منطقة المواصي تعرضت لهجمات من جانب القوات الإسرائيلية في مناسبات عديدة
أكدت وزارة الصحة التابعة لحماس في قطاع غزة مقتل 19 شخصا على الأقل تم التعرّف على هوياتهم في القصف الإسرائيلي على المنطقة الإنسانية في المواصي فجر الثلاثاء.
وقالت الوزارة في بيان “جيش الاحتلال الإسرائيلي يرتكب مجزرة مروّعة بقصف خيام للنازحين في منطقة المواصي بخان يونس فجر اليوم، حيث وصل منها إلى المستشفيات 19 شهيدا ممن عرفت بياناتهم”، مشيرة الى أنه “ما زالت هناك جثث في الطرق وتحت الركام لم يصل المسعفون إليها”.
واستهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية في غزة مرارا منطقة المواصي، وهو مخيم واسع على تربة رملية مخصص لمنطقة إنسانية طلب الجيش الإسرائيلي من مئات الآلاف من الفلسطينيين الاحتماء فيه منذ أن أمرهم بمغادرة منازلهم.
تقع منطقة المواصي غرب مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وهي عبارة عن شريط من الأراضي الزراعية الرملية يبلغ طوله 16 كيلومترًا ويمتد على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط، مع كثبان رملية وشاطئ قريب من البحر، وسهل وعرة في الداخل.
وقد تم تصنيفها لأول مرة في أوائل ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي باعتبارها “منطقة إنسانية” من قبل القوات الإسرائيلية، حيث اقترحت أن يجد الفلسطينيون الأمان وتوفير المساعدات الدولية وسط الهجمات العسكرية الإسرائيلية على المناطق الحضرية الرئيسية في غزة.
وفقا لرويترز، تعرف المواصي لدى الفلسطينيين باسم “سلة الغذاء”، وهي معروفة بتربتها الخصبة ومياهها الجوفية العذبة، ما يجعلها الأفضل للزراعة، وبينما تبلغ مساحة غزة 365 كيلومترًا مربعًا أو 141 ميلًا مربعًا، تشكل منطقة المواصي حوالي 3% من مساحة القطاع.
كما يوجد هناك عدد قليل من المباني قد لا يتجاوز 100 مبنى وكان عدد سكانها حوالي 9000 نسمة قبل اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وفي ظل أوامر الإخلاء التي صدرت لمناطق أخرى، أُبلغ الفلسطينيون بضرورة الانتقال إلى المواصي في مناسبات متعددة، مما أدى إلى ظهور مخيم كبير من الملاجئ المؤقتة.
وتعرضت منطقة المواصي، التي تضم القليل من البنية التحتية، لانتقادات من كبار مسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة، بمن فيهم رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي وصفها بأنها “وصفة لكارثة” من شأنها أن تزيد بشكل كبير من المخاطر الصحية لأولئك الذين يسعون إلى مأوى في منطقة ذات بنية تحتية ضئيلة.
هل المواصي منطقة آمنة؟
على الرغم من تسميتها كمنطقة آمنة، تعرضت منطقة المواصي لهجمات من جانب القوات الإسرائيلية في مناسبات عديدة.
وفي الهجوم الأكثر دموية، في 13 يوليو/تموز، قصفت الطائرات الإسرائيلية منطقة المواصي، مما أسفر عن مقتل 90 شخصا وإصابة 300 نازح فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الضربة استهدفت وقتلت محمد ضيف، الزعيم الغامض للجناح العسكري لحماس، لكن الحركة تقول إن ضيف لا يزال على قيد الحياة.
ووقع هجومان في أواخر يونيو/حزيران، وواحد في مايو/أيار وواحد في فبراير/شباط، بالإضافة إلى الهجوم الأخير.
لكن ما يزيد من الارتباك هو حقيقة مفادها أن إسرائيل غيرت حدود منطقة الإخلاء عدة مرات، مدعية أن مقاتلي حماس استخدموها للاحتماء.
وفي بعض الأحيان تم تقليص حجم المنطقة الآمنة بنسبة تصل إلى 15% أو تم تغيير حدودها.
وفي حين استخدم الجيش الإسرائيلي الرسائل النصية باللغة العربية والمكالمات الهاتفية لإخطار الناس بأوامر الإخلاء، فإن العديد من الفلسطينيين بعد مرور 11 شهراً على الحرب لا يستطيعون الوصول إلى الاتصالات المحمولة.
هل تم تحذير الفلسطينيين في المواصي من الضربة الأخيرة؟
لم يحدث هذا، بحسب بعض النازحين، حيث قال رجل فلسطيني لوكالة فرانس برس، دون أن يذكر اسمه، بعد الغارة الجوية الأخيرة التي أسفرت عن مقتل ما بين 19 و40 شخصا بحسب روايات مختلفة: “طلبوا منا القدوم إلى المواصي، فجئنا إلى المواصي واستقرينا هنا. لقد تعرضت المنطقة للقصف دون سابق إنذار، ولم يطلبوا منا الفرار إلى منطقة أكثر أمانا أو أي شيء من هذا القبيل”.
وقال الجيش الإسرائيلي إن طائراته “ضربت إرهابيين بارزين من حماس كانوا يعملون داخل مركز قيادة وسيطرة متمركز داخل المنطقة الإنسانية في خان يونس”.
وأضاف: “تواصل المنظمات الإرهابية في قطاع غزة إساءة استخدام البنية التحتية المدنية والإنسانية بشكل منهجي، بما في ذلك المنطقة الإنسانية المحددة، لتنفيذ أنشطة إرهابية ضد دولة إسرائيل وقوات الجيش الإسرائيلي”.
وفيما، تحولت منطقة المواصي إلى منطقة نزوح ولجوء رئيسية لمئات الآلاف من الفلسطينيين، الذين أمرهم جيش الاحتلال الإسرائيلي بمغادرة منازلهم، قالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إن سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة يتركزون بشكل متزايد في المنطقة التي حددتها إسرائيل في المواصي.
وتشير تقديرات وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) إلى أن أكثر من مليون شخص يقيمون الآن في المنطقة.