هل حقا وقعت مواجهات حديثة بين الشرطة الجزائرية وأفراد الحماية المدنيّة؟
انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو قيل إنه يُصوّر تهجّم أفراد من الشرطة على عناصر إطفاء وإنقاذ خلال مسيرة احتجاجيّة في الجزائر حديثاً، إلا أن الفيديو من احتجاجات قديمة سنة 2021 فرّقتها الشرطة.
يظهر في الفيديو مئات العناصر بزيّ رجال الإطفاء، وهم في الشارع يصطدمون بمن يبدو أنهم أفراد شرطة، ويسمع في الفيديو تعليق باللغة الفرنسية على ما يجري.
وقال الناشرون إنها مشاهد حديثة من “اعتداء الشرطة في الجزائر على الحماية المدنية” فيما ذهبت صفحات للقول إن “الشرطة الجزائرية قتلت عناصر من الحماية المدنية خلال احتجاجهم على الأوضاع المزرية في البلد”.
حصد الفيديو آلاف المشاهدات والمشاركات من صفحات عدة على فيسبوك ومنصة إكس فيما تتلقى الجزائر انتقادات على خلفيّة حريّة التعبير وحقوق الإنسان.
ففي شباط/فبراير 2024، بعد خمس سنوات من بدء الحراك المطالب بالديموقراطية، قالت منظمة العفو الدولية إن الجزائر لا تزال تقيد الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي.
ومطلع شهر أيلول/سبتمبر الجاري، اتهمت منظمة العفو السلطة في الجزائر بـ”خنق المجتمع المدني من خلال قمع مروّع لحقوق الإنسان” و”توقيفات تعسفية جديدة ورفض أي تسامح مع الأصوات المعارضة”.
وفي الثامن من أيلول/سبتمبر أُعلن فوز الرئيس عبد المجيد تبون بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسيّة، بعد حصوله على 84,30% من الأصوات. واتسمت الانتخابات على غرار سابقتها بمشاركة منخفضة.
فيديو قديم
لكن الفيديو لا يظهر اشتباكات حديثة بين الشرطة الجزائرية وأفراد الحماية المدنية.
فما يثير الشك في أن يكون حديثا هو ارتداء الأشخاص الظاهرين فيه كمامات طبية ما يرجح أن يكون مصورا خلال فترة انتشار وباء كوفيد19.
على ضوء ذلك، يرشد التفتيش عن الفيديو بكلمات مفتاحية على فيسبوك مثل “الشرطة الحماية المدنية الجزائر” إلى مقاطع عدة تظهر احتجاجات لأفراد الحماية المدنية أغلبها نُشر شهر أيار/مايو من سنة 2021.
وبحصر النتائج في هذه الفترة بالاستعانة بأداة Who Posted What يمكن العثور على الفيديو نفسه منشوراً بتاريخ 2 أيار/مايو من سنة 2021 على صفحة فيسبوك وقد ظهر عليه شعار وسيلة إعلامية جزائرية ناطقة بالفرنسية.
ويمَكن البحث في صفحة Interlignes من العثور على الفيديو المتداول ضمن بث مباشر مدته 25 دقيقة بدءا من الدقيقة 17:50.
وجاء في التفاصيل أن الفيديو يظهر توجه عناصر الوقاية المدنية إلى مبنى رئاسة الجمهورية.
وآنداك، تظاهر عناصر من الحماية المدنية بأزيائهم المهنيّة انطلاقاً من موقع غير بعيد عن مقرّ رئاسة الجمهورية وصولاً إلى مبنى إدارتهم العامة.
ونادى المتظاهرون بتلبية مطالبهم المهنية المادية والإفراج عن زميل لهم أوقف في وقت سابق لأسباب لم تعلن.
وفرّقت الشرطة التظاهرة بالقوّة، وفق شهادات نشرها مشاركون على شبكات التواصل الاجتماعي.