الجيش الإسرائيلي نفذ عملية عسكرية استمرت 10 أيام في الضفة الغربية

انسحبت القوات الإسرائيلية من مدينة جنين في الضفة الغربية وفق ما أفاد شهود، بعد عملية عسكرية استمرت عشرة أيام، فيما تتواصل الضغوط الدبلوماسية من أجل التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة.

وحضّت واشنطن الطرفين على القيام بالتنازلات الضرورية للسماح بالتوصل إلى اتفاق.

ورأت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في تل أبيب أن ثمن التوصل إلى اتفاق مع حماس مرتفع “لكن حياة الرهائن تستحق ذلك” مشددة على أنه “من الواضح أن وقف إطلاق النار يجب أن يحصل الآن”.

بالتزامن مع دعوات واشنطن لتقديم تنازلات.. الجيش الإسرائيلي ينسحب من جنين

وقالت إن الخيار العسكري البحت ليس الحل للحرب.

وتسبّبت الحرب في قطاع غزة بدمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الذي يبلغ عدد سكانه 2,4 مليون شخص.

دمار كبير

الجمعة، أعلن مسؤول في مستشفى فلسطيني في نابلس شمال الضفة الغربية أن ناشطة أمريكية مؤيدة للفسطينيين تبلغ 26 عاما قتلت بـ”رصاص في الرأس” في شمال الضفة الغربية، فيما قال الجيش الإسرائيلي إنه يحقق في الحادث.

وأكدت واشنطن أنها تسعى “بشكل عاجل” للحصول على معلومات حول مقتل أمريكية بطريقة “مأساوية” في الضفة الغربية.

ودانت تركيا “مقتل” أمريكية-تركية في الضفة الغربية على يد الجنود الإسرائيليين.

بالتزامن مع دعوات واشنطن لتقديم تنازلات.. الجيش الإسرائيلي ينسحب من جنين

وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا) أن الشابة توفيت متأثرة بإصابتها الحرجة برصاص القوات الإسرائيلية الحي في الرأس.

وفي رده على سؤال لوكالة فرانس برس، قال الجيش الإسرائيلي إنه “على علم بالأخبار” المتداولة لكن لا يمكنه التعليق أو الرد على الفور.

وعادت حماس إلى جنين وسط الأنقاض صباح الجمعة بعد انسحاب القوات الإسرائيلية ليل الخميس الجمعة من المدينة الفلسطينية الواقعة في شمال الضفة الغربية، وفق ما أفاد صحافيون.

وقال سكان إن الجنود الإسرائيليين انسحبوا خلال الليل من المدينة ومخيمها وهو معقل لفصائل فلسطينية مسلحة تقاتل ضد إسرائيل، بعد 10 أيام من شن عملية عسكرية فيها.

وشنّت إسرائيل عملية عسكرية قالت إنها “لمكافحة الإرهاب” في 28 آب/أغسطس في مدن فلسطينية في شمال الضفة الغربية، بما فيها جنين.

وقال الجيش الإسرائيلي في بيان إنه حتى اليوم، تم القضاء على 14 مسلحا وتوقيف أكثر من 30 مشتبها بهم في جنين، مشيرا إلى أنه نفّذ “أربع ضربات جوية في المنطقة”.

وبحسب البيان “منذ أسبوع ونصف أسبوع ينفذ (الجيش والشاباك (جهاز الأمن الداخلي) وحرس الحدود عمليات لمكافحة الإرهاب في منطقة جنين” من دون الإعلان رسميا عن انتهاء عمليته العسكرية التي أطلق عليها “المخيمات الصيفية”.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل 36 فلسطينيّا تراوح أعمارهم بين 13 و82 عاما برصاص الجيش الإسرائيلي في شمال الضفة الغربية منذ 28 آب/أغسطس. من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أحد جنوده قتل خلال المواجهات في جنين يوم 31 آب/أغسطس.

بالتزامن مع دعوات واشنطن لتقديم تنازلات.. الجيش الإسرائيلي ينسحب من جنين

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس لبيربوك الجمعة إن المرشد الأعلى الإيراني آية الله خامنئي يريد “تسليح يهودا والسامرة (الضفة الغربية) مثل غزة”.

وصباح الجمعة، خيّم الهدوء على مخيم جنين قبل أن يبدأ السكان الذين هربوا من القتال في الأيام الأخيرة العودة.

وتمكن صحافيون في وكالة فرانس برس من الوصول إلى المخيم من دون أن يتم اعتراضهم على الحواجز العسكرية.

وفي المكان، جرفت آليات عسكرية اسفلت الشوارع واجتاحت واجهات مبانٍ.

وجلس بعض السكان بصمت على كراس بلاستيكية أمام منازلهم المتضررة، فيما تعمل جرافات صغيرة على إزالة الأنقاض ويلعب أطفال في الشوارع.

تبادل الاتهامات

في الأثناء، يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على قطاع غزة، حيث أبلغ الدفاع المدني عن وقوع إصابات في قصف إسرائيلي لمنزل في البريج، في وسط القطاع.

وأدى هجوم حماس على إسرائيل إلى مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، معظمهم مدنيون، حسب تعداد لفرانس برس يستند إلى بيانات رسمية. ويشمل هذا العدد الرهائن الذين قضوا خلال احتجازهم.

وتسبّبت حملة القصف والعمليات البرية الإسرائيلية في قطاع غزة بمقتل ما لا يقل عن 40878 شخصا، وفقا لوزارة الصحة التابعة لحماس. وتؤكد الأمم المتحدة أن غالبية القتلى من النساء والأطفال.

وتتبادل إسرائيل وحماس الاتهامات بعرقلة التوصل الى اتفاق هدنة بعد مرور أحد عشر شهرا على بدء الحرب إثر هجوم غير مسبوق لحماس على إسرائيل، في وقت يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضغوطا داخلية لإبرام اتفاق من شأنه إطلاق سراح الرهائن الذين خطفوا خلال الهجوم.

وزادت حدة هذه الضغوط على نتانياهو في أعقاب العثور على جثث ستة رهائن في نفق في جنوب قطاع غزة أعدمتهم حماس، وفق السلطات الإٍسرائيلية.

وأثار ذلك حزنا وغضبا عارما في إسرائيل، خصوصا من عائلاتهم التي رأت أن اتفاقا لوقف إطلاق النار كان كفيلا بعودتهم أحياء.

حضّ وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كلا من إسرائيل وحماس على التوصل لاتفاق هدنة في قطاع غزة، وذلك بعد أن قال مسؤولون أمريكيون إنّ الاتفاق بات منجزا بنسبة 90%.