مقتل عشرة فلسطينيين خلال عملية للجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية

قتل عشرة فلسطينيين على الأقل خلال عملية عسكرية بدأتها القوات الإسرائيلية في شمال الضفة الغربية المحتلة فجر الأربعاء، وفق مصادر فلسطينية بينما أكد الجيش الإسرائيلي أنه يشن عملية “لإحباط الإرهاب” ما زالت متواصلة جوا وبرا.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان “طواقمنا في الضفة الغربية تتعامل مع 11 شهيدًا و26 إصابة”.

وأعلن الجيش الإسرائيلي في وقت سابق قتل “تسعة مقاتلين” في كل من جنين وطولكرم شمالا.

وبحسب الجيش فإن ثلاثة منهم قضوا في “غارة جوية” على سيارة في جنين، بينما قُتل “إرهابيان مسلحان” في المدينة ذاتها، وأربعة في مخيم الفارعة في غور الأردن.

ووفقا للهلال الأحمر تعاملت طواقمه مع “ستة شهداء في جنين و… أربعة شهداء في طوباس”. وأضاف أن الإصابات توزعت على مدن رام الله والبيرة وطولكرم وجنين ونابلس وطوباس.

وفي حديثه للصحافيين، لم يعلق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي نداف شوشاني على المدة التي ستستغرقها العملية أو عدد القوات المشاركة فيها.

وبحسب شوشاني فإن العملية تأتي بعد “ارتفاع كبير في النشاط الإرهابي في العام الماضي” انطلق من المدن المستهدفة.

وأشار إلى أن “أكثر من 150 هجوم إطلاق نار وعبوات ناسفة… انطلق من هذه المناطق وحدها”.

وعلى ضوء العملية العسكرية الإسرائيلية، قطع الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأربعاء زيارته إلى السعودية لمتابعة “العدوان الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية” المحتلة وفق ما أفادت وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية (وفا).

في عملية هي الأكبر منذ 2022.. مقتل 11 وإصابة 26 في الضفة الغربية

“بكل قواه”

وبحسب وزارة الصحة في رام الله “قطعت قوات الاحتلال الطرق على مستشفى ابن سينا بالسواتر الترابية، وحاصرت مستشفى الشهيد خليل سليمان ومقر جمعيتي الهلال الأحمر وأصدقاء المريض”.

وحذرت في بيان من “تداعيات حصار الاحتلال لمستشفيات جنين، وطولكرم، وطوباس وتهديداته باقتحامها”.

وغالبا ما تتّهم فرق الإسعاف الفلسطينية القوات الإسرائيلية بمنعها من إجلاء المصابين أو القتلى أثناء العمليات العسكرية.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي في وقت سابق إنّ “قوات الأمن بدأت الآن عملية لإحباط الإرهاب في جنين وطولكرم”، من دون تفاصيل إضافية.

من جهته، كتب وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس عبر منصة إكس “يعمل الجيش بكل قواه منذ الليل في مخيمات اللاجئين في جنين وطولكرم لتفكيك البنى التحتية الإرهابية الإيرانية التي زرعت فيها”.

واتهم الوزير الإسرائيلي إيران الداعمة لفصائل فلسطينية مسلحة بـ”إقامة جبهة إرهابية في الشرق” في الضفة الغربية “وفق نموذج غزة ولبنان”، في إشارة الى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله.

وأشار الى أن “أسلحة متطورة يتم إدخالها بشكل غير مشروع من الأردن” الى مناطق في الضفة الغربية.

وتتّهم إسرائيل طهران ومجموعات حليفة لها بالعمل على تهريب أسلحة إلى الضفة لدعم الفصائل الفلسطينية.

في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي الأربعاء القضاء على “مخرّب” من حركة الجهاد في غارة شنّها في سوريا قرب الحدود مع لبنان أسفرت، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، عن مقتله مع ثلاثة آخرين.

وفي وقت لاحق، نعت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد، ثلاثة من مقاتليها قالت إنهم من “كوادر سرايا القدس في ساحة سوريا”. ونعى حزب الله بدوره أحد مقاتليه من مدينة بعلبك في شرق لبنان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي الأسبوع الماضي أنه استهدف بضربة جوية في لبنان، خليل المقدح، القيادي في كتائب شهداء الأقصى، الجناح العسكري لحركة فتح، متّهما إياه بالعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني وتنسيق الهجمات ضد إسرائيل في الضفة الغربية.

“عدوان شامل”

وقالت حركة الجهاد الإسلامي في بيان الأربعاء إنّ إسرائيل “تشنّ عدوانا شاملا على مدن شمال الضفة المحتلة ومخيماتها… يسعى هذا العدوان إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة المحتلة في محاولة من الكيان لفرض وقائع ميدانية جديدة تهدف إلى إخضاع الضفة المحتلة وضمّها”.

بدورها، أعلنت كتائب شهداء الأقصى أنّ مقاتليها “يتصدّون في ميدان المعركة، بالأسلحة الرشاشة والعبوات المتفجرة، للاقتحام الصهيوني على مدينة جنين وطوباس وطولكرم”.

في عملية هي الأكبر منذ 2022.. مقتل 11 وإصابة 26 في الضفة الغربية

وتشهد مختلف مناطق الضفة الغربية تصاعدا في وتيرة أعمال العنف منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر.

وقتل مذاك في الضفة ما لا يقل عن 660 فلسطينيا برصاص مستوطنين والقوات الإسرائيلية، وفق تعداد لوكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات رسمية فلسطينية، فيما قتل ما لا يقل عن 20 إسرائيليا بينهم جنود، في هجمات فلسطينية في الضفة الغربية خلال الفترة نفسها، وفقا لأرقام إسرائيلية رسمية.

واندلعت الحرب في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق لحركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أسفر عن مقتل 1199 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق تعداد لفرانس برس يستند إلى أرقام إسرائيلية رسمية.

كما خُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 104 منهم محتجزين في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش وفاتهم.

وأعلنت بلدية مدينة ميجدال هعيمق الإسرائيلية الأربعاء استعادة رفات جندي قُتل إبان هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر وإعادته إلى عائلته.

وتسبّب القصف والعمليات البرية الإسرائيلية على قطاع غزة ردا على هجوم حماس بمقتل ما لا يقل عن 40534 شخصا، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى هم من النساء والأطفال.

وغالبا ما تنفذ القوات الإسرائيلية عمليات ومداهمات في مدن الضفة التي تحتلها الدولة العبرية منذ 1967.

وشهدت الأسابيع الماضية تزايدا في العمليات في مناطق شمال الضفة حيث تنشط مجموعات من فصائل فلسطينية.