تفاقم الأزمة الإنسانية في السودان
تتواصل الحرب بين الجيش السوداني والدعم السريع على أكثر من محور في بلد مزقته الحرب وأجبرت الملايين على تركه بحثا عن ملاذ آمن.
ويحاول الجيش السوداني، استعادة السيطرة على العاصمة الخرطوم، وخلال الأيام الماضية حقق انتصارات على قوات الدعم السريع، واخترق مناطق حيوية كانت تحت سيطرة قوات الدعم، وتمكن من السيطرة على سلسلة جبال موية في سنار، بعد معارك شرسة استمرت على مدار أيام.
يأتي هذا في الوقت الذى زادت الاتهامات لقوات الدعم السريع، باحتجاز شاحنات إغاثة، وقيامها بمنع وصول المساعدات لمستحقيها، في مدينة الدلنج في ولاية جنوب كردفان، وكانت الشاحنات تحمل كميات من الأدوية المنقذة للحياة، والأغذية مخصصة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية.
الكوليرا في السودان
تلقت السودان، 1.4 مليون جرعة من لقاح الكوليرا بعد تجاوز عدد المصابين بالوباء 20 ألفًا، وذلك ضمن الجهود الدولية، لمساعدة البلد المنكوب على احتواء الوباء القاتل.
ونفذت وزارة الصحة في الفترة من 16 إلى 21 سبتمبر الماضي حملة تطعيم ضد الكوليرا في ولاية كسلا وذلك بعد استلام 404 آلاف جرعة من اللقاح من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة “يونسيف”، وفقا لصحيفة سودان تربيون.
وقال وزير الصحة، إن السودان استلم 1.4 مليون جرعة من لقاح الكوليرا، بدعم من التحالف العالمي للقاحات ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة يونيسيف، وأشار إلى أن اللقاح سيوزع على ثلاث ولايات لتطعيم 1,058,545 شخصًا من عمر عام فما فوق، حيث تُنَفذ حملات تطعيم في محليات عطبرة والدامر وبربر بولاية نهر النيل، ومنطقة خشم القربة بولاية كسلا، وبلدية القضارف بولاية القضارف.
فيما قال مركز عمليات الطوارئ التابع لوزارة الصحة، إن إدارة الرصد والمعلومات أبلغت عن تسجيل 562 إصابة جديدة بالكوليرا، تتضمن 11 وفاة، وذلك يومي الخميس والجمعة الماضيين.
وكشف عن توسع نطاق تفشي الوباء في 65 محلية تقع في 12 ولاية، مشيرًا إلى أن إجمالي إصابات الكوليرا ارتفع إلى 20,398 حالة تشمل 597 وفاة.
السيول في السودان
أعلن المجلس القومي للدفاع المدني في السودان، عن إحصائية بشأن خسائر السيول والفيضانات بولاية البلاد المختلفة، مؤكداً وقوع 179 حالة وفاة و235 إصابة.
وشهد البلد خريف هذا العام أمطاراً فوق المعدل المعتاد، وجاء في وقت دخلت فيه الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع شهرها السابع عشر مما عطل التحضيرات لمواجهة موسم الأمطار.
وقال الأمين العام للمجلس القومي للدفاع المدني الفريق شرطة حقوقي د. عثمان عطا في المنبر الإعلامي التأسيسي لوزارة الداخلية، إن الخسائر البشرية تمثلت في 179 حالة وفاة و235 إصابات مختلفة.
وأضاف أن الانهيارات في المنازل تقدر بما يقارب الـ24 ألف انهياراً كلياً، وحوالي 40 ألف انهياراً جزئياً وقرابة الـ14 ألف فدان أضرار زراعة.
وأشار عطا إلى نفوق حوالي 1100 من الحيوانات، إضافة لتضرر 335 مرفق عام ضرراً كاملاً جراء السيول في الولايات المختلفة “نهر النيل، كسلا، القضارف، البحر الأحمر وشمال كردفان”.
وأكد أن الدفاع المدني استطاع التقليل من حجم الخسائر بفضل معينات درء الكوارث التي رفد بها الولايات قبل الخريف، ونوه إلى وجود غرفة للإنذار المبكر.
ومع بدء موسم الأمطار، كان قد اتسع نطاق القتال بين الجيش والدعم السريع خصوصاً في المناطق الجنوبية الشرقية التي تشهد عادة أعلى معدلات لهطول الأمطار في البلاد، ما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من السكان من أماكن سكنهم.