جبهة لبنان تشتعل مع تزايد حدة المعارك بين إسرائيل وحزب الله
قالت إسرائيل يوم الأربعاء إن سبعة من جنودها قتلوا في جنوب لبنان أثناء اشتباك قواتها مع مسلحي حزب الله على الأرض بعد بدء التوغل الإسرائيلي في ذلك البلد.
وقال مسؤولون عسكريون إن الجنود قتلوا في حادثين منفصلين، لترتفع الحصيلة الإجمالية منذ بدء الهجوم إلى ثمانية.
وكان الجيش الاسرائيلي أعلن في وقت سابق مقتل جندي خلال عمليات قتالية في لبنان، موضحا في بيان: “النقيب إيتان إسحق أوستر، البالغ 22 عاما سقط أثناء القتال في لبنان”.
وأثار التصعيد على جبهات متعددة مخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقا في الشرق الأوسط من شأنها أن تجتذب إيران – التي تدعم حزب الله وحماس – وكذلك الولايات المتحدة، التي سارعت إلى إرسال أصول عسكرية إلى المنطقة دعما لإسرائيل.
تدمير 3 دبابات ميركافا
من جانبه، قالت جماعة حزب الله، التي يُنظر إليها على نطاق واسع باعتبارها أقوى جماعة مسلحة في المنطقة، إن مقاتليها اشتبكوا مع قوات إسرائيلية في مكانين داخل لبنان بالقرب من الحدود.
وأعلن حزب الله الأربعاء أنه دمّر ثلاث دبابات ميركافا إسرائيلية بصواريخ موجهة خلال تقدمها الى جنوب لبنان، في إطار اشتباكات مع قوات اسرائيلية منذ الصباح بعد محاولات تسلل إلى الأراضي اللبنانية.
وقال الحزب في بيان “قام مجاهدو المقاومة الإسلامية بِتدمير ثلاث دبابات ميركافا بِصواريخ موجهة أثناء تقدمها إلى بلدة مارون الراس”، حيث أعلن في وقت سابق الأربعاء أنه يخوض اشتباكات مع قوات إسرائيلية متسللة.
وقال الجيش الإسرائيلي إن القوات البرية المدعومة بغارات جوية قتلت مسلحين في “اشتباكات قريبة المدى” دون أن يحدد المكان.
وأعلن الجيش أيضا أن جنديا – وهو نقيب يبلغ من العمر 22 عاما في لواء الكوماندوز – قُتل في قتال في لبنان، وهو أول قتيل منذ بدء العمليات الأخيرة.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن وحدات من المشاة والدبابات تعمل في جنوب لبنان بعدما أرسل الجيش آلاف الجنود الإضافيين والمدفعية إلى الحدود.
إلى ذلك، قالت جماعة حزب الله إن مقاتليها قتلوا وأصيب عدد من الجنود الإسرائيليين في جنوب لبنان بعد تفجير عبوة ناسفة.
وقال الجيش اللبناني إن قوات إسرائيلية تقدمت مسافة 400 متر عبر الحدود وانسحبت “بعد فترة قصيرة”، في أول تأكيد له على التوغل.
وحذر الجيش الإسرائيلي سكان نحو 50 قرية وبلدة من إخلاء منازلهم شمال نهر الأولي، على بعد نحو 60 كيلومترا (37 ميلا) من الحدود وأبعد كثيرا من الحافة الشمالية للمنطقة التي أعلنتها الأمم المتحدة لتكون بمثابة منطقة عازلة بين إسرائيل وحزب الله بعد حربهما عام 2006. وقد فر مئات الآلاف من منازلهم بالفعل مع تصاعد الصراع.
وقالت إسرائيل إنها ستواصل قصف حزب الله حتى يصبح من الآمن عودة عشرات الآلاف من مواطنيها النازحين من منازلهم القريبة من الحدود اللبنانية.
وتعهد حزب الله بمواصلة إطلاق الصواريخ على إسرائيل حتى يتم التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة مع حماس.
وأدت الغارات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من ألف شخص في لبنان خلال الأسبوعين الماضيين، ربعهم تقريباً من النساء والأطفال، وفقاً لوزارة الصحة.
وفي غضون ذلك، هاجمت إسرائيل الأمم المتحدة يوم الأربعاء، وأعلنت أن الأمين العام أنطونيو غوتيريش شخص غير مرغوب فيه أو ممنوع من دخول البلاد، واتهمه وزير الخارجية يسرائيل كاتس بالفشل في إدانة الهجوم الصاروخي الإيراني الذي وقع ليلة الثلاثاء بشكل لا لبس فيه.
وكان غوتيريش قد أصدر بيانا موجزا بعد الهجوم جاء فيه: “أدين اتساع رقعة الصراع في الشرق الأوسط، مع التصعيد تلو التصعيد. يجب أن يتوقف هذا. نحن بحاجة ماسة إلى وقف إطلاق النار”.
وتؤدي هذه الخطوة إلى تعميق الخلاف الواسع بالفعل بين إسرائيل والأمم المتحدة.