شبح الحرب الشاملة يخيم على المنطقة مع استمرار التصعيد على جبهة لبنان
قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي لقواته إن الضربات الجوية المكثفة التي شنتها إسرائيل على لبنان تمهد الطريق لعملية برية محتملة من جانب القوات الإسرائيلية ضد مقاتلي حزب الله في حين سعت موجة من الدبلوماسية إلى منع اندلاع حرب شاملة.
وفي محاولة للتوصل إلى تهدئة، قال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليديس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن الولايات المتحدة وفرنسا تحاولان التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف الأعمال العدائية بهدف فتح محادثات أوسع نطاقا تشمل جهودا لتحقيق وقف إطلاق النار الذي طال انتظاره في غزة.
من جانبه قال الرئيس الأمريكي جو بايدن لشبكة “إيه بي سي” التلفزيونية إن الحرب الشاملة ممكنة، لكنه أضاف: “ما زلنا نعمل على التوصل إلى تسوية يمكنها تغيير المنطقة بأكملها بشكل جذري”.
ووسّعت إسرائيل غاراتها الجوية على لبنان يوم الأربعاء، وأفاد وزير الصحة اللبناني بمقتل 51 شخصا على الأقل وإصابة 223 آخرين على الأقل.
وأسقطت إسرائيل صاروخا قالت حركة حزب الله المدعومة من إيران إنها كانت تستهدف مقر وكالة الاستخبارات الموساد بالقرب من أكبر مدينة في إسرائيل، تل أبيب.
وقال مسؤولون إسرائيليون إن صاروخا ثقيلا كان متجها نحو مناطق مدنية في تل أبيب، وليس مقر الموساد، قبل إسقاطه.
وقال الجنرال هرتسي هاليفي للقوات الإسرائيلية على الحدود مع لبنان، بحسب بيان عسكري: “تسمعون الطائرات النفاثة فوق رؤوسنا، لقد كنا نضرب طوال اليوم، وذلك من أجل إعداد الأرضية لدخولكم المحتمل ومن أجل مواصلة إضعاف حزب الله”.
قلق دولي
أعرب زعماء العالم عن قلقهم من أن الصراع – الذي يدور بالتوازي مع الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة ضد حماس، يتصاعد بسرعة مع ارتفاع حصيلة القتلى في لبنان وفرار الآلاف من منازلهم.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن واشنطن وحلفاءها يعملون بلا كلل لتجنب حرب شاملة بين إسرائيل وحزب الله الذي قال إنه لن يتراجع حتى تنتهي حرب غزة.
من جانبه، أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه سيرسل وزير خارجيته إلى لبنان هذا الأسبوع في إطار الجهود الرامية إلى منع اندلاع الحرب.
وقال في كلمة ألقاها الأربعاء في الاجتماع السنوي للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تضم 193 دولة: “لا يمكن، ولا ينبغي أن تكون هناك حرب في لبنان”.
مقترحات وقف إطلاق النار
وقالت ثلاثة مصادر إسرائيلية إنه لم يتم تحقيق تقدم كبير في الجهود الفرنسية الأميركية حتى الآن.
بدوره قال بلينكن في اجتماع مع مسؤولين ووزراء من دول الخليج العربية في نيويورك “خطر التصعيد في المنطقة حاد… أفضل رد هو الدبلوماسية، وجهودنا المنسقة حيوية لمنع المزيد من التصعيد”.
استهدفت الغارات الجوية الإسرائيلية هذا الأسبوع قادة حزب الله وأصابت مئات المواقع في عمق لبنان، حيث فر مئات الآلاف من منطقة الحدود، بينما أطلقت المجموعة وابلا من الصواريخ على إسرائيل.
وقالت إسرائيل يوم الأربعاء إن طائراتها الحربية قصفت جنوب لبنان وسهل البقاع، معقل حزب الله إلى الشمال، وأنها استدعت لواءين احتياطيين آخرين لعمليات على الحدود الشمالية لإسرائيل.
وفي رسالة مصورة لم تتضمن أي تعليق على الجهود الدبلوماسية لضمان وقف إطلاق النار، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن حزب الله يتعرض لضربات أقوى مما كان يتصور.
جعلت إسرائيل من تأمين حدودها الشمالية والسماح بعودة نحو 70 ألف من السكان الذين نزحوا بسبب تبادل إطلاق النار شبه اليومي منذ اندلاع الحرب في أكتوبر/تشرين الأول بين إسرائيل وحماس في غزة على الحدود الجنوبية لإسرائيل أولوية.
وامتلأت المستشفيات اللبنانية بالجرحى منذ يوم الاثنين عندما أدى القصف الإسرائيلي إلى مقتل أكثر من 550 شخصا في أعنف يوم في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية في عام 1990.
وقالت جماعة حزب الله إنها وجهت الصاروخ إلى مقر الموساد “دعما لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة… ودفاعا عن لبنان وشعبه”. واتهمت الموساد باغتيال قادتها.
كما تتهم إسرائيل أجهزة الاستخبارات بتفخيخ أجهزة الاتصال اللاسلكية التابعة لأعضاء حزب الله والتي انفجرت الأسبوع الماضي، مما أسفر عن مقتل 39 شخصا وإصابة ما يقرب من 3000 آخرين. ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي تورطها في تلك الهجمات.
بالتزامن، قالت المقاومة الإسلامية في العراق، وهي جماعة مسلحة موالية لإيران، إنها استهدفت مدينة إيلات الواقعة في أقصى جنوب إسرائيل بطائرات بدون طيار يوم الأربعاء.
إسرائيل توسع ضرباتها في لبنان
ووسعت إسرائيل مناطق قصفها في لبنان منذ ليل الثلاثاء، حيث شنت هجمات للمرة الأولى على منتجع الجية الساحلي، جنوب بيروت مباشرة.
كما هاجمت بنت جبيل وتبنين وعين قانا في الجنوب، وقرية جون في قضاء الشوف الجنوبي قرب صيدا، والمعيصرة في قضاء كسروان الشمالي.
وقال وزير الخارجية اللبناني إن عدد النازحين في لبنان قد يصل إلى نصف مليون شخص. وفي بيروت، لجأ آلاف النازحين من جنوب لبنان إلى المدارس وغيرها من المباني.
كما تم إجلاء أكثر من 60 شخصا من بلدة علما الشعب الواقعة على طول الحدود، في أعقاب الغارات الجوية التي وقعت خلال الليل.