حزب الله يقول إنه استهدف قاعدة رامات دافيد الجوية الإسرائيلية بعشرات الصواريخ
تبادلت إسرائيل وحزب الله إطلاق نار كثيف يوم الأحد حيث نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية أعنف قصف منذ ما يقرب من عام من الحرب عبر جنوب لبنان في حين أعلن الحزب مسؤوليته عن هجمات صاروخية على أهداف عسكرية في شمال إسرائيل.
وفي وقت مبكر من اليوم، أعلن حزب الله أنه استهدف بعشرات الصواريخ مجمعات صناعات عسكرية عائدة لشركة اسرائيلية شمال مدينة حيفا، وذلك في “رد أولي” على تفجير الآلاف من أجهزة الاتصال التي كانت في حوزه عناصره في وقت سابق هذا الأسبوع.
وأورد الحزب في بيان “في رد أولي على المجزرة الوحشية التي ارتكبها العدو الإسرائيلي في مختلف المناطق اللبنانية يومي الثلاثاء والأربعاء (مجزرة البايجر وأجهزة اللاسلكي)، قامت المقاومة الإسلامية بِقصف مُجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية والواقعة في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ من نوع فادي 1 وفادي 2 والكاتيوشا”.
أكثر من 100 صاروخ
في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أن أكثر من مئة صاروخ أطلقت من لبنان صباح الأحد وتعمل فرق الإطفاء على إخماد حرائق اندلعت بسبب ذلك، بعد ساعات من توجيهه ضربات جوية مكثّفة ضد أهداف لحزب الله.
كذلك، أفاد الجيش بأن صواريخ أُطلقت خلال الليل. وقالت هيئة إسعاف نجمة داود الحمراء في بيان إنّ أربعة أشخاص أصيبوا بشظايا.
الى ذلك، أشار الجيش في بيان الى “اعتراض هدفين جويين مشبوهين في طريقهما من العراق من دون وقوع إصابات”، مؤكدا أنهما “لم يخترقا الأجواء الإسرائيلية”.
290 هدفا
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب نحو 290 هدفا يوم السبت بما في ذلك آلاف براميل إطلاق الصواريخ لحزب الله وأضاف أنه سيواصل ضرب أهداف للحركة المدعومة من إيران.
وأغلقت إسرائيل المدارس وفرضت قيودا على التجمعات في العديد من المناطق الشمالية من البلاد ومرتفعات الجولان المحتلة، في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
وقال الجيش إن صفارات الإنذار دوت طوال الليل بعد إطلاق العديد من الصواريخ والقذائف من لبنان والعراق، وقد اعترضت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية معظمها.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن عددا من المباني أصيبت بشكل مباشر أو نتيجة سقوط حطام الصواريخ، وقالت خدمات الإسعاف إنها عالجت بعض المصابين بجروح طفيفة.
استهداف قاعدة رامات دافيد
إلى ذلك، قالت جماعة حزب الله إنها استهدفت قاعدة رامات دافيد الجوية الإسرائيلية بعشرات الصواريخ ردا على “الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان”، حسبما نشرت الجماعة على قناتها على تلغرام في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
وتعد الهجمات الصاروخية المتتالية التي أطلقها حزب الله على رامات ديفيد أعمق الضربات التي أعلنها منذ بدء الأعمال العدائية.
وأعلنت ميليشيات عراقية مدعومة من إيران في بيان مسؤوليتها عن هجوم بطائرة مسيرة مفخخة على إسرائيل في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
تصعيد الهجمات
وتأتي هذه الهجمات المتصاعدة بعد أقل من 48 ساعة من غارة جوية إسرائيلية استهدفت قادة حزب الله، مما أسفر عن مقتل 37 شخصا على الأقل في إحدى ضواحي العاصمة اللبنانية، وفقا للسلطات.
وأعلنت جماعة حزب الله اللبنانية المدعومة من إيران أن 16 عضوا بينهم القيادي البارز إبراهيم عقيل وقائد آخر هو أحمد وهبي كانوا من بين القتلى يوم الجمعة في أعنف ضربة منذ ما يقرب من عام من الصراع مع إسرائيل.
وقال الجيش الإسرائيلي إنه ضرب تجمعا تحت الأرض لعقيل وقادة قوات الرضوان النخبة التابعة لحزب الله، وأنه نجح في تفكيك سلسلة القيادة العسكرية الخاصة به بشكل شبه كامل.
وكشف مصدر أمني إن الهجوم أدى إلى تدمير مبنى سكني متعدد الطوابق في الضاحية المزدحمة وإلحاق أضرار بحضانة مجاورة. وذكرت وزارة الصحة اللبنانية أن ثلاثة أطفال وسبع نساء من بين القتلى.
وقد أدى هجوم يوم الجمعة إلى تصعيد حاد في الصراع ووجه ضربة أخرى لحزب الله بعد يومين من الهجمات التي انفجرت فيها أجهزة النداء وأجهزة الاتصال اللاسلكية التي يستخدمها أعضاؤه.
وارتفعت حصيلة القتلى في تلك الهجمات، التي يعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي التي نفذتها، إلى 39 قتيلا وأكثر من 3000 جريح. ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي تورطها.
وفيما قالت إنه رد أولي على الهجمات بالأجهزة المتفجرة، نشرت حزب الله يوم الأحد على قناتها على تيليجرام أنها أطلقت صواريخ على منشآت صناعية عسكرية إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له إن الرد السريع جاء بضرب أهداف لحزب الله في لبنان.
من جانبه، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إنه يشعر بالقلق إزاء التصعيد، لكن اغتيال إسرائيل لأحد كبار قادة حزب الله حقق العدالة للجماعة التي تصنفها واشنطن منظمة إرهابية.
وقال سوليفان للصحفيين “بينما خطر التصعيد حقيقي، فإننا نعتقد بالفعل أن هناك أيضا طريقا واضحا للتوصل إلى وقف الأعمال العدائية والتوصل إلى حل دائم يجعل الناس على جانبي الحدود يشعرون بالأمان”.
وألغى رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي رحلة مقررة لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
إسرائيل تستعد للرد
وأكدت جماعة حزب الله أنها ستواصل قتال إسرائيل حتى توافق على وقف إطلاق النار في حربها ضد حركة حماس في قطاع غزة الفلسطيني – والتي اندلعت بعد الهجوم الذي قادته حماس في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن هذا الأمر غير مرجح في أي وقت قريب. فإسرائيل تريد من حزب الله أن يوقف إطلاق النار ويسحب قواته من منطقة الحدود، التزاماً بقرار الأمم المتحدة الموقع مع إسرائيل في عام 2006، بصرف النظر عن أي اتفاق بشأن غزة.
وفي إطار توقع الرد الانتقامي، فرض الجيش الإسرائيلي قيوداً على التجمعات ورفع مستوى التأهب لسكان البلدات الشمالية. ووصل التأهب إلى الجنوب حتى مدينة حيفا الساحلية، وهو ما يشير إلى اعتقاد إسرائيل بأن حزب الله قد يضرب على عمق أكبر مما ضربه منذ بدء الحرب مع حماس.
وفي جنوب لبنان، تحدث الناس يوم السبت عن انفجارات ضخمة أضاءت سماء الليل وهزت الأرض عندما نفذت إسرائيل ضرباتها الأخيرة.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي قال الأسبوع الماضي إن إسرائيل تشن مرحلة جديدة من الحرب على الحدود الشمالية، على موقع X: “ستستمر سلسلة الإجراءات في المرحلة الجديدة حتى تحقيق هدفنا: العودة الآمنة لسكان الشمال إلى منازلهم”.
وقد غادر عشرات الآلاف من الأشخاص منازلهم على جانبي الحدود الإسرائيلية اللبنانية منذ أن بدأ حزب الله إطلاق الصواريخ على إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول تعاطفاً مع الفلسطينيين في غزة.
وأكد بيان صادر عن القمة الأمريكية التي استضافها الرئيس جو بايدن مع زعماء اليابان والهند وأستراليا على ضرورة منع “حرب غزة من التصعيد والانتشار في المنطقة” لكنه لم يذكر على وجه التحديد الصراع بين إسرائيل وحزب الله.
مع مقتل ما لا يقل عن 70 شخصا في لبنان خلال الأسبوع الماضي، تجاوز عدد قتلى الصراع في البلاد منذ أكتوبر/تشرين الأول 740 شخصا خلال أسوأ تصعيد بين إسرائيل وحزب الله منذ حرب عام 2006.