ضاحية بيروت الجنوبية شهدت أعنف ليلة منذ بدء حملة القصف الإسرائيلي
عاشت ضاحية بيروت الجنوبية، معقل حزب الله، ليلة استثنائية من العنف شهدت غارات إسرائيلية متواصلة تسببت باندلاع حرائق هائلة على وقع تعليمات إسرائيلية بإخلاء مناطق، وذلك عشية الذكرى الأولى لهجوم حركة حماس على الدولة العبرية واندلاع الحرب في قطاع غزة.
وأعلنت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية أن “الضاحية الجنوبية لبيروت شهدت أعنف ليلة” منذ بدء حملة القصف الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها “استهدفت بأكثر من 30 غارة سمعت أصداؤها في بيروت”.
وذكر مندوب الوكالة أن “سحب الدخان الأسود غطت أرجاء الضاحية كافة”.
وأوضحت الوكالة أن الغارات استهدفت “محطة وقود على طريق المطار ومبنى في الغبيري ومنطقة الصفير وبرج البراجنة وصحراء الشويفات وحي الأميركان ومحيط المريجة الليلكي حارة حريك”.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي عبر تلغرام أنه “يضرب أهدافا إرهابية” لحزب الله قي الضاحية الجنوبية.
وعلى إثر القصف اندلعت نيران في المناطق المستهدفة وارتفعت من إحداها كرة هائلة من اللهب ظلت تتصاعد لأكثر من أربعين دقيقة بعد القصف بحسب مشاهد لوكالة فرانس برس.
كما شوهد في منطقة صبرا القريبة من الضاحية الجنوبية لبيروت عشرات الأشخاص المذعورين في الشوارع، بعضهم يحمل حقائب، وهم يفرون من المنطقة سيرا أو على دراجات نارية فيما دوي الانفجارات يتواصل.
كذلك أفادت الوكالة الوطنية للأنباء عن غارات إسرائيلية استهدفت خلال الليل قرى في جنوب لبنان. وذكرت أن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف بعض قرى الجنوب مؤكدة أن “مدفعية العدو لم تتوقف عن قصف كفركلا وأطراف برج الملوك والخيام”.
من جانبه، أعلن حزب الله ليل السبت الأحد استهداف قوة من الجيش الإسرائيلي بقذائف مدفعية بعد محاولتها التسلل ” باتجاه خلة شعيب في بليدا” في جنوب لبنان.
كما أفاد أنه استهدف قوة من الجنود الإسرائيليين “بصلية صاروخية” خلال “إجلاء الجنود الجرحى والقتلى” في منطقة المنارة الحدودية “عند الساعة 12:45 من فجر يوم الاحد”.
وتبنّى حزب الله كذلك هجوما “بالمسيرات الانقضاضية” على قاعدة عسكرية إسرائيلية في شمال إسرائيل.
كما قال الحزب في بيان إنه “أثناء محاولة قوات العدو الإسرائيلي إجلاء الجنود الجرحى والقتلى في مستعمرة المنارة عند الساعة 12:45 من فجر يوم الأحد 6-10-2024، استهدفهم مجاهدو المقاومة الإسلامية بصلية صاروخية”.
“كابوس بلا نهاية”
وكان قائد الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي أعلن السبت “علينا أن نستمر في ممارسة الضغط على حزب الله وإلحاق خسائر إضافية بالعدو، من دون تنازلات ومن دون هوادة” فيما قال نتانياهو إن الجيش دمر “جزءا كبيرا” من ترسانته.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري خلال مؤتمر صحافي السبت إن القوات الإسرائيلية قتلت منذ بداية العمليات البرية في جنوب لبنان الاثنين، “نحو 440 إرهابيا، بينهم 30 قياديا برتب مختلفة”، خلال العمليات البرية والجوية.
وفي بيروت، قالت سلمى سلمان (30 عاما) وهي تحتضن ابنتيها في شارع الحمرا “نعيش منذ 13 يوما في الشارع. نعيش كابوسا مخيفا لا ينتهي”.
ومع اقتراب الذكرى الأولى لاندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس مع شن الحركة هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، أعلنت الدولة العبرية السبت أنها “في حالة تأهب”، مؤكدة في الوقت نفسه أنها تعدّ ردّا على الهجوم الصاروخي الإيراني الذي استهدفها الثلاثاء.
وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “أطلقت إيران مرتين مئات الصواريخ على أراضينا ومدننا (…) من واجب إسرائيل ومن حقها الدفاع عن نفسها والرد على هذه الهجمات، وهذا ما سنفعله”.
وقال مسؤول عسكري إسرائيلي إن إسرائيل “تعدّ ردا” على الهجوم الإيراني الذي جاء ردّا على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران في 31 تموز/يوليو في عملية نسبت لإسرائيل، والأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصرالله في غارة إسرائيلية في 27 أيلول/سبتمبر في الضاحية الجنوبية لبيروت ومقتل قيادي في الحرس الثوري الإيراني معه.
ولم يقدّم المسؤول تفاصيل عن طبيعة الردّ أو توقيته، بينما أوردت صحيفة “هآرتس” أن الردّ سيكون “كبيرا”.