غارة عند معبر المصنع غداة تحذير إسرائيل من استخدامه من قبل حزب الله لنقل وسائل قتالية
أدت غارة اسرائيلية استهدفت فجر الجمعة منطقة المصنع في شرق لبنان، الحدودية مع سوريا، إلى قطع الطريق الدولية بين البلدين، على ما أكد وزير النقل اللبناني والوكالة الوطنية للإعلام.
وجاء الاستهداف بعد تحذير إسرائيل من استخدام “حزب الله” المعبر لنقل وسائل قتالية وأسلحة.
وقد أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية بأن “الطيران الحربي أغار على منطقة المصنع، ما أدى الى قطع الطريق الدولية”.
بدوره أشار وزير النقل والأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية لوكالة الصحافة الفرنسية إلى أن “الطريق الذي يعد ممرًا رئيسيًا للحاجيات الإنسانية ولعشرات الآلاف من اللبنانيين إلى سوريا بات مقطوعًا بعد الغارة الإسرائيلية”.
وجاء استهداف المعبر الحدودي الرئيسي بين البلدين غداة اتهام الجيش الإسرائيلي حزب الله بنقل “وسائل قتالية حساسة” لاستخدامها في جنوب لبنان، محذرًا من أن الجيش الإسرائيلي “لن يسمح بتهريب هذه الوسائل القتالية ولن يتردد في التحرك إذا اضطر لذلك على غرار ما قام به طيلة هذه الحرب”، بحسب ما جاء على لسان المتحدحث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر منصة إكس.
ونفى حمية في مؤتمر صحافي الخميس “الإدعاءات” الإسرائيلية، مؤكدًا أن جميع المعابر البحرية والجوية والبرية بينها معبر المصنع “تتواجد عليه الأجهزة الأمنية اللبنانية” وتخضع الشاحنات التي تمر عبره “لرقابة” من قبل الاجهزة المعنية.
وقال حمية لوكالة رويترز إن الضربة وقعت داخل الأراضي اللبنانية بالقرب من المعبر الحدودي، مما أدى إلى إحداث حفرة بعرض أربعة أمتار (12 قدمًا)، ووصف المعبر بأنه طريق يستخدمه مئات الآلاف من الناس للفرار من القصف الإسرائيلي في الأيام الأخيرة.
ووفقا لإحصاءات الحكومة اللبنانية، عبر أكثر من 300 ألف شخص – الغالبية العظمى منهم سوريون – من لبنان إلى سوريا خلال الأيام العشرة الماضية هربا من القصف الإسرائيلي المتصاعد.
وتربط سوريا ولبنان 6 معابر شرعية، أبرزها من حيث الأهمية معبر المصنع – جديدة يابوس، الذي يقع بين بلدة جديدة يابوس بريف دمشق الجنوبي الغربي وبلدة المصنع اللبنانية بمحافظة البقاع، ثم معبر الدبوسية، الذي يربط بين قريتي العبودية في لبنان والدبوسية بسوريا، ويبلغ طوله 45 متراً، ثم معبر الجوسية الذي يعد بوابة بين البقاع الشمالي وبلدة القصير بريف حمص، ويوصف بأنه «رئة لبنان» الأساسية، إضافة إلى معبر تلكلخ الذي يربط بين بلدة تلكلخ بريف حمص ومنطقة وادي خالد في لبنان، ومعبر العريضة الذي يربط بين قريتين بالاسم نفسه، الأولى في محافظة طرطوس السورية والثانية في محافظة طرابلس اللبنانية، ومعبر مطربا الذي يعد رابع معبر حدودي في محافظة حمص والسادس بين سوريا ولبنان.
وإضافة إلى المعابر الشرعية بين البلدين، يوجد على طول الحدود بينهما الكثير من المعابر غير الشرعية، التي كانت تنشط فيها عمليات تهريب البشر من سوريا إلى لبنان، وكذلك تهريب المواد الغذائية والمحروقات.
ورغم أهمية معبر المصنع واعتباره شرياناً حيوياً لانتقال الأشخاص بين لبنان وسوريا، إلا أن خبراء قللوا من أهمية تداعيات تعطيله، محذرين من التداعيات الكبرى التي قد تحصل في حال تعرّض مطار رفيق الحريري الدولي إلى استهداف إسرائيلي، وهو ما كان الجيش الإسرائيلي يغم من قناته في بياناته الأخيرة.