باب السلامة قد يكون ضحية للخلافات السياسية بين الفصائل السورية
معبر باب السلامة الواقع قرب مدينة أعزاز في شمال حلب مع تركيا ربما يشهد مستقبلا أزمة بسبب الخلافات الحاصة في المنطقة.
المعبر كان مخصصا للأغراض الإغاثية، حيث تدخل المعونات المخصصة لسوريا من خلال الهلال الأحمر التركي ليتم تسليمها للجنة الإغاثية في الجانب السوري، وتتولى لجان توزيع المواد الإغاثية على المناطق المنكوبة.
طرأ جديد على طبيعة المعبر الحدودي، وهو أن السلطات التركية سمحت بدخول المواد التجارية من الأراضي التركية إلى الداخل السوري.
ويستفيد من المعبر الحدودي مئات آلاف السوريين الذين يعيشون في أوضاع صعبة، بسبب انتشار الفصائل المسلحة من جهة والمناوشات التي تحصل مع قوات النظام السوري من جهة أخرى.
خلاف الفصائل
قبل يومين عقد اجتماع في مدينة غازي عنتاب التركية ضم أطرافا عسكرية وسياسية وعشائرية من المعارضة السورية لبحث هدف رئيسي يتعلق بـ”مناقشة سبل تذليل التحديات” وإيجاد الحلول، لكن سرعان ما ارتسمت صورة عكسية ومخالفة لذلك، وترجمها بيان اعتبر باحثون ومراقبون أن تفاصيله تشكّل “تحولا كبيرا سيكون له تداعيات” في المرحلة المقبلة.
البيان صدر من جانب فصيل عسكري كبير يطلق عليه اسم “الجبهة الشامية”، وهاجم “الحكومة السورية المؤقتة” المعارضة ورئيسها عبد الرحمن مصطفى، وتطورت سياقاته لتصل إلى حد الإعلان عن مقاطعتها بالكامل والدعوة لحجب الثقة عنها.
واستهجن البيان ما وصفه بـ”العدائية غير المسبوقة” الموجهة إلى “الجبهة الشامية” من جانب مصطفى وخلال الاجتماع الذي شارك فيه مسؤولون أتراك في غازي عنتاب، مضيفا أن “رئيس الحكومة المؤقتة حاول تصوير الحراك الشعبي في ريف حلب كمؤامرة تخريبية على الجسم الذي يرأسه وانقلب عليه”.
ما هو فصيل الجبهة الشامية؟
يتركز انتشار الفصيل العسكري المذكور في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، ويشترك على نحو كبير بإدارة معبر “باب السلامة” الذي يربط تركيا بسوريا فإنه يتبع لوزارة الدفاع التي تعتبر أحد مكونات “الحكومة المؤقتة” التابعة للمعارضة، كما ينضوي ضمن تحالف يطلق عليه اسم “الجيش الوطني السوري”.
بيان “الشامية” قد سبقه آخر نشرته “الحكومة المؤقتة”، وتطرقت فيه إلى المسألة المتعلقة بفتح معبر “أبو الزندين” بين مناطق المعارضة والنظام السوري.
وأوضح بيانها أن اجتماع غازي عنتاب ناقش “أهمية أبو الزندين كمعبر حيوي إنساني واقتصادي يؤثر إيجابا على الوضع الاقتصادي والإنساني في المنطقة”، وأكد المشاركون وفق النص الرسمي له أن “المعبر لا علاقة له بأي من ملفات التطبيع مع النظام”.
خلافات قديمة
منذ سنوات تدير “الحكومة المؤقتة” المعارضة مناطق واسعة في ريف حلب الشمالي والشرقي، ويشارك في هذا المسار أيضا مجالس محلية على تنسيق دائم بالولايات الواقعة في جنوب تركيا.
وفيما يتعلق بالشق العسكري تنتشر في تلك المناطق فصائل عسكرية كبيرة.
ورغم أن تلك الفصائل تنضوي ضمن “تحالف واحد” (الجيش الوطني السوري) الذي يتلقى دعما من تركيا ويتبع لوزارة الدفاع، غالبا ما كانت العلاقة فيما بينها قائمة على الصدام، وهو ما عكسته عدة حوادث على الأرض.
وتعتبر “وزارة الدفاع” في ريف حلب الشمالي، إحدى مكونات “الحكومة المؤقتة”، وعلى أساس ذلك يُنظر للصراع الحاصل على أنه يدور بين “رأس ومرؤوس”.