فريق إسرائيل المفاوض يتحدث عن “تفاؤل حذر” بشأن إبرام صفقة
أعرب المفاوضون الإسرائيليون العائدون من مفاوضات في الدوحة حول وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن في غزة، “عن تفاؤلهم الحذر” لبنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي.
أفاد بذلك بيان رسمي صدر عن مكتب نتنياهو، غداة اختتام جولة محادثات بالدوحة بإعلان الوسطاء أن الولايات المتحدة قدمت مقترحا جديدا لتقليص الفجوات بين إسرائيل وحركة “حماس”، كاشفين عن محادثات أخرى بالقاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل للمضي قدما في جهود التوصل إلى اتفاق.
وأضاف المكتب في بيان “هناك أمل أن يتيح الضغط الكبير للولايات المتحدة والوسطاء على حماس، أن تتراجع عن معارضتها للاقتراح الأمريكي الذي يتضمن عناصر مقبولة لدى إسرائيل”.
وكانت حماس رفضت الجمعة “شروطا جديدة” يتضمنها الاقتراح، ونددت السبت بما وصفتها بـ”إملاءات أمريكية”.
وبعد مباحثات ليومين غابت عنها الحركة الفلسطينية، أعلنت دول الوساطة الولايات المتحدة وقطر ومصر تقديم مقترح جديد “يقلّص الفجوات” بين إسرائيل وحماس لوقف النار في الحرب المتواصلة منذ أكثر من عشرة أشهر، والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
مفاوضات القاهرة
وقالت الدول الثلاث في بيان مشترك إن المفاوضات ستستأنف الأسبوع المقبل في القاهرة، في وقت تتواصل الضغوط الدبلوماسية لتجنّب اتساع رقعة الحرب إقليميا بعد تصاعد التوتر خلال الأسابيع الماضية بين إيران وحزب الله مع إسرائيل.
وجاء في البيان “على مدى الـ48 ساعة الماضية في الدوحة، انخرط كبار المسؤولين من حكوماتنا في محادثات مكثفة كوسطاء بهدف إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة والإفراج عن الرهائن والمحتجزين. كانت هذه المحادثات جادة وبناءة وأُجريت في أجواء إيجابية”.
وتابع أن الولايات المتحدة قدّمت خلال الاجتماع بدعم من قطر ومصر “لكلا الطرفين اقتراحا يقلّص الفجوات بينهما ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس (الأميركي جو) بايدن في 31 أيار/مايو، موضحا أن الاقتراح “يسدّ الفجوات المتبقية بالطريقة التي تسمح بالتنفيذ السريع للاتفاق”.
وأعلن أن المفاوضين سيجتمعون “مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل آملين في التوصل إلى اتفاق وفقا للشروط المطروحة اليوم”.
اتفاق قريب
وأكد الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الاتفاق بات “أقرب من أي وقت مضى”، وأنه سيرسل وزير خارجيته أنتوني بلينكن الى إسرائيل نهاية هذا الأسبوع، في وقت تتكثف الجهود لتجنّب اتساع رقعة الحرب إقليميا بعد تصاعد التوتر بين إيران وحلفائها من جهة، وإسرائيل وحلفائها من جهة أخرى.
الا أن القيادي في حماس سامي أبو زهري رأى في بيان لوكالة فرانس برس أن “الحديث عن قرب التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار هو وهم”.
وشدد على أن “الاحتلال يواصل عرقلة كل المساعي لإتمام أي اتفاق”، مضيفا “لسنا أمام اتفاق أو مفاوضات حقيقية، بل أمام فرض إملاءات أمريكية”.
التطورات الميدانية
توازيا، أعلن الدفاع المدني في غزة أن 15 شخصا من عائلة واحدة، بينهم تسعة أطفال وثلاث نساء، قتلوا في قصف جوي إسرائيلي في ساعة مبكرة السبت.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني محمود بصل إن القصف طال منزل لعائلة العجلة في حيّ الزويدة بوسط غزة.
وعمل أشخاص على انتشال الجثث، ووقف شبان فوق الركام واستخدموا مطرقة كبيرة لتفتيت كتل اسمنتية والبحث عن الضحايا، وفق فيديو لفرانس برس.
وقال الشاهد أحمد ابو الغول “نحو الساعة الأولى صباحا، قاموا بضرب ثلاثة صواريخ فجأة مباشرة على المنزل. كلهم أطفال ونساء”.
بدوره، قال شاهد العيان عمر الدريملي “نحن الآن في المشرحة نرى مشاهد لا توصف… أشلاء ورؤوس مقطعة وأطفال”.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي السبت “القضاء على عدد” من المسلحين وسط القطاع.
وأكد شنّ غارات جوية “على حوالى 40 هدفًا إرهابيًا، من بينها مبانٍ عسكرية، مستودعات أسلحة وغيرها” خلال الساعات الماضية.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه “تلقى معلومات عن مقتل مدنيين في منزل بسبب الضربة” وهو “يجري تحقيقا”.
واضاف أنه “استهدف بنى تحتية إرهابية في وسط قطاع غزة أطلق منها عدد كبير من الصواريخ في الأسابيع الاخيرة في اتجاه دولة اسرائيل والقوات الإسرائيلية العاملة في المنطقة”.
إلى ذلك أفاد شهود عيان باستهداف أبراج سكنية في مدينة حمد في خان يونس. كذلك تحدّث آخرون عن قصف عنيف بواسطة الدبابات الإسرائيلية لأنحاء شمال المدينة.