العملية الإسرائيلية تتم بمشاركة سلاح الجو وقوات من أربع كتائب مقاتلة في الميدان
ارتفع عدد قتلى العملية العسكرية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية المحتلة، إلى 9 فلسطينيين، فجر الأربعاء، مع استمرار القوات الإسرائيلية في محاصرة المستشفيات في جنين وطولكرم.
وبحسب وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا”، فرضت القوات الإسرائيلية بتعزيزات عسكرية حصارا على مدن جنين وطوباس وطولكرم، كما أعاقت عمل فرق الإسعاف بشكل متعمد، ومنعتها من الوصول إلى المصابين في الأماكن التي استهدفتها.
وتصعيد الاحتلال عدوانه على محافظات الضفة الغربية، يأتي تنفيذا لتصريحات وزير الخارجية الاحتلال يسرائيل كاتس بأنه “يجب التعامل مع التهديد في الضفة مثل غزة، وتنفيذ إخلاء للسكان، هذه حرب على كل شيء”.
وبمقتل المواطنين التسعة في جنين وطوباس، يرتفع عدد القتلى في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 إلى 660 شهيدا.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية الرسمية أن هذه العملية هي الأوسع من نوعها منذ عملية “السور الواقي” عام 2002 وتتم “بمشاركة سلاح الجو وقوات من أربع كتائب مقاتلة” في الميدان.
وقالت مصادر محلية، ان عددا كبير من الآليات العسكرية اقتحمت مدينة جنين من حاجز الجلمة العسكري، ووصلت إلى محيط مستشفى جنين الحكومي، فيما تمركزت قوة عسكرية بالقرب من مستشفى ابن سينا وسط اندلاع مواجهات.
وعلى صعيد متصل، قتل ثلاثة فلسطينيين بعد قصف مسيرة إسرائيلية مركبة في قرية صير جنوب شرق جنين، فجر الأربعاء.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن طواقمه انتشلت ثلاث جثث من داخل المركبة المقصوفة بين قريتي صير ومسلية وجاري نقلهم الى المستشفى.
إلى ذلك، تواصل قوات الاحتلال عدوانها على مخيم نور شمس شرق مدينة طولكرم، حيث ألحقت دمارا واسعا في بنيته التحتية وممتلكات المواطنين، وأخطرت المواطنين بمغادرته خلال أربع ساعات، وأقامت نقطة عسكرية في حارة المسلخ لتفتيشهم، قبل المغادرة.
ودمرت الجرافات الإسرائيلية خط المياه الرئيسي المغذي للمخيم، ما تسبب في انقطاع المياه عنه، ورافق ذلك تجريف واسع ودمار كبير في البنية التحتية لمداخله وشوارعه الرئيسية وممتلكات المواطنين على طول شارع نابلس المحاذي للمخيم.
ودفعت تلك القوات بعشرات الآليات تجاه المخيم، المدعومة بالجرافات الثقيلة، وفرضت طوقاً عسكرياً مشددا عليه، ونشرت قناصتها على أسطح البنايات المرتفعة المحيطة به.
وتتمركز آليات الاحتلال ودورياته الراجلة في مختلف أحياء مخيم نور شمس وتحديدا في جبلي النصر والصالحين، وحارة العيادة، ومختلف مداخله، حيث تقتحم منازل المواطنين وتفتشها وتُخضع سكانها للتحقيق، إلى جانب مداهمة عدد من المحلات والمنشآت التجارية بعد خلع أقفال أبوابها، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع.
في غضون ذلك، تواصل القوات الإسرائيلية حصارها لمستشفيي الإسراء التخصصي، والشهيد ثابت ثابت الحكومي، وتمنع الدخول إليهما والخروج منهما، وتعيق حركة تنقل الطواقم الطبية والإسعاف، وتُخضعهم للتفتيش والتدقيق في الهويات.
ونشرت تلك القوات آلياتها في أحياء مدينة طولكرم بعد اقتحامها الواسع في ساعات الفجر الأولى، ومنها شارعا السكة، ونابلس، ومنطقة إسكان اكتابا، والأحياء الغربية والشرقية، حيث منعت حركة تنقل المواطنين وأوقفت عددا من المركبات خلال سيرها في شوارع المدينة، ودققت في هويات ركابها.
ودمرت جرافات الاحتلال البنية التحتية وشبكة المياه في محيط دوار العليمي “المحاكم”، ودوار اليونس في الحي الشمالي، وشارع السكة المحاذي لمديرية الشرطة، ودوار ضاحية اكتابا وشارع الإسكان في الضاحية، كما أغلقت بعض الاتجاهات بالسواتر الترابية.
عملية مخيمات الصيف
وبحسب “بي بي سي” أطلق الجيش الإسرائيلي على عمليته العسكرية في الضفة اسم “مخيمات الصيف”، والتي تشهد تحولا باستخدام المسيّرات في الضفة، ومحاولة عزل مدن شمال الضفة وتحديدا طولكرم وجنين.
ونقلت عن مسؤولين فلسطينيين قولهم إن هناك استهداف لمحاصرة المستشفيات، وذلك لمنع الطواقم الطبية من الوصول للمصابين وإنقاذهم، كما أنه يرثر على حياة مئات المرضى الآخرين بامراض مزمنة، الذين لن يتمكنوا من الوصول للمستشفيات والحصول على العلاج المناسب.
وكانت قوات الاحتلال قد اقتحمت مخيم الفارعة، جنوب طوباس، منتصف الليلة الماضية، بعدد كبير من جنود المشاة، فيما أتبعتها بتعزيزات عسكرية من جهة حاجز الحمرا العسكري، برفقة جرافة، ونشرت القناصة داخل المخيم وفي محيطه، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.
كما داهمت قوات الاحتلال نقطة طبية في مخيم الفارعة جنوب طوباس، واحتجزت العاملين فيها، واعتدت على مدير مركز الإسعاف نضال عودة، وأطلقت النار داخلها.