مقتل قبيسي يشكل ضربة أخرى لحزب الله بعد سلسلة من الانتكاسات على يد إسرائيل
قتلت غارة جوية إسرائيلية على بيروت قائدا كبيرا في حزب الله يوم الثلاثاء فيما زادت الهجمات الصاروخية عبر الحدود من الجانبين المخاوف من اندلاع حرب شاملة في الشرق الأوسط.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الغارة الجوية على العاصمة اللبنانية قتلت إبراهيم قبيسي، الذي قال إنه قائد قوة الصواريخ والقذائف في حزب الله.
ووصفه مصدران أمنيان في لبنان بأنه شخصية بارزة في قسم الصواريخ في الجماعة المدعومة من إيران.
وقال مصدر أمني إسرائيلي لوسائل إعلام إسرائيلية إن القيادي في “حزب الله” إبراهيم القبيسي، الذي استهدفته إسرائيل في الغبيري، تمت ترقيته قبل أيام فقط بسبب الاغتيالات في صفوف كوادر الحزب.
وأضاف المصدر أنه كان تحت الإشراف المباشر للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.
من جانبها كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أن استهداف قبيسي تم تنفيذه بطائرات إف-35″. وأشارت في هذا الصدد إلى أنه تم استخدام هذا النوع من الطائرات في اغتيال القيادي في حزب الله فؤاد شكر في يوليو/ تموز الماضي أيضا بالضاحية.
مسؤول وحدات الصواريخ المختلفة
وبحسب الجيش الإسرائيلي كان القبيسي مسؤولا عن وحدات الصواريخ المختلفة في حزب الله ومن ضمنها وحدات الصواريخ الدقيقة الموجهة.
وأضاف المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أنه على مدار السنوات وخلال الحرب كان مسؤولاً عن عمليات إطلاق الصواريخ نحو الجبهة الداخلية في إسرائيل وتمتع بخبرة خاصة ومركزية في مجال الصواريخ وكان مقربًا لكبار قادة القيادة العسكرية في حزب الله.
#عاجل 🟡 جيش الدفاع قضى على المدعو إبراهيم محمد القبيسي قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله الإرهابي
🔸هاجمت طائرات حربية بتوجيه من هيئة الاستخبارات في منطقة الضاحية الجنوبية في بيروت وقضت على المدعو إبراهيم محمد القبيسي قائد منظومة الصواريخ والقذائف في حزب الله. في وقت… pic.twitter.com/SolrRXOfXl
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) September 24, 2024
وبحسب الجيش الإسرائيلي، فقد انضم قبيسي إلى الحزب خلال الثمانينيات وتولى مهام عسكرية مركزية فيه ومن ضمنها مسؤول منظومة العمليات في جنوب لبنان وقائدًا لوحدة بدر في جبهة الجنوب.
وشكل الهجوم ضربة أخرى لحزب الله بعد سلسلة من الانتكاسات على يد إسرائيل خلال الأسبوع الماضي، وقالت إسرائيل في وقت لاحق إنها نفذت “ضربات مكثفة” على أهداف لحزب الله.
وقد أدى الضغط على حزب الله إلى زيادة المخاوف من أن ينفجر الصراع المستمر منذ قرابة عام ويزعزع استقرار منطقة الشرق الأوسط المنتجة للنفط، حيث تدور بالفعل حرب بين حماس وإسرائيل في غزة.
شكل الهجوم الذي قتل فيه قبيسي ضربة أخرى لحزب الله بعد سلسلة من الانتكاسات على يد إسرائيل خلال الأسبوع الماضي
وتحول إسرائيل تركيزها من غزة إلى الحدود الشمالية، حيث يطلق حزب الله الصواريخ على إسرائيل دعما لحركة حماس، التي تدعمها إيران أيضا.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل ستواصل قصف أهداف حزب الله وحث المواطنين اللبنانيين على الهروب من قبضة زعيم حزب الله حسن نصر الله.
وأضاف نتنياهو في قاعدة عسكرية في مكان لم يكشف عنه، بعد أن أعلن الجيش العثور على ذخيرة في منازل الناس: “أي شخص لديه صاروخ في غرفة معيشته وصاروخ في مرآبه لن يكون له منزل”. وتابع: “حربنا ليست معكم، حربنا مع حزب الله. نصرالله يقودكم إلى حافة الهاوية… تخلصوا من قبضة نصرالله من أجل مصلحتكم”.
واتهمت إسرائيل حزب الله بإخفاء أسلحته في منازل وقرى في لبنان، وهي الاتهامات التي ينفيها الحزب اللبناني.
دعوات للدبلوماسية
ومع تفاقم الصراع، تتزايد الدعوات إلى الدبلوماسية، حيث حث المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك جميع الدول والجهات الفاعلة ذات النفوذ على تجنب المزيد من التصعيد في لبنان.
وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة إم.إس.إن.بي.سي إنه يعتقد أنه لا يزال من الممكن العثور على “مسار للمضي قدما” نحو خفض التصعيد والتوصل إلى حل دبلوماسي.
ودعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، جميع الأطراف إلى “الابتعاد عن حافة الهاوية”، وحث على ضبط النفس.
وأثار القتال مخاوف من أن الولايات المتحدة، الحليف الوثيق لإسرائيل، وإيران، القوة الإقليمية التي لديها وكلاء في جميع أنحاء الشرق الأوسط – حزب الله، والحوثيين في اليمن، والجماعات المسلحة في العراق – سوف تنجر إلى حرب أوسع نطاقا.
وتكبد حزب الله الأسبوع الماضي خسائر فادحة عندما انفجرت آلاف أجهزة النداء واللاسلكي التي يستخدمها أعضاؤه في أسوأ خرق أمني في تاريخه.
ونسبت العملية على نطاق واسع إلى إسرائيل، التي لديها تاريخ طويل من الهجمات المعقدة على الأراضي الأجنبية. ولم تؤكد أو تنفي مسؤوليتها.
وأعلنت جماعة حزب الله في رسالة نشرتها على تطبيق تيليجرام، الثلاثاء، أنها استخدمت صاروخا جديدا، هو فادي 3، في هجوم على قاعدة للجيش الإسرائيلي.
ألقى مكتبها الإعلامي منشورات تحمل رمزاً “خطيراً للغاية” على سهل البقاع شرقي لبنان، محذرة من أن مسحها عبر الهاتف سيؤدي إلى “سحب كل المعلومات” من أي جهاز.
“حرب صعبة للغاية”
وشنت إسرائيل غارات على منطقة خاضعة لسيطرة الحزب في بيروت لليوم الثاني على التوالي بعد شن موجة جديدة من الغارات الجوية على أهداف في لبنان، فيما قال الحزب إنه أطلق صواريخ على شمال إسرائيل في وقت سابق من يوم الثلاثاء.
وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن ستة أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب 15 آخرون في الغارة التي وقعت يوم الثلاثاء على مبنى في منطقة الغبيري في بيروت.
وجعلت الحكومة الإسرائيلية تأمين الحدود الشمالية وإعادة السكان إلى هناك أولوية للحرب، مما مهد الطريق لصراع طويل ، في حين تعهد حزب الله بأنه لن يتراجع حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.
وقالت السلطات اللبنانية إن 558 شخصا قتلوا في الغارات الجوية يوم الاثنين، بما في ذلك 50 طفلا و94 امرأة. وأضافت أن 1835 شخصا آخرين أصيبوا بجروح، كما فر عشرات الآلاف بحثا عن الأمان.
وقالت ريما علي شاهين (50 عاما) في ملجأ مؤقت للنازحين في إحدى كليات بيروت: “شعرنا وكأننا في حرب، حرب صعبة للغاية”.
وأضافت: “ربما لم يستغرق الأمر وقتًا طويلاً على الطريق، ولكن الآن تصل العائلات التي كانت عالقة على الطرق منذ الأمس – 15 أو 16 ساعة على الطرق”.
وأثارت أعداد الضحايا وكثافة الهجمات التي شنتها إسرائيل حالة من الذعر في لبنان، ولكنها أثارت أيضاً روح التحدي بين الناس الذين يتذكرون الحرب المدمرة بين إسرائيل وحزب الله في عام 2006.
وقال حسن عمر، وهو أحد سكان بيروت، “نحن ننتظر النصر إن شاء الله، لأنه طالما لدينا جارة مثل إسرائيل، لا يمكننا أن ننام بأمان”.