تفجير أجهزة البيجر في لبنان يثير تساؤلات وغضب.. ما الذي جرى؟
قال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لرويترز إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع متفجرات داخل 5 آلاف جهاز اتصال لاسلكي استوردتها جماعة حزب الله اللبنانية قبل أشهر من التفجيرات التي حدثت.
كانت العملية بمثابة خرق أمني غير مسبوق لحزب الله، حيث تم تفجير آلاف أجهزة الاستدعاء في جميع أنحاء لبنان، مما أسفر عن مقتل 11 شخصاً وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين، بما في ذلك عناصر المجموعة والسفير الإيراني في بيروت.
قال مصدر أمني لبناني إن أجهزة النداء من إنتاج شركة غولد أبولو التايوانية، لكن الشركة قالت في بيان إنها لا تصنع الأجهزة، وأضافت أن الأجهزة من صنع شركة تدعى بي أيه سي، التي لديها ترخيص باستخدام علامتها التجارية، لكنها لم تذكر المزيد من التفاصيل.
وتعهدت جماعة حزب الله المدعومة من إيران بالرد على إسرائيل، التي رفض جيشها التعليق على الانفجارات.
ماذا قالت المصادر الأمنية اللبنانية لرويترز؟
- “المؤامرة” يبدو أنها استغرقت عدة أشهر في التحضير.
- المجموعة طلبت 5 آلاف جهاز استدعاء “بيجر” من شركة غولد أبولو.
- الأجهزة تم تعديلها “على مستوى الإنتاج” من قبل الموساد.
- الموساد قام بحقن لوح داخل الجهاز يحتوي على مادة متفجرة تتلقى شفرة من الصعب جدا اكتشافها بأي وسيلة حتى باستخدام أي جهاز أو ماسح ضوئي.
- 3 آلاف من أجهزة النداء انفجرت عندما وصلت إليها رسالة مشفرة، ما أدى إلى تفعيل المواد المتفجرة في الوقت نفسه.
- ما يصل إلى ثلاثة غرامات من المتفجرات كانت مخبأة في أجهزة الاتصال الجديدة ولم يتم اكتشافها من قبل حزب الله لعدة أشهر.
- “لقد تعرضنا لضربة قوية حقا”.
كيف علقت الشركة؟
قال مؤسس شركة غولد أبولو هسو تشينج كوانج:
- أجهزة النداء المستخدمة في الانفجار صنعتها شركة في أوروبا لها الحق في استخدام العلامة التجارية للشركة.
- المنتج لم يكن ملكنا، كان يحمل علامتنا التجارية فقط.
- لا نعرف كيف تم تعديل أجهزة الاستدعاء بحيث تنفجر.
عناصر حزب الله يستخدمون أجهزة النداء كوسيلة اتصال منخفضة التقنية في محاولة للتهرب من أنظمة تعقب المواقع الإسرائيلية.
كان حزب الله يعاني من صدمة الهجوم الذي أسفر عن إصابة مقاتلين وجرح آخرين أو نقلهم إلى المستشفى أو قتلهم. وقال أحد مسؤولي حزب الله، الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن الانفجار كان “أكبر خرق أمني” للحزب منذ اندلاع الصراع في غزة بين إسرائيل وحليفته حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
أبرز التصريحات حول تفجير أجهزة البيجر:
- مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: هناك دائما خطرا لحدوث تداعيات للتصعيد في لبنان.
- جوناثان بانيكوف، نائب ضابط الاستخبارات الوطنية السابق في الحكومة الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط: “هذا بسهولة أكبر فشل في مكافحة التجسس بالنسبة لحزب الله منذ عقود”.
- بول بيلار، من قدامى المحاربين في مجتمع الاستخبارات الأمريكي منذ 28 عاماً، وخاصة في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية: “إن ذلك يظهر قدرة إسرائيل على التسلل إلى خصومها بطريقة مثيرة للاهتمام”.
- فاينانشال تايمز: لدى الجواسيس الإسرائيليين تاريخ طويل يمتد لعقود في استخدام الهواتف، وما تبعها من تطور تكنولوجي، لتتبع ومراقبة وحتى اغتيال أعدائهم.
- فيفيان يي صحفية في نيويورك تايمز: انفجارات أجهزة البيجر في أنحاء شتى من لبنان يوم الثلاثاء٬ جاءت بعد يوم من تحذير القادة الإسرائيليين من أنهم يفكرون في تصعيد حملتهم العسكرية ضد حزب الله
ما هي أجهزة البيجر؟
البيجر هو جهاز اتصال لاسلكي صغير تم تطويره في الستينيات للاستخدام في حالات الطوارئ، ويعتمد على إرسال إشارات رقمية عبر موجات الراديو لإخطار المستخدم بأن شخصا ما حاول الاتصال به، كما يمكن إرسال رسائل نصية قصيرة عبر هذا الجهاز.
وقبل انتشار الهواتف المحمولة كان البيجر وسيلة شائعة للتواصل، خاصة بين الأطباء العاملين في المناوبات الليلية وموظفي خدمات الطوارئ، كما استخدم أيضا في المجالات العسكرية والأمنية.
لماذا يحمله عناصر حزب الله؟
يعتبر جهاز البيجر من التقنيات القديمة نسبيا، والتي لا يمكنها الاتصال بالإنترنت، ولذلك يعتبر آمنا نوعا ما من الاختراقات السيبرانية ومحاولات التجسس والتتبع الشائعة عند استخدام الهواتف المحمولة أو الذكية، ولهذا فهو لا يزال يستخدم في المجالات العسكرية والأمنية، وهذا على الأرجح السبب الذي يدفع عناصر حزب الله إلى امتلاك هذه الأجهزة.
كيف انفجرت الأجهزة؟
لا يزال من المبكر معرفة كيف انفجرت هذه الأجهزة بالتحديد، حيث إن التفسيرات حول أسباب هذا الأمر لا تزال تتوالى، وأبرزها أن شريحة ما تم زرعها في كافة أجهزة البيجر قبل استيرادها واستخدامها من قبل عناصر حزب الله.
ما أكثر المناطق المستهدفة؟
تركزت الإصابات في جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت، لكن في الواقع فإنه لا توجد مناطق محددة مستهدفة، إذ إن المصابين كانوا جميع الذين يحملون أجهزة البيجر بغض النظر عن أماكن وجودهم.
خريطة توضحية لحارة حريك أهم مناطق الضاحية الجنوبية لحزب الله
ومما يدلل على ذلك إصابة 4 أشخاص في سوريا جراء انفجار في سيارتهم في طريق نفق بالعاصمة دمشق، حيث رجحت وسائل إعلام سورية أن المصابين عناصر من حزب الله انفجرت أجهزة اتصال كانوا يحملونها.