بعد هجوم “البيجر” الكبير.. كشف حالة حسن نصر الله
قال مصدر كبير في حزب الله إن الأمين العام للحزب حسن نصر الله لم يصب بأذى في سلسلة تفجيرات أجهزة النداء في أنحاء لبنان.
إلى ذلك، توعد حزب الله اللبناني بالرد بعد أن ألقى باللوم على إسرائيل في تفجير أجهزة استدعاء يوم الثلاثاء مما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 2750 آخرين بما في ذلك العديد من مقاتلي الجماعة المسلحة والسفير الإيراني في بيروت.
وأدان وزير الإعلام اللبناني زياد مكاري تفجير أجهزة النداء التي يستخدمها حزب الله وغيره من الجماعات في لبنان للاتصال، ووصفه بأنه “عدوان إسرائيلي”. وقال حزب الله إن إسرائيل سوف تتلقى “العقاب العادل” على هذه الانفجارات.
وقال مسؤول في حزب الله، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن تفجير أجهزة النداء كان “أكبر خرق أمني” تعرضت له المجموعة خلال ما يقرب من عام من الصراع مع إسرائيل.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أن التطورات في لبنان مثيرة للقلق للغاية، خاصة في ظل السياق “المتقلب للغاية”، مضيفا أن الأمم المتحدة تأسف لأي خسائر في صفوف المدنيين.
في المقابل، قال متحدث عسكري إسرائيلي، دون التعليق بشكل مباشر على الانفجارات في لبنان، إن رئيس الأركان، اللواء هيرتسي هاليفي، التقى مع كبار الضباط مساء الثلاثاء لتقييم الوضع. وأضاف أنه لم يتم الإعلان عن أي تغيير في السياسة ولكن “يجب الاستمرار في الحفاظ على اليقظة”.
وأكد حزب الله في وقت سابق في بيان مقتل اثنين على الأقل من مقاتليه في الانفجارات، وقال إنه يجري تحقيقا في أسبابها.
وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله في وقت سابق من هذا العام إن مقاتلي حزب الله يستخدمون أجهزة النداء كوسيلة منخفضة التقنية لمحاولة تجنب التتبع الإسرائيلي لمواقعهم.
وجهاز النداء هو جهاز اتصالات لاسلكي يستقبل الرسائل ويعرضها.
وتم تفجير أجهزة النداء في جنوب لبنان، وفي الضاحية الجنوبية لبيروت، وفي منطقة البقاع الشرقي، وهي كلها معاقل لحزب الله.
مئات الجرحى
وقال وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض إن 2750 شخصا أصيبوا في الانفجارات، منهم 200 في حالة خطيرة.
وكشف مصدران أمنيان أن من بين المصابين عددا كبيرا من مقاتلي حزب الله وهم أبناء مسؤولين كبار في الجماعة المسلحة، مشيرين إلى أن من بين القتلى نجل عضو حزب الله في البرلمان اللبناني علي عمار.
وقال حسين خليل، المسؤول الكبير في حزب الله، أثناء تقديم تعازيه في وفاة نجل عمار: “هذا ليس استهدافاً أمنياً لشخص واحد أو اثنين أو ثلاثة. هذا استهداف لأمة بأكملها”.
ونقلت قناة الجديد اللبنانية عن عمار قوله إن ما حدث هو عدوان إسرائيلي، وأضاف “سنتعامل مع العدو باللغة التي يفهمها”.
وتضاف تفجيرات الثلاثاء إلى الثمن الباهظ الذي دفعه حزب الله خلال العام الماضي، حيث خسر أكثر من 400 من مقاتليه في غارات إسرائيلية، بما في ذلك قائده الأعلى فؤاد شكر في يوليو/تموز.
في غضون ذلك، قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية إن السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني أصيب “بإصابة سطحية” في انفجارات أجهزة النداء يوم الثلاثاء وهو الآن تحت الملاحظة في المستشفى.
وفي وقت سابق من اليوم الثلاثاء، قالت وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلية إنها أحبطت مؤامرة لجماعة حزب الله اللبنانية المسلحة لاغتيال مسؤول دفاعي كبير سابق في الأيام المقبلة.
وقالت وكالة الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت)، التي لم تذكر اسم المسؤول، في بيان إنها ضبطت جهازا ناسفا متصلا بنظام تفجير عن بعد باستخدام هاتف محمول وكاميرا كان حزب الله يعتزم تشغيله من لبنان.
وقال جهاز الأمن العام (شين بيت) إن محاولة الهجوم تشبه مؤامرة حزب الله التي أحبطت في تل أبيب قبل عام، دون تقديم مزيد من التفاصيل.
صراخ وألم
وبعد انفجارات الثلاثاء، شاهد شهود عيان سيارات إسعاف تسرع عبر الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، معقل حزب الله، وسط حالة من الذعر على نطاق واسع. وقال مصدر أمني إن عبوات ناسفة انفجرت أيضا في جنوب لبنان.
وقال مدير مستشفى النبطية العام في جنوب البلاد حسن وزني إن نحو 40 مصابا يتلقون العلاج في منشأته. وشملت الإصابات إصابات في الوجه والعينين والأطراف.
وقال صحفي إن مجموعات من الناس تجمعوا عند مدخل المباني للاطمئنان على الأشخاص الذين يعرفونهم والذين ربما أصيبوا.
وبثت محطات البث الإقليمية لقطات من كاميرات المراقبة أظهرت ما يبدو أنه جهاز صغير محمول باليد تم وضعه بجوار أمين صندوق متجر بقالة حيث كان أحد الأفراد يدفع ثمنه ثم انفجر بشكل تلقائي.
أطلق حزب الله صواريخ على إسرائيل فور وقوع الهجمات التي شنها مسلحو حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول والتي أشعلت فتيل الحرب على غزة . ومنذ ذلك الحين، يتبادل حزب الله وإسرائيل إطلاق النار باستمرار، مع تجنب أي تصعيد كبير.
وقد نزح عشرات الآلاف من الأشخاص من المدن والقرى على جانبي الحدود بسبب الأعمال العدائية.