تقرير: إسرائيل تدرس خيار إبعاد السنوار وقيادات حماس إلى السودان ضمن صفقة الأسرى
يدرس مسؤولون إسرائيليون حالياً إمكانية نفي زعيم حماس يحيى السنوار ومسؤولين كبار آخرين في الحركة الذين ما زالوا في غزة إلى السودان بموافقتهم، كجزء من خطوة لإنهاء حكم حماس في غزة وتحرير الرهائن، وذلك وفقاً لصحيفة هآرتس الإسرائيلية.
ومن الممكن أن يشمل هذا التطور أيضاً رفع التجميد عن أصول حماس التي جمدتها السودان قبل نحو ثلاث سنوات حسب مصادر للصحيفة، بعد أن ألغت الولايات المتحدة إدراج السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب.
الاستسلام هو أهم شيء..
وكان قد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عدة مرات في الأشهر الأخيرة الماضية أنه لن يصر على اغتيال السنوار وغيره من كبار مسؤولي حماس، ولا يستبعد إمكانية نفيهم لدولة ثالثة كجزء من اتفاق لإنهاء الحرب.
وقال نتنياهو خلال مقابلته بأحد البرامج الأمريكية في مايو الماضي، أن الحرب ممكن أن تنتهي غداً، إذا ألقت حماس سلاحها واستسلمت وأعادت الرهائن، وأوضح خلال قوله أن الاستسلام هو أهم شيء، علماً بأن فكرة المنفى موجودة لدى إسرائيل، ويمكن أن يتم مناقشتها دائماً.
وفي الشهر الماضي، قالت مصادر إسرائيلية لصحيفة هآرتس إن القيادة السياسية الإسرائيلية قد تسمح للسنوار وعائلته وآلاف من عناصر حماس الذين يختارهم بمغادرة غزة، في محاولةٍ لإنهاء حكم حماس للمنطقة.
لكن وبحسب الصحيفة فإنه إذا تم تنفيذ هذه الخطوة، لن يتم تعريفها رسمياً على أنها “منفى” أو “استسلام”، بل ستسمح لإسرائيل بالعمل على إنهاء الحرب من ناحية، وللسنوار بمواصلة قيادة حماس من ناحية أخرى – حتى بعد فقدان نفوذه المباشر على القطاع -.
ووفقا للتقرير العبري، يأمل المسؤولون الإسرائيليون أن يُفضّل السنوار الذهاب إلى دولة ثالثة بدلاً من الموت في الأنفاق بقطاع غزة، لأن المنفى سيسمح له بإعادة بناء البنية التحتية لحماس عن بعد، والعودة إلى غزة كمنتصر في المستقبل.
يُشار إلى أنه في سبتمبر 2021 سيطرت السلطات السودانية على ما لا يقل عن 12 شركة كانت توجه التمويل إلى حماس، بالتوازي مع إزالة الخرطوم من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب وإمكانية تخفيف ديونها التي تزيد على 50 مليار دولار، حسب وكالة رويترز.
“صفقة الخروج الآمن”
الجدير بالذكر أن إسرائيل كانت قد قدَّمت المقترح نفسه في شهر سبتمبر الماضي للإدارة الأمريكية والوسطاء المصريين والقطريين حول إطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين الإسرائيليين “دفعة واحدة”، مقابل الموافقة على خروج رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يحيى السنوار، وقادة آخرين من قطاع غزة عبر ما سُمي بـ”صفقة الخروج الآمن”.
ولكن لم يُعلّق مكتب رئاسة الوزراء الإسرائيلية أو حركة حماس على هذا المقترح بشكل رسمي حينها، علماً بأن وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، وممثل الجيش لشؤون الرهائن، نيتسان ألون، نفوا علمهم بخطة “الخروج الآمن” المتداولة آنذاك، ووجها انتقادات لمنسق ملف الأسرى والمفقودين، غال هيرش، بأنه يثير آمالا غير واقعية لدى عائلات الرهائن، نقلاً عن قناة 12 الإسرائيلية.
وتأتي هذه التقارير، بينما يظل الجمود الذي وصلت إليه المفاوضات بشأن الصفقة، ونشوب خلافات بين مواقف الطرفين لم يتمكنا من حلها بعد.
تأهب قبل ذكرى 7 أكتوبر
في غضون ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي الأحد نشر المزيد من القوات حول قطاع غزة عشية الذكرى الأولى لهجوم حركة حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/اكتوبر، والذي أطلق شرارة الحرب.
وجاء في بيان عسكري “تم تعزيز فرقة غزة بعدة فصائل، مع وجود قوات متمركزة للدفاع عن كل من البلدات والمنطقة الحدودية”.
وأضاف “الجنود مجهزون بالكامل للدفاع عن المنطقة بالتنسيق مع قوات الأمن المحلية”.
وبحسب الجيش فإن هناك ثلاث فرق داخل غزة تعمل على “تفكيك البنية التحتية للإرهاب وإضعاف قدرات حماس”.
كما نقل البيان عن قائد المنطقة الجنوبية اللواء يارون فينكلمان تأكيده “أن القيادة الجنوبية تظل في حالة تأهب واستعداد عالية للأيام المقبلة”.
واندلعت الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مع شن حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل، أسفر عن مقتل 1205 أشخاص في الجانب الإسرائيلي، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى أرقام رسمية إسرائيلية. وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في قطاع غزة.
وخُطف خلال الهجوم 251 شخصا، لا يزال 97 منهم محتجزين، بينهم 33 يقول الجيش إنهم لقوا حتفهم.
وتنفذ إسرائيل منذ ذلك الحين حملة قصف عنيفة وعمليات برية، ما تسبب بسقوط 41870 قتيلا معظمهم من المدنيين، وفق آخر حصلية أصدرتها وزارة الصحة التابعة لحماس، والتي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.