيل، وذلك بعد ساعات من مقتل القائد العسكري في حزب الله فؤاد شكر في ضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وتعهّدت طهران بـ”الثأر” لمقتل هنية، وحزب الله بالردّ على مقتل شكر.
غير أنّ الرئيس الأمريكي جو بايدن اعتبر أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة قد يدفع إيران الى الامتناع عن شنّ هجوم على إسرائيل.
وأكد بايدن أن التوصل إلى اتفاق في شأن وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن في قطاع غزة بات “أقرب من أي وقت مضى”.
وقال على هامش احتفال في المكتب البيضوي “لم نتوصل بعد إلى اتفاق”، لكنه تدارك أن بلوغ تسوية بات أكثر قربا “مما كان عليه (الوضع) قبل ثلاثة أيام”.